أجرى مجلس الأمن الدولي مساء أمس (الخميس) بنيويورك مشاورات عاجلة حول الوضع في العراق بطلب من فرنسا، بحسب ما أعلن دبلوماسيون.وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن فرنسا «قلقة جداً» لتقدم المسلحين الإسلاميين المتطرفين في شمال العراق و»الفظاعات» التي ارتكبوها بحق المدنيين، وخصوصاً الأقليات الدينية.وكان يشير إلى سيطرة الجهاديين على مدينة قره قوش أكبر مدينة مسيحية في العراق.وأوضح فابيوس أن بلاده طلبت عقد هذا الاجتماع العاجل «بهدف تعبئة المجتمع الدولي للتصدي للخطر الإرهابي في العراق ولتقديم مساعدة وحماية إلى السكان المهددين».وبعد سقوط قره قوش التي هاجمها الجهاديون، أكد بطريرك الكلدان لويس ساكو أن 100 ألف مسيحي أجبروا على النزوح متحدثاً عن «كارثة إنسانية».ووجه البابا فرنسيس نداء عاجلاً دعا فيه المجتمع الدولي إلى «حماية» المسيحيين في شمال العراق.وفي واشنطن قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبحث توجيه ضربات جوية أو إنزال مساعدات من الجو لنحو 40 ألفاً من الأقليات الدينية في العراق تقطعت بهم السبل فوق قمة جبل بعد تهديد من مسلحين إسلاميين.وقال مسؤول رفيع بالإدارة الأمريكية للصحيفة إن أوباما يبحث عدداً من الخيارات يتراوح بين إسقاط إمدادات إنسانية على جبل سنجار وتوجيه ضربات عسكرية لمقاتلي «داعش» المتمركزين عند سفح الجبل.ميدانياً؛ حقق متشددون مسلحون تقدماً في شمال العراق باتجاه عاصمة إقليم كردستان أمس مما دفع عشرات الآلاف من المسيحيين إلى الفرار بحياتهم من هجوم يثير قلق حكومة بغداد والقوى الإقليمية.وسيطر مقاتلون من «داعش» على نقطة تفتيش عند المنطقة الحدودية لكردستان، حيث يعيش 1.5 مليون شخص ويوجد مقر حكومة إقليم كردستان.وسيطر المتشددون في وقت سابق على قرقوش أكبر بلدة مسيحية في العراق فهرب الكثير من سكانها خوفاً من إجبارهم على الإذعان لمطالب المسلحين التي أعلنوها في مناطق أخرى استولوا عليها وهي إما المغادرة أو اعتناق الإسلام أو الموت.وفي روما وجه البابا فرنسيس نداء إلى زعماء العالم للمساعدة في إنهاء الأزمة في شمال العراق والتي وصفها الفاتيكان بأنها «مأساة إنسانية مستمرة». وقالت «داعش» في بيان عبر حسابها على «تويتر» إن مقاتليها استولوا على 15 بلدة وعلى سد الموصل الاستراتيجي المقام على نهر دجلة وقاعدة عسكرية في هجوم مستمر بدأته مطلع الأسبوع. ويقول مسؤولون أكراد إن قواتهم مازالت تسيطر على السد.وقال شاهدان إن مقاتلي «داعش» رفعوا العلم الأسود للتنظيم فوق السد الذي قد يسمح لهم بإغراق مدن رئيسة أو قطع إمدادات الماء والكهرباء.وألحق المسلحون هزيمة مخزية بالقوات الكردية في مطلع الأسبوع مما اضطر الآلاف من أبناء الطائفة اليزيدية إلى الفرار من بلدة سنجار إلى الجبال المحيطة.إلى ذلك قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن بعضاً من عدة آلاف يحاصرهم مقاتلو الدولة الإسلامية في جبل سنجار تم إنقاذهم في الساعات الأربع والعشرين الماضية مضيفاً أن 200 ألف فروا من القتال.وفي كركوك قالت الشرطة ومصادر طبية إن 11 شخصاً قتلوا في انفجارين بسيارتين ملغومتين قرب مسجد شيعي يؤوي نازحين في المدينة النفطية الاستراتيجية التي يسيطر عليها الأكراد.وقالت مصادر طبية وأمنية إن 14 شخصاً قتلوا في تفجير سيارة ملغومة يقودها انتحاري في منطقة شيعية ببغداد أمس.