* إدارة "المنصور" تعتذر وتتكفل برعاية 50 يتيم شهرياً لمدة عام
* حملة عراقية على وسائل التواصل لمقاطعة أحد أكبر المجمعات التجارية ببغداد
بغداد – وسام سعد
لا تزال قضية منع إدارة مول المنصور في بغداد دخول مجموعة من الأيتام بصحبة فريق خيري بمناسبة عيد الفطر تثير ردود أفعال غاضبة حيث أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق حملة لمقاطعة أحد أكبر المجمعات التجارية في بغداد بعد اتهامات بمنعه دخول مجموعة من الأطفال الأيتام.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل مصور أظهر متطوعين ضمن فريق "رحماء بينهم" لمساعدة الفقراء برفقة أطفال أيتام أمام مول المنصور وسط بغداد، وهم يتحدثون عن منعهم من دخول المجمع لأسباب غير معروفة.
وأظهر الفيديو 15 طفلاً تحت أشعة الشمس الحارقة التي تجاوزت 40 درجة مئوية وهم يقفون إلى جانب السياج الخارجي للمول.
وأشعل الفيديو مواقع التواصل الاجتماعي وقوبل بموجة غضب عارمة من قبل الناشطين العراقيين وتصدر "هاشتاغ" مقاطع مول المنصور قائمة الترند في العراق، مسجلا أكثر من 15 ألف تغريدة، كما تم تداول الفيديو أكثر من 5 آلاف مرة وحقق نسبة مشاهدة عالية فاقت 500 ألف ناشط على "فيسبوك"، وعلى إثرها انخفض تقييم الصفحة الرسمية لـ "مول المنصور" من 5 نجوم إلى أقل من نجمتين.
ودافعت إدارة مول المنصور عن موقفها في حادثة منع أيتام من دخول المول ونفت أن يكون منعهم بسبب ملابسهم الرثة.
وقالت الإدارة في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه "تود إدارة مول المنصور أن توضح حقيقة ما جرى تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي عبر بعض الصفحات حول مزاعم تحدثت عن طردها منظمة للأيتام ورفضها لدخولهم بسبب ملابسهم الرثة وتؤكد هنا أن أفراد حماية المول طلبوا من فريق المنظمة الانتظار في كراج المول لحين توفير مكان في المطعم وكذلك الألعاب للفريق بهدف تسهيل دخولهم وتوفير أقصى درجات الراحة للأيتام الأحبة"، على حد تعبير البيان.
وأضاف البيان "وبعد هذا الطلب الطبيعي جداً والذي يجري تقديمه مع كل المنظمات الراغبة بزيارة مول المنصور فوجئنا بقيام أفراد منظمة الأيتام بتصوير مقطع فيديو تم فيه الادعاء بحصول طرد للأيتام من المول ورفض استقبالهم وهو ما ننفيه جملة وتفصيلاً وبإمكان المواطنين زيارة صفحتنا الرسمية على موقع "فيسبوك" ليروا بوضوح كيف تم استقبال منظمات الأيتام وبطريقة حضارية وبكامل الاحترام والاعتزاز فضلاً عن قيامنا بعشرات السفرات المجانية والمبادرات اعتزازاً منا بهذه الشريحة التي أوصى الرسول الكريم برعايتها".
وأكد البيان أن "إجراء الانتظار طبيعي 100 % وتم إبلاغ جميع المنظمات الانسانية بأن يتصلوا بادارة مول المنصور قبل مجيئهم لتوفير مكان لهم للأيتام الأعزاء وتفريغ الألعاب لهم خصيصاً منعاً من الإحراج مع رواد مول المنصور الأعزاء خاصة أيام رمضان والأعياد والعطل بسبب كثافة الزائرين".
لكن هذا التبرير لم يجد له طريقاً أمام غضب الشعبي الذي انعكس في حملة التي أصبحت في تزايد في عدد المشاركين في نشر تغريدات حملة المقاطعة.
وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان أسامة زيد لـ "الوطن" إن "هذا التصرف مرفوض حتى وإن صدر من موظف صغير في المول ولم يصدر من الإدارة وبالتالي إن هذا الموضوع ينعكس ككل على إدارة المول والعاملين فيه".
وأضاف زيد "مع كل الأسف لم تعد تحترم مبادئ حقوق الإنسان في بلدنا وأصبح معظم الناس تعمل بالمظاهر فهل أصبح اليوم الإنسان يقيم كإنسان من مظهره الخارجي وهل أصبحت قيمة الإنسان في العراق من قيمة ملابسه".
وأشار إلى أن "حملة المقاطعة يجب أن تستمر حتى وإن اعتذرت إدارة المول عن تصرفها هذا لكي يكون درس للجميع يجب أن يتعلموه منه بأن قيمة الإنسان واحترامه لا تقاس بالمظاهر".
بدوره، علق الإعلامي والناشط المدني فالح عبيد لـ "الوطن" قائلاً إن "جميع البلدان تحترم وتقدر شريحة الأيتام خاصة في أيام مثل أيام عيد الفطر فهل الطمع والجشع الذي أصاب معظم المستثمرين في العراق أنساهم الإنسانية والشعور بالمسؤولية تجاه هذا الشريحة".
وأضاف أن "ما حصل في مول المنصور يستحق أكثر من المقاطعة لكي لا تتكرر هذه الحالة في أماكن أخرى".
وطالب عضو مفوضية حقوق الإنسان زيدان العطواني إدارة مول المنصور بـ "إصدار توضيح مقنع ومناسب بخصوص ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن منع إدارة المول لعدد من الأيتام من زيارة المول التي نظمتها لهم إحدى المنظمات الإنسانية".
وقال العطواني في تصريح صحافي إن "الأيتام هم أمانة في أعناق الجميع"، مشيراً أنه ولو لا تضحيات ذويهم لما تنعم العراق بالأمن والسلام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أحقيتهم بنيل العناية الأبوية والتمتع بفرحة العيد حالهم حال بقية الأطفال.
وقالت الناشطة المدنية والإعلامية جمانة ممتاز ل "الوطن" أن ما حصل من استياء وسخط على إدارة مول المنصور موقف إيجابي بغض النظر عن ملابسات الحادث إذ إنه يدل على أن المجتمع يرفض الطبقية ويرفض أن يساء إلى الأطفال والأيتام على وجه الخصوص".
وأضافت أن "موقف المقاطعة بحد ذاته سواء حصل أو لا يضع إدارات المشاريع في دائرة الرقيب والحسيب وهذا يعني أنه في حال تمت الإساءة لأي فرد في المجتمع فإن المجتمع سيرد بطريقته".
ونشر المول على صفحته الرئيسية على موقع "فيسبوك" فيديو يظهر فيه مدير المول سعد الكردي بالإضافة إلى مدير فريق "رحماء بينهم"، عدنان الحامدي. وأعلن المول في هذا الفيديو الاعتذار عن سوء تصرف شخصي صدر من أحد الموظفين في المول على حد وصفهم كما قام المول بتكفل رعاية 50 من الأطفال الأيتام شهرياً لمدة عام كامل.
وكرر الصحافي منتظر الزيدي عدة تغريدات على موقعة في تويتر قال فيها إن "دخول الأماكن العامة والأسواق ليس حكراً على الاغنياء نحن لسنا في زمن الجاهلية ولا البرجوازية من يحدد للناس ما تلبسه المفروض استدعاء صاحب مول المنصور وتقريعه على طرد الأيتام".
* حملة عراقية على وسائل التواصل لمقاطعة أحد أكبر المجمعات التجارية ببغداد
بغداد – وسام سعد
لا تزال قضية منع إدارة مول المنصور في بغداد دخول مجموعة من الأيتام بصحبة فريق خيري بمناسبة عيد الفطر تثير ردود أفعال غاضبة حيث أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق حملة لمقاطعة أحد أكبر المجمعات التجارية في بغداد بعد اتهامات بمنعه دخول مجموعة من الأطفال الأيتام.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل مصور أظهر متطوعين ضمن فريق "رحماء بينهم" لمساعدة الفقراء برفقة أطفال أيتام أمام مول المنصور وسط بغداد، وهم يتحدثون عن منعهم من دخول المجمع لأسباب غير معروفة.
وأظهر الفيديو 15 طفلاً تحت أشعة الشمس الحارقة التي تجاوزت 40 درجة مئوية وهم يقفون إلى جانب السياج الخارجي للمول.
وأشعل الفيديو مواقع التواصل الاجتماعي وقوبل بموجة غضب عارمة من قبل الناشطين العراقيين وتصدر "هاشتاغ" مقاطع مول المنصور قائمة الترند في العراق، مسجلا أكثر من 15 ألف تغريدة، كما تم تداول الفيديو أكثر من 5 آلاف مرة وحقق نسبة مشاهدة عالية فاقت 500 ألف ناشط على "فيسبوك"، وعلى إثرها انخفض تقييم الصفحة الرسمية لـ "مول المنصور" من 5 نجوم إلى أقل من نجمتين.
ودافعت إدارة مول المنصور عن موقفها في حادثة منع أيتام من دخول المول ونفت أن يكون منعهم بسبب ملابسهم الرثة.
وقالت الإدارة في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه "تود إدارة مول المنصور أن توضح حقيقة ما جرى تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي عبر بعض الصفحات حول مزاعم تحدثت عن طردها منظمة للأيتام ورفضها لدخولهم بسبب ملابسهم الرثة وتؤكد هنا أن أفراد حماية المول طلبوا من فريق المنظمة الانتظار في كراج المول لحين توفير مكان في المطعم وكذلك الألعاب للفريق بهدف تسهيل دخولهم وتوفير أقصى درجات الراحة للأيتام الأحبة"، على حد تعبير البيان.
وأضاف البيان "وبعد هذا الطلب الطبيعي جداً والذي يجري تقديمه مع كل المنظمات الراغبة بزيارة مول المنصور فوجئنا بقيام أفراد منظمة الأيتام بتصوير مقطع فيديو تم فيه الادعاء بحصول طرد للأيتام من المول ورفض استقبالهم وهو ما ننفيه جملة وتفصيلاً وبإمكان المواطنين زيارة صفحتنا الرسمية على موقع "فيسبوك" ليروا بوضوح كيف تم استقبال منظمات الأيتام وبطريقة حضارية وبكامل الاحترام والاعتزاز فضلاً عن قيامنا بعشرات السفرات المجانية والمبادرات اعتزازاً منا بهذه الشريحة التي أوصى الرسول الكريم برعايتها".
وأكد البيان أن "إجراء الانتظار طبيعي 100 % وتم إبلاغ جميع المنظمات الانسانية بأن يتصلوا بادارة مول المنصور قبل مجيئهم لتوفير مكان لهم للأيتام الأعزاء وتفريغ الألعاب لهم خصيصاً منعاً من الإحراج مع رواد مول المنصور الأعزاء خاصة أيام رمضان والأعياد والعطل بسبب كثافة الزائرين".
لكن هذا التبرير لم يجد له طريقاً أمام غضب الشعبي الذي انعكس في حملة التي أصبحت في تزايد في عدد المشاركين في نشر تغريدات حملة المقاطعة.
وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان أسامة زيد لـ "الوطن" إن "هذا التصرف مرفوض حتى وإن صدر من موظف صغير في المول ولم يصدر من الإدارة وبالتالي إن هذا الموضوع ينعكس ككل على إدارة المول والعاملين فيه".
وأضاف زيد "مع كل الأسف لم تعد تحترم مبادئ حقوق الإنسان في بلدنا وأصبح معظم الناس تعمل بالمظاهر فهل أصبح اليوم الإنسان يقيم كإنسان من مظهره الخارجي وهل أصبحت قيمة الإنسان في العراق من قيمة ملابسه".
وأشار إلى أن "حملة المقاطعة يجب أن تستمر حتى وإن اعتذرت إدارة المول عن تصرفها هذا لكي يكون درس للجميع يجب أن يتعلموه منه بأن قيمة الإنسان واحترامه لا تقاس بالمظاهر".
بدوره، علق الإعلامي والناشط المدني فالح عبيد لـ "الوطن" قائلاً إن "جميع البلدان تحترم وتقدر شريحة الأيتام خاصة في أيام مثل أيام عيد الفطر فهل الطمع والجشع الذي أصاب معظم المستثمرين في العراق أنساهم الإنسانية والشعور بالمسؤولية تجاه هذا الشريحة".
وأضاف أن "ما حصل في مول المنصور يستحق أكثر من المقاطعة لكي لا تتكرر هذه الحالة في أماكن أخرى".
وطالب عضو مفوضية حقوق الإنسان زيدان العطواني إدارة مول المنصور بـ "إصدار توضيح مقنع ومناسب بخصوص ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن منع إدارة المول لعدد من الأيتام من زيارة المول التي نظمتها لهم إحدى المنظمات الإنسانية".
وقال العطواني في تصريح صحافي إن "الأيتام هم أمانة في أعناق الجميع"، مشيراً أنه ولو لا تضحيات ذويهم لما تنعم العراق بالأمن والسلام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أحقيتهم بنيل العناية الأبوية والتمتع بفرحة العيد حالهم حال بقية الأطفال.
وقالت الناشطة المدنية والإعلامية جمانة ممتاز ل "الوطن" أن ما حصل من استياء وسخط على إدارة مول المنصور موقف إيجابي بغض النظر عن ملابسات الحادث إذ إنه يدل على أن المجتمع يرفض الطبقية ويرفض أن يساء إلى الأطفال والأيتام على وجه الخصوص".
وأضافت أن "موقف المقاطعة بحد ذاته سواء حصل أو لا يضع إدارات المشاريع في دائرة الرقيب والحسيب وهذا يعني أنه في حال تمت الإساءة لأي فرد في المجتمع فإن المجتمع سيرد بطريقته".
ونشر المول على صفحته الرئيسية على موقع "فيسبوك" فيديو يظهر فيه مدير المول سعد الكردي بالإضافة إلى مدير فريق "رحماء بينهم"، عدنان الحامدي. وأعلن المول في هذا الفيديو الاعتذار عن سوء تصرف شخصي صدر من أحد الموظفين في المول على حد وصفهم كما قام المول بتكفل رعاية 50 من الأطفال الأيتام شهرياً لمدة عام كامل.
وكرر الصحافي منتظر الزيدي عدة تغريدات على موقعة في تويتر قال فيها إن "دخول الأماكن العامة والأسواق ليس حكراً على الاغنياء نحن لسنا في زمن الجاهلية ولا البرجوازية من يحدد للناس ما تلبسه المفروض استدعاء صاحب مول المنصور وتقريعه على طرد الأيتام".