بعد الصدمة الموجعة التي تعرض لها المنتخب الأرجنتيني بالهزيمة الثقيلة أمام نظيره الكرواتي مساء الخميس ضمن منافسات كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا ، ظهر المدير الفني خورخي سامباولي بوجه شاحب خلال المؤتمر الصحفي عقب المباراة ، في الوقت الذي من المفترض أن يبحث فيه عن شرارة الحماس بأي شكل للحفاظ على الأمل الضئيل لاستمرار الفريق بالبطولة.
وبعد أن تلقى المنتخب الأرجنتيني بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي صدمة التعادل مع أيسلندا 1 / 1 يوم السبت الماضي في الجولة الأولى لمباريات المجموعة الرابعة ، تلقى منتخب التانجو ضربة أكثر قسوة بهزيمته أمام كرواتيا صفر / 3 أمس الخميس على ملعب "نيجني نوفجورود" ليقف على بوابة الخروج من الدور الأول.
وحتى لو نجح سامباولي في إشعال حماس المنتخب الأرجنتيني أو حقق ميسي صحوة بقميص الفريق ، لم يعد مصير راقصي التانجو بأيديهم ، وإنما ستحسم بطاقة التأهل الأخرى من المجموعة ، بعد تأهل كرواتيا ، عبر المباريات الثلاث المتبقية.
وتشهد الجولة الثانية اليوم الجمعة لقاء نيجيريا مع أيسلندا على ملعب "فولجوجراد أرينا" بينما تشهد الجولة الثالثة الأخيرة متن مباريات المجموعة لقاء المنتخبين الأيسلندي والكرواتي على ملعب "روستوف أرينا" يوم الثلاثاء المقبل تزامنا مع مباراة الأرجنتين ونيجيريا.
وسأل صحفيون المدرب سامباولي عما إذا كان يشعر بالخجل إزاء أداء المنتخب الأرجنتيني وقيل له إنه يتحمل المسؤولية أمام 40 مليون أرجنتيني ، لإشراكه حارس المرمى ويلي كاباييرو الذي ارتكب خطأ فادحا تسبب في الهدف الأول لكرواتيا والذي سجله أنتي ريبيتش.
ورغم الانتقادات التي وجهت لسامباولي من قبل صحفيين أرجنتينيين ، ربما جاءت الكلمات الأكثر قسوة من قبل الفريق المنافس.
وقال زلاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي ، إنه لم يكن أمرا مفاجئا أن تتحول طريقة منتخب الأرجنتين من 4-2-3-1 إلى 3-4-3 ، وهو ما تعامل معه المنتخب الكرواتي باقتدار.
وقال داليتش "لدينا كشافون متميزون يحللون أداء الأرجنتين. وكنا نعرف أنهم سيطبقوا طريقة 3-4-3."
فقد سمح ذلك للمنتخب الكرواتي بتفكيك دفاع منافسه الذي لم يستطع التعامل بالشكل المطلوب مع الضغط الهجومي ، وقد غاب نيكولاس أوتاميندي كثيرا عن مستواه خاصة خلال أول نصف ساعة من المباراة.
وقال داليتش "كنا نعرف أن خط الدفاع الثلاثي للأرجنتين ضعيف شيئا ما وسينهار تحت الضغط."
وكشف المنتخب الكرواتي عن الثغرات التي يعاني منها المنتخب الأرجنتيني منذ وقت مبكر من المباراة.
وكان داليتش قد أجرى جلسة تدريبية للاعبيه في نيجني نوفجورود ، لكن سامباولي لم يستغل فرصة مماثلة ، وعلق داليتش قائلا "كل مدرب له طريقة مختلفة في العمل. ولكن هذه الفرصة كانت مرحب بها من جانبنا."
وأسهب سامباولي في الحديث عن الجوانب الخططية مشيرا إلى أنه كان يحاول إيجاد طريقة لتحرير تحركات ميسي ، بينما تحدث داليتش في جوانب مختلفة ، وكشف أنه منح فرصة الاسترخاء للاعبيه.
وقال داليتش "في الأيام القليلة الماضية لم نركز على الجوانب الخططية. فقد كنت أسعى لتخليص اللاعبين من التوتر. كنت أود أن يدخلوا إلى أرض الملعب بهدف الاستمتاع."
وكان واضحا أن لاعبي كرواتيا استمتعوا حقا بالمباراة أكثر من ميسي أبرز نجوم المنتخب الأرجنتيني والذي بدت عليه علامات الحسرة وخيبة الأمل في أغلب فترات اللقاء.
وقال داليتش إن ميسي "أفضل لاعب في العالم" ، لكنه مازال غير قادر على استعراض ذلك في المونديال الروسي.
وتأتي أزمة ميسي مع المنتخب الأرجنتيني في الوقت الذي يعيش فيه غريمه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حالة مختلفة للغاية ، حيث سجل الأخير ثلاثية (هاتريك) في شباك إسبانيا في المباراة الأولى للبرتغال التي انتهت بالتعادل 3 / 3 ، ثم سجل هدف الفوز 1 / صفر في شباك المغرب ، ليتربع على صدارة قائمة هدافي المونديال برصيد أربعة أهداف.
ورغم أن سامباولي قاد المنتخب التشيلي للتتويج بكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) ، لم يستطع تحقيق بداية مقنعة مع الفريق الأرجنتيني في المونديال سواء من حيث الأداء أو النتائج ، ولم يحقق الفريق بصمة واضحة في بداية مشواره علما بأنه كان من أبرز المرشحين للقب ، الذي فقد فرصة التتويج به قبل أربعة أعوام في البرازيل بالهزيمة أمام ألمانيا صفر / 1 في النهائي.