وأناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى،صاحب السمو الملكي ولي العهد لحضور حفل افتتاح الدورة الـ42 للجنة التراث العالمي برئاسة البحرين وأقيمت تحت رعاية جلالة الملك المفدى في المسرح الوطني الأحد.
ورحب سمو ولي العهد بانعقاد الاجتماع الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ويضم أكثر من 2000 خبير في مجال التراث الثقافي والطبيعي، منوهاً بالتعاون بين المنظمة والبحرين على كافة المستويات والتواصل الحيوي الذي أثمر عن إدراج موقعين في المملكة على قائمة التراث العالمي واستمر ليشمل عدداً من المجالات التعليمية والثقافية.
وقال سموه إن البحرين "تستمد قوة حضورها في المشهد الثقافي الدولي من مقوماتها التراثية والثقافية المرتكزة على هويتها الحضارية الأصيلة التي جعلت من التنوع مصدر قوة يرفد نماءها وتطورها ويتجاوز صغر المساحة لبلوغ آفاق رحبة عبر الانفتاح على العالم والحرص على التبادل المعرفي مما عززه موقع البحرين الجغرافي عبر الزمن".
ونوه سمو ولي العهد بجهود لجنة التراث العالمي في توثيق تاريخ وتراث وثقافة المجتمعات الإنسانية وتعزيز التواصل الإنساني من خلال ذلك بما يثريه ويمنحه العمق المعرفي والعلمي الذي يرسخ أثره ويضاعف من مردوده، متمنياً لأعمال الدورة التوفيق في الوصول إلى مزيد من التنسيق والتعاون فيما يحقق أهدافها.
وأكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في كلمة بالحفل أن انعقاد أعمال الدورة يعتبر حدثاً تاريخياً بالغ الأهمية بالنسبة للبحرين التي تم انتخابها أثناء المؤتمر العام الأخير لليونسكو الذي عُقد في نوفمبر 2017 عضواً في لجنة التراث العالمي ورئيساً للجنة في 2018 مما يجسد رؤية المملكة بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الداعم الأول للثقافة والتراث في البحرين.
ورحبت رئيسة الهيئة بالمدير العام الجديد لليونسكو أودري أزولاي وبالمشاركين في اجتماع لجنة التراث العالمي والفعاليات المصاحبة، مشيرة إلى أنه "بدعم من جلالة الملك المفدى وتوجيه حكومته برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء، شجعت البحرين بقوة، وبالتعاون مع اليونسكو، على جعل الثقافة والتراث الثقافي أولوية لتعليم الأجيال الشابة وتعزيز الهوية".
وأعربت عن تطلعها لأن تكون أعمال الدورة مثمرة، وأن تظل البحرين واحدة من المعالم البارزة في برامج منظمة اليونسكو لتعزيز أواصر التعاون الدولي، وحماية المواقع التاريخية والآثار والمناظر الطبيعية، من أجل مد جسور الحوار بين الثقافات، وتحقيق الازدهار لجميع الشعوب.
ورحبت رئيسة الدورة الثانية والأربعين للجنة التراث العالمي الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة في كلمة بالمشاركين في الاجتماع السنوي الذي تنظمه اليونيسكو بالتعاون مع البحرين برعاية كريمة وسامية من جلالة الملك المفدى، وبحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد، ما يؤكد الأهمية البالغة التي توليها البحرين لحماية التراث الثقافي والطبيعي والمحافظة عليه عملاً بأحكام الاتفاقية الدولية لليونيسكو لسنة 1972.
وألقت المدير العام لمنظمة لليونسكو أودري أزولاي كلمة شكرت فيها البحرين على احتضان أعمال الدورة الحالية للجنة التراث العالمي، معتبرة استضافة هذه الدورة في دولة عربية له أهمية خاصة لما تتسم به المنطقة من مخزون تاريخي وتراثي غني يجب التعاون للحفاظ عليه والتعامل مع التحديات والمتغيرات التي تواجه الجهود الهادفة لتحقيق ذلك، متطلعة لأن تثمر أعمال الدورة عن مزيد من العمل المستدام من أجل نتائج تلامس واقع المجتمعات والذاكرة الانسانية.
ونوهت أزولاي بجهود البحرين في الحفاظ على المكتسبات التاريخية كما أشادت بمواقع التراث الإنساني البحرينية وبالأخص قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ اللذين زارتهما وتعرفت عليهما عن قرب، وأعربت عن سرورها واعتزازها بوجود المركز الاقليمي العربي للتراث العالمي الذي تحتضنه المملكة.
في حين أعرب رئيس المجلس التنفيذي لليونسكو لي بيونغ عن الشكر والتقدير للبحرين على هذه الاستضافة، منوهاً بعمل لجنة التراث العالمي في الإسهام في الحفاظ على التراث الإنساني ودعم العمل المشترك بين الجهات المعنية لتحقيق هذا الهدف، "فالثقافة والعلوم غاية سامية تخدم نمو الأمم وازدهارها وأسباب استقرارها، مما يحفز الدور المحوري لليونسكو لبلورة رسالة المنظمة في هذا الجانب".