مريم بوجيري



أكدت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة على أن اجتماع لجنة التراث العالمي الذي بدأ أعماله الأحد في المنامة يعد لقاءً حضاريا يؤكد على أهمية العمل الثقافي وقدرته على توحيد العالم للوقوف إلى جانب الهوية والمكتسبات الأصيلة للبشرية.

وقالت الشيخة مي بنت محمد: "إن الجهود والطاقات البحرينية خرجت باجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين، حيث قدمتها كتأكيد على قدرة بلادها لصنع الفارق في مختلف المحافل الإقليمية والدولية"، مؤكدة على الاعتزاز بالشراكة مع الجهات الرسمية المعنية بالتراث الإنساني كمنظمة اليونسكو التي تقوم بعملٍ استثنائي لا يقتصر على رسم الخطط والاستراتيجيات بل متابعة تنفيذها وصولًا للأهداف وعلى رأسها تحقيق التنمية المستدامة للعالم قبل حلول عام 2030.

ومن جانبها أشادت المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) أودري آزولاي خلال المؤتمر الصحفي بقرية اليونيسكو الأثنين، بجهود المملكة في استضافة اجتماع لجنة التراث العالمي، مشيدة بدورها في الحفاظ على التراث الإنساني لاسيما من خلال عمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي يتّخذ من مدينة المنامة مقراً له.

وأشارت آزولاي إلى أن اللجنة في اجتماع الثاني والأربعين ستنظر في حالة حفظ 157 موقعاً مسجلا على قائمة التراث العالمي، فيما سيتم دراسة إمكانية إدراج 29 موقعاً على القائمة ذاتها، مضيفة أن الاجتماع جمع أكثر من 2000 خبير في مجال التراث الثقافي والطبيعي من 139 دولة لتبادل الخبرات وبحث المواضيع المتعلقة بالتراث، مما يدل على تمسّك المجتمع الدولي بمبادئ حماية التراث وعمله على مد جسور التواصل ما بين مختلف الشعوب والحضارات.

وقالت آزولاي: "أصبح مفهوم التراث العالمي مفهوماً يتفق العالم على أهميته"، موضحة أن هذا التوجه ظهر جلياً في اجتماع لجنة التراث العالمي الحادي والأربعين، وأكدت أن صوت الشباب في مجال حماية التراث يُسمع حالياً من المنامة التي تستضيف منتدى الخبراء الشباب في مجال التراث العالمي لعام 2018م.



من جانبها قالت رئيسة لجنة التراث العالمي لعام 2018م الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة إن اتفاقية التراث العالمي بعد تطبيقها قبل 40 عاماً باتت قوة دافعة رائدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي المتنوع، مشيرة إلى أن اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م تعمل على حماية أكثر من ألف موقع متوزعة على جميع أنحاء العالم، ومؤكدة أن الاتفاقية تهدف من خلال الحفاظ على المواقع إلى تنفيذ مشاريع تكميلية كالمشاريع التعليمية، وتدريب الأخصائيين وتعزيز الوعي بأهمية التراث العالمي.

وقالت: "بعد مرور أكثر من 40 عاماً على تطبيق لجنة التراث العالمي، أصبحنا اليوم نقف على مفترق طرق فيما إذا كانت هذه الاتفاقية لا تزال تتماشى مع محتواها وقيمتها، باعتبارها تعدّ من أكثر المعاهدات الدولية قبولاً حيث وقعتها 193 دولة، حيث وباتت قوة دافعة رائدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي المتنوع التي يحتويه كوكبنا"، وأضافت: "سيتم خلال نوفمبر 2022م، احتفال اتفاقية حماية التراث لعام 1972 بعيدها الخمسين مما يضع على عاتق اللجنة مسؤولية كبيرة في مراجعة ما تم إنجازه أثناء هذه الفترة الزمنية بتأن وإمعان"، مشيرة إلى أن هذا يهدف إلى دراسة أفضل السبل لحماية التراث الإنساني مستقبلا.

وذكرت أن:"إتفاقية عام 1972 تحدد وتحمي المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي، وهي مواقع تعتبر ذات "قيمة عالمية بارزة"، حيث تعد الاتفاقية مثالاً يحتذى به في حماية أكثر من ألف و 37 موقع متوزعة على 169 دولة حول العالم."

وعلى هامش الاجتماع، استضافت هيئة البحرين للثقافة والآثار منتدى الخبراء الشباب في مجال التراث العالمي 2018، حيث جاء هذا المنتدى تماشيا مع مشروع التعليم في مجال التراث العالمي لليونسكو، والذي أقيم تحت شعار "حماية التراث في عالم متغير" ، فيما تم تطوير البرنامج العلمي بالتعاون مع منظمة "ديادراسيس" غير الحكومية.

وكان المنتدى قد تلقى طلبات مشاركة من كافة أنحاء العالم التي وصلت إلى 990 طلباً، تمت مشاركة 30 من الخبراء الشباب بالمنتدى الذي يهدف إلى نقل قيم التراث العالمي، مع تسليط الضوء على الإمكانيات المحتملة التي يمكن أن يوفرها التراث العالمي لدعم التنمية المستدامة، في حين ستستمر المملكة باستضافة منتدى مدراء مواقع التراث العالمي حتى 28 يونيو الجاري للمرة الثانية على مستوى العالم حيث يجمع المنتدى مدراء هذه المواقع من أجل تعزيز حماية القيم العالمية الاستثنائية التي تحتويها مواقع التراث العالمي إضافة إلى مد جسور التواصل ما بين نظام التراث العالمي وأدواته التنفيذية الميدانية المتمثلة بمدراء المواقع.

فيما كرمت الشيخة مي بنت محمد المشاركين في اختتام أعمال المنتدى الشبابي، مثنية على جهودهم متمنية لهم العودة لزيارة المملكة والتعرف على إرثها الحضاري والتاريخي وذلك بكونهم مهتمين بالتراث العالمين معتبرة أن ذلك المنتدى يعد مبادرة هامة في مجال الثقافة والتراث الذي تعنى به المملكة، مشيرة إلى أن مبادرة تاء الشباب التي تدعمها وتنظمها الهيئة تعد مشابهة لما تم استعراضه خلال المنتدى، في حين عبرت الشيخة مي بنت محمد عن ضرورة إقامة المنتدى مرة كل عام.

وكانت لجنة التراث العالمي قد بدأت أعمال اجتماعها الحادي والأربعين برئاسة مملكة البحرين الأثنين، بحضور ممثلي أعضاء اللجنة من الدول الواحدة والعشرين ووفود الدول أعضاء اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م، ويستمر الاجتماع حتى 4 يوليو 2018، فيما يجمع اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعون في المملكة أكثر من 2000 خبير في مجال التراث الثقافي والطبيعي وممثلين عن أعضاء اللجنة المكونة من واحد وعشرين دولة وحوالي 140 إعلامياً من حول العالم، وكانت المملكة فازت برئاسة لجنة التراث العالمي لعام 2018 بعد نجاحها في نيل عضوية اللجنة خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972.