* إضراب نادر يغلق بازار طهران احتجاجاً على تدهور العملة
* غضب في سوق طهران.. "اخرجوا من سوريا والتفتوا إلينا"
* قوات الأمن تستخدم الرصاص الحي والغاز لتفريق المتظاهرين
الأحواز - نهال محمد، وكالات
أضرب تجار البازار في طهران الإثنين في خطوة نادرة من نوعها احتجاجا على التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية، فيما أطلقت الشرطة الايرانية الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع، وفقا لتسجيلات مصورة على الإنترنت، في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مبنى البرلمان. وجاءت المظاهرة غير المخطط لها بعد يوم من احتجاجات أجبرت مركزين رئيسيين لبيع الهواتف المحمولة والإلكترونيات على الإغلاق في طهران.
ووسط أجواء الاستياء من الوضع الاقتصادي، اندلعت مواجهات الإثنين بين عشرات الشبان وقوات الأمن في وسط العاصمة. وفي شكل مواز، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مواجهات أخرى بين محتجين وعناصر شرطة في طهران.
وتجددت، الاثنين، المظاهرات والإضرابات الاحتجاجية التي كانت انطلقت، الأحد، في العاصمة طهران على خلفية ارتفاع سعر الدولار الأمريكي إلى 87 ألف ريال إيراني بعد أن كان في مطلع السنة الميلادية نحو 37 ألف ريال.
وشهد اول إضرابٍ في ميناء غنوة الاحوازي، وتبعته العاصمة طهران في إضرابٍ نادر جعل السوق خامدًا حيث تم اغلاق كل المحلات التجارية والخدمات المدنية احتجاجًا على عدم كفاءة المسؤولين والحكومة في ادارة الوضع. واندلعت مظاهرةٌ صباح الاحد واجهتها قوات النظام الايراني بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، واندلعت أخرى مساء الإثنين منددةً بـ "السياسات الخارجية الايرانية الخاطئة"، ورفعوا شعارات مكتوب عليها "اتركوا سوريا والتفتوا الينا".
كذلك انطلقت حملة تطالب بعدم شراء السيارات الايرانية الجديدة بهدف ايقاف صنع السيارات والضغط على الحكومة التي بسببها تم اغلاق عددٍ من مصانع قطع الغيار التي تنتجها الشركات المحلية للسيارات محلية الصنع. ويعبر المواطنون عن مخاوفهم من اندلاع حربٍ داخليةٍ مع النظام الايراني الذي يرفض التنازل عن سياساته الخارجية في المنطقة من خلال دعم التطرف والإرهاب في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
إلى ذلك، عمت مدن شهريار وكرج وقشم وبندر عباس ومشهد هي الأخرى مظاهرات احتجاجية أسوة بالعاصمة طهران، ونزل المحتجون إلى الشوارع وأطلقوا شعارات ضد الغلاء، متجاوزين في بعض الأحيان المطالب الاقتصادية والمعيشية وهاتفين "الموت للديكتاتور"، في إشارة لمرشد النظام، علي خامنئي، و"اتركوا سوريا وفكروا بحالنا" تذكيرا بالتدخل الإيراني في دول المنطقة، والذي يكلف الميزانية الإيرانية على حساب الوضع المعيشي للمواطن العادي.
واعترفت وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري، أن مظاهرات الاثنين بدأت مع إضراب بسوق الأقمشة والبازار الكبير وسوق القيصرية وشارسوق في طهران، ولاحقاً أغلق التجار في مختلف الأسواق محلاتهم وانضموا إلى المضربين.
في المقابل، أفيد بقيام قوى الأمن الإيرانية بمهاجمة المتظاهرين في سوق طهران الكبير والاشتباك مع التجار.
وصرح رئيس المجلس المركزي لإدارة البازار عبدالله اصفندياري لوكالة "اسنا" الطالبية أن "مطالب تجار السوق شرعية، يريدون توضيح وضع سوق الصرف بشكل نهائي".
وأضاف "نأمل في الالتفات إلى مشاكلهم وأن تعود السوق الثلاثاء إلى حركتها العادية".
وأشار إلى أن التجار "يحتجون على سعر الصرف المرتفع، تقلب العملات الأجنبية (...) وعرقلة البضائع في الجمارك والافتقار إلى المعايير الواضحة للتخليص الجمركي، وحقيقة أنهم في ظل هذه الشروط، غير قادرين على اتخاذ قرارات أو بيع بضائعهم".
ولم تفتح المحلات في شوارع البازار المغطاة حيث يسير المارة قرب الابواب المعدنية المغلقة.
وأكد تاجر سجاد يبلغ 45 عاماً نشأ في محل العائلة قبل أن يصبح ملكه، أن "الحال مشابهة في جميع أنحاء السوق" مضيفا "انها المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها ذلك".
وأضاف "كل شيء مرتبط، "تدهور العملة الوطنية" يؤثر على كل قطاعات" الاقتصاد.
وخسر الريال نحو 50% من قيمته في 6 أشهر وأصبح سعر صرف الدولار 85 ألفاً في السوق الموازية.
وقال تاجر سجاد آخر "المحلات مغلقة منذ الصباح" مضيفاً أن "شرطة مكافحة الشغب تدخلت صباحاً" ضد تظاهرة للتجار، "أوقفت رجلين وعاد الهدوء".
وأفادت مصادر بأن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع عند تقاطع الفردوسي والجمهورية الإسلامية، في وسط طهران ضد عشرات من الشبان كانوا يرمون الحجارة ومقذوفات في اتجاه عناصر الشرطة.
وتفرق المحتجون الذين كانوا يهتفون "ادعمونا أيها الإيرانيون" عندما بدا عناصر الشرطة الاقتراب منهم.
ورغم أن سعر الدولار تراجع واستقر على 80 ألف ريال، إلا أن تقارير ميدانية أكدت انطلاق مظاهرات احتجاجية عمت عدداً من المدن الإيرانية، الاثنين، وقامت قوى الأمن بالتصدي للمتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع، خاصة خلال مواجهة المحتجين في سوق طهران الكبير "البازار".
ولم تقف المظاهرات والإضرابات عند الاحتجاج على سعر العملة فحسب، بل أتت ضد ارتفاع أسعار السلع والركود في الأسواق بمختلف المدن الإيرانية.
وفي طهران، تجمع المتظاهرون أمام البرلمان الإيراني، إلا أن قوى الأمن هاجمتهم بالغاز المسيل للدموع.
يذكر أن البازار أي سوق طهران الكبير، لعب دورا بارزا ومصيريا في ثورة 1979 التي أسقطت آخر شاهات إيران محمد رضا بهلوي.
يشار إلى أنه بالإضافة إلى ارتفاع سعر العملة يساور التجار في إيران القلق بسبب حظر استيراد 1400 نوع من السلع والبضائع، وفي مقدمتها السيارات، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وعزوف الزبائن عن الشراء وبالتالي إصابة الاقتصاد بالركود.
وتحدثت تقارير عن ارتفاع سعر الدولار في ايران الى 91 الف ريال ايراني مما جعل التجار عاجزين عن استيراد وتصدير البضاعة والاستمرار في العمل التجاري، وحصيلة هذا الوضع هي مظاهراتٌ حاشدة في العاصمة طهران والعديد من المدن الايرانية، وذلك احتجاجاً على الوضع الصعب والمتدهور في البلاد، مثلما اندلعت مظاهرات قبل 5 أشهرٍ بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض العملة. وأسفرت المواجهات عن مقتل العشرات واصابة الالاف، وفق تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وبعد ما سقط النظام الشاهنشاهي وجاء نظام الملالي في إيران بدأت السياسات الإيرانية بالطموح للتوسع والتغلغل في المنطقة وبدأ معها الحصار والمشاكل مع اوروبا وأمريكا. وبدأت العملة الإيرانية في الانهيار في فتراتٍ زمنيةٍ متعددة وفي دورات الحكم الرئاسي لكل من أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد. وأخيراً في عهد الرئيس حسن روحاني، حيث انهارت العملة بدرجة كبيرة، مع عجز الحكومة الإيرانية عن بيع او تبادل الدولارات مما أدّى ذلك إلى ارتفاع سعر الذهب المفاجئ وارتفاع الأسعار في السوق وتعطيل بعض الشركات البتروكيماوية بسبب العقوبات المفروضة على إيران من قبل المجتمع الدولي.
* غضب في سوق طهران.. "اخرجوا من سوريا والتفتوا إلينا"
* قوات الأمن تستخدم الرصاص الحي والغاز لتفريق المتظاهرين
الأحواز - نهال محمد، وكالات
أضرب تجار البازار في طهران الإثنين في خطوة نادرة من نوعها احتجاجا على التدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية، فيما أطلقت الشرطة الايرانية الرصاص الحي، والغاز المسيل للدموع، وفقا لتسجيلات مصورة على الإنترنت، في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام مبنى البرلمان. وجاءت المظاهرة غير المخطط لها بعد يوم من احتجاجات أجبرت مركزين رئيسيين لبيع الهواتف المحمولة والإلكترونيات على الإغلاق في طهران.
ووسط أجواء الاستياء من الوضع الاقتصادي، اندلعت مواجهات الإثنين بين عشرات الشبان وقوات الأمن في وسط العاصمة. وفي شكل مواز، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مواجهات أخرى بين محتجين وعناصر شرطة في طهران.
وتجددت، الاثنين، المظاهرات والإضرابات الاحتجاجية التي كانت انطلقت، الأحد، في العاصمة طهران على خلفية ارتفاع سعر الدولار الأمريكي إلى 87 ألف ريال إيراني بعد أن كان في مطلع السنة الميلادية نحو 37 ألف ريال.
وشهد اول إضرابٍ في ميناء غنوة الاحوازي، وتبعته العاصمة طهران في إضرابٍ نادر جعل السوق خامدًا حيث تم اغلاق كل المحلات التجارية والخدمات المدنية احتجاجًا على عدم كفاءة المسؤولين والحكومة في ادارة الوضع. واندلعت مظاهرةٌ صباح الاحد واجهتها قوات النظام الايراني بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، واندلعت أخرى مساء الإثنين منددةً بـ "السياسات الخارجية الايرانية الخاطئة"، ورفعوا شعارات مكتوب عليها "اتركوا سوريا والتفتوا الينا".
كذلك انطلقت حملة تطالب بعدم شراء السيارات الايرانية الجديدة بهدف ايقاف صنع السيارات والضغط على الحكومة التي بسببها تم اغلاق عددٍ من مصانع قطع الغيار التي تنتجها الشركات المحلية للسيارات محلية الصنع. ويعبر المواطنون عن مخاوفهم من اندلاع حربٍ داخليةٍ مع النظام الايراني الذي يرفض التنازل عن سياساته الخارجية في المنطقة من خلال دعم التطرف والإرهاب في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
إلى ذلك، عمت مدن شهريار وكرج وقشم وبندر عباس ومشهد هي الأخرى مظاهرات احتجاجية أسوة بالعاصمة طهران، ونزل المحتجون إلى الشوارع وأطلقوا شعارات ضد الغلاء، متجاوزين في بعض الأحيان المطالب الاقتصادية والمعيشية وهاتفين "الموت للديكتاتور"، في إشارة لمرشد النظام، علي خامنئي، و"اتركوا سوريا وفكروا بحالنا" تذكيرا بالتدخل الإيراني في دول المنطقة، والذي يكلف الميزانية الإيرانية على حساب الوضع المعيشي للمواطن العادي.
واعترفت وكالة فارس للأنباء القريبة من الحرس الثوري، أن مظاهرات الاثنين بدأت مع إضراب بسوق الأقمشة والبازار الكبير وسوق القيصرية وشارسوق في طهران، ولاحقاً أغلق التجار في مختلف الأسواق محلاتهم وانضموا إلى المضربين.
في المقابل، أفيد بقيام قوى الأمن الإيرانية بمهاجمة المتظاهرين في سوق طهران الكبير والاشتباك مع التجار.
وصرح رئيس المجلس المركزي لإدارة البازار عبدالله اصفندياري لوكالة "اسنا" الطالبية أن "مطالب تجار السوق شرعية، يريدون توضيح وضع سوق الصرف بشكل نهائي".
وأضاف "نأمل في الالتفات إلى مشاكلهم وأن تعود السوق الثلاثاء إلى حركتها العادية".
وأشار إلى أن التجار "يحتجون على سعر الصرف المرتفع، تقلب العملات الأجنبية (...) وعرقلة البضائع في الجمارك والافتقار إلى المعايير الواضحة للتخليص الجمركي، وحقيقة أنهم في ظل هذه الشروط، غير قادرين على اتخاذ قرارات أو بيع بضائعهم".
ولم تفتح المحلات في شوارع البازار المغطاة حيث يسير المارة قرب الابواب المعدنية المغلقة.
وأكد تاجر سجاد يبلغ 45 عاماً نشأ في محل العائلة قبل أن يصبح ملكه، أن "الحال مشابهة في جميع أنحاء السوق" مضيفا "انها المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها ذلك".
وأضاف "كل شيء مرتبط، "تدهور العملة الوطنية" يؤثر على كل قطاعات" الاقتصاد.
وخسر الريال نحو 50% من قيمته في 6 أشهر وأصبح سعر صرف الدولار 85 ألفاً في السوق الموازية.
وقال تاجر سجاد آخر "المحلات مغلقة منذ الصباح" مضيفاً أن "شرطة مكافحة الشغب تدخلت صباحاً" ضد تظاهرة للتجار، "أوقفت رجلين وعاد الهدوء".
وأفادت مصادر بأن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع عند تقاطع الفردوسي والجمهورية الإسلامية، في وسط طهران ضد عشرات من الشبان كانوا يرمون الحجارة ومقذوفات في اتجاه عناصر الشرطة.
وتفرق المحتجون الذين كانوا يهتفون "ادعمونا أيها الإيرانيون" عندما بدا عناصر الشرطة الاقتراب منهم.
ورغم أن سعر الدولار تراجع واستقر على 80 ألف ريال، إلا أن تقارير ميدانية أكدت انطلاق مظاهرات احتجاجية عمت عدداً من المدن الإيرانية، الاثنين، وقامت قوى الأمن بالتصدي للمتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع، خاصة خلال مواجهة المحتجين في سوق طهران الكبير "البازار".
ولم تقف المظاهرات والإضرابات عند الاحتجاج على سعر العملة فحسب، بل أتت ضد ارتفاع أسعار السلع والركود في الأسواق بمختلف المدن الإيرانية.
وفي طهران، تجمع المتظاهرون أمام البرلمان الإيراني، إلا أن قوى الأمن هاجمتهم بالغاز المسيل للدموع.
يذكر أن البازار أي سوق طهران الكبير، لعب دورا بارزا ومصيريا في ثورة 1979 التي أسقطت آخر شاهات إيران محمد رضا بهلوي.
يشار إلى أنه بالإضافة إلى ارتفاع سعر العملة يساور التجار في إيران القلق بسبب حظر استيراد 1400 نوع من السلع والبضائع، وفي مقدمتها السيارات، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وعزوف الزبائن عن الشراء وبالتالي إصابة الاقتصاد بالركود.
وتحدثت تقارير عن ارتفاع سعر الدولار في ايران الى 91 الف ريال ايراني مما جعل التجار عاجزين عن استيراد وتصدير البضاعة والاستمرار في العمل التجاري، وحصيلة هذا الوضع هي مظاهراتٌ حاشدة في العاصمة طهران والعديد من المدن الايرانية، وذلك احتجاجاً على الوضع الصعب والمتدهور في البلاد، مثلما اندلعت مظاهرات قبل 5 أشهرٍ بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض العملة. وأسفرت المواجهات عن مقتل العشرات واصابة الالاف، وفق تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وبعد ما سقط النظام الشاهنشاهي وجاء نظام الملالي في إيران بدأت السياسات الإيرانية بالطموح للتوسع والتغلغل في المنطقة وبدأ معها الحصار والمشاكل مع اوروبا وأمريكا. وبدأت العملة الإيرانية في الانهيار في فتراتٍ زمنيةٍ متعددة وفي دورات الحكم الرئاسي لكل من أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد. وأخيراً في عهد الرئيس حسن روحاني، حيث انهارت العملة بدرجة كبيرة، مع عجز الحكومة الإيرانية عن بيع او تبادل الدولارات مما أدّى ذلك إلى ارتفاع سعر الذهب المفاجئ وارتفاع الأسعار في السوق وتعطيل بعض الشركات البتروكيماوية بسبب العقوبات المفروضة على إيران من قبل المجتمع الدولي.