ما حدث في طهران والعديد من المدن الإيرانية في اليومين الماضيين لم يكن غريباً ولا مفاجئاً بل متوقع الحدوث في كل لحظة، فأن ينهب النظام المختطف لثورة الشعب ثروة الشعب ويبددها في الوهم ويصرفها في أبواب لا علاقة لها بالشعب الإيراني ولا تحقق لإيران أي فائدة، كالذي تفعله في سوريا والعراق واليمن وغيرها، فإن الطبيعي هو أن يخرج المواطنون جميعاً إلى الشوارع ليعبروا عن غضبهم من هذه السياسة التي أوصلتهم إلى حد من الفقر لا يطاق، ومن الطبيعي أيضاً أن يرفعوا شعارات من قبيل «الموت لولاية الفقيه» و«الموت للديكتاتور» وحتى «الموت لفلسطين»، ومن الطبيعي كذلك أن يطالبوا بالتوقف عن التدخل في سوريا والاهتمام بالداخل وإشعار المواطنين الإيرانيين بأنهم لايزالون يعيشون في هذه الدنيا.
خروج المواطنين بتلك الصورة إلى الشوارع الرئيسة في العاصمة وفي العديد من المدن المهمة ووصولهم إلى مقر البرلمان في ميدان بهارستان وسط طهران وهم يرفعون تلك الشعارات الغاضبة أمر طبيعي سببه تجاهل النظام لمطالبهم واهتمامه بدلاً عن ذلك بالخارج وبالشعارات الكاذبة التي يرفعها.
أما حكومة النظام ولأنها تدرك كل هذا وتعرف أن الشعب الإيراني يمكن أن يستغل هذه الفرصة ليحيي الثورة ضد ولاية الفقيه لذا سارعت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، والأكيد أنها لن تتردد عن استخدام الرصاص بأنواعه لتخويفهم وكتم أصواتهم.
تزايد أعداد المتظاهرين في كل ساعة وحدة الشعارات التي رفعت والتي منها «فلسطين وسوريا سبب شقائنا» وقيام شاحنة بتزويد المحتجين بشحنة من الحجارة كي يستخدموها في التصدي لرجال الأمن الذين تم توفير أعداد كبيرة منهم لتفريق المتظاهرين بالقوة، كل هذا يؤكد حجم المعاناة التي لم يعد هذا الشعب قادراً على تحملها، فالأمر متعلق بالمعيشة ومتطلباتها، ولا ثورة أخطر من ثورة الجياع.
ما حدث يوم الإثنين الماضي بدأ بإضراب قام به «البازاريون» والكسبة في نقاط مختلفة من العاصمة طهران، احتجاجاً على السقوط الحر للعملة والركود غير المسبوق، واتجهوا في تظاهرة نحو ساحة بهارستان واحتشدوا أمام مجلس شورى النظام، وردّدوا شعارات «الموت للديكتاتور» و«تخلوا عن سوريا وفكّروا في حالنا» و«عدونا هنا ويقولون كذباً إنه أمريكا» و«لا للغلاء» و«نموت ولا نقبل الذل» و«أيها البازاري الغيور، المطلوب دعمك». وما حدث هو أن قوات مكافحة الشغب هاجمت البازارييين والمواطنين الذين انضموا إليهم وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع ما حدا بالمتظاهرين إلى مقاومتهم ورشقهم بالحجارة وإضرام النار في كشك لقوى الأمن في ساحة بهارستان وترديد شعارات ضد أعضاء المجلس ووصفهم بعديمي الشرف.
طبعاً لن يتردد النظام الإيراني عن إشاعة أن ما جرى هو مؤامرة من عمل إسرائيل وأمريكا والدول التي تتخذ منه موقفاً، لكنه أبداً لن يأتي على ذكر أن الاحتجاجات أساسها ارتفاع سعر الدولار إلى حدود 9 آلاف تومان واقترابه من 10 آلاف تومان بعد أن كان قبل وقت قصير بأقل من ثلث هذا السعر وأن سقوط العملة أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات بسبب الفساد الذي مثاله -حسب عضو بمجلس الشورى- أن الحكومة توزع الدولار بقيمة 4200 تومان لأشخاص محددين وأن هؤلاء يقومون باستيراد سلع يبيعونها بسعر 8000 تومان لكل دولار ويحلون الربا ويمارسونه من دون أن تحرك الحكومة ساكناً.
رئيسة المقاومة الإيرانية مريم رجوي لخصت ما جرى ويجري في القول بأن «أزمة العملة والركود والغلاء ما هي إلا حصيلة سياسات نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران الذي بدّد منذ اليوم الأول ولحد الآن ثروات الشعب الإيراني للقمع الداخلي أو المشاريع اللاوطنية في النووية وتصدير الإرهاب والتخلف وإشعال الحروب في المنطقة».
خروج المواطنين بتلك الصورة إلى الشوارع الرئيسة في العاصمة وفي العديد من المدن المهمة ووصولهم إلى مقر البرلمان في ميدان بهارستان وسط طهران وهم يرفعون تلك الشعارات الغاضبة أمر طبيعي سببه تجاهل النظام لمطالبهم واهتمامه بدلاً عن ذلك بالخارج وبالشعارات الكاذبة التي يرفعها.
أما حكومة النظام ولأنها تدرك كل هذا وتعرف أن الشعب الإيراني يمكن أن يستغل هذه الفرصة ليحيي الثورة ضد ولاية الفقيه لذا سارعت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، والأكيد أنها لن تتردد عن استخدام الرصاص بأنواعه لتخويفهم وكتم أصواتهم.
تزايد أعداد المتظاهرين في كل ساعة وحدة الشعارات التي رفعت والتي منها «فلسطين وسوريا سبب شقائنا» وقيام شاحنة بتزويد المحتجين بشحنة من الحجارة كي يستخدموها في التصدي لرجال الأمن الذين تم توفير أعداد كبيرة منهم لتفريق المتظاهرين بالقوة، كل هذا يؤكد حجم المعاناة التي لم يعد هذا الشعب قادراً على تحملها، فالأمر متعلق بالمعيشة ومتطلباتها، ولا ثورة أخطر من ثورة الجياع.
ما حدث يوم الإثنين الماضي بدأ بإضراب قام به «البازاريون» والكسبة في نقاط مختلفة من العاصمة طهران، احتجاجاً على السقوط الحر للعملة والركود غير المسبوق، واتجهوا في تظاهرة نحو ساحة بهارستان واحتشدوا أمام مجلس شورى النظام، وردّدوا شعارات «الموت للديكتاتور» و«تخلوا عن سوريا وفكّروا في حالنا» و«عدونا هنا ويقولون كذباً إنه أمريكا» و«لا للغلاء» و«نموت ولا نقبل الذل» و«أيها البازاري الغيور، المطلوب دعمك». وما حدث هو أن قوات مكافحة الشغب هاجمت البازارييين والمواطنين الذين انضموا إليهم وأطلقوا عليهم الغاز المسيل للدموع ما حدا بالمتظاهرين إلى مقاومتهم ورشقهم بالحجارة وإضرام النار في كشك لقوى الأمن في ساحة بهارستان وترديد شعارات ضد أعضاء المجلس ووصفهم بعديمي الشرف.
طبعاً لن يتردد النظام الإيراني عن إشاعة أن ما جرى هو مؤامرة من عمل إسرائيل وأمريكا والدول التي تتخذ منه موقفاً، لكنه أبداً لن يأتي على ذكر أن الاحتجاجات أساسها ارتفاع سعر الدولار إلى حدود 9 آلاف تومان واقترابه من 10 آلاف تومان بعد أن كان قبل وقت قصير بأقل من ثلث هذا السعر وأن سقوط العملة أدى إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات بسبب الفساد الذي مثاله -حسب عضو بمجلس الشورى- أن الحكومة توزع الدولار بقيمة 4200 تومان لأشخاص محددين وأن هؤلاء يقومون باستيراد سلع يبيعونها بسعر 8000 تومان لكل دولار ويحلون الربا ويمارسونه من دون أن تحرك الحكومة ساكناً.
رئيسة المقاومة الإيرانية مريم رجوي لخصت ما جرى ويجري في القول بأن «أزمة العملة والركود والغلاء ما هي إلا حصيلة سياسات نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران الذي بدّد منذ اليوم الأول ولحد الآن ثروات الشعب الإيراني للقمع الداخلي أو المشاريع اللاوطنية في النووية وتصدير الإرهاب والتخلف وإشعال الحروب في المنطقة».