مريم بوجيري

عم الصمت في الدقائق الأخيرة من عمر الجلسة الاستثنائية الأخيرة لمجلس الشورى بعد استدراك رئيس المجلس علي الصالح الذي لم يتمالك دموعه بمشاعر مختلطة على وداع الفصل التشريعي الأخير.

وعبر الصالح بقوله: "كادت عيناي تخذلاني ويتحشرج صوتي عن قول الوداع، عملي في الشورى يعتبر من أفضل سنوات عمري، لذلك سأقول لكم إلى اللقاء قريباً إن شاء الله، وستكون السنوات الجميلة راسخة في ذاكرتنا ووجداننا، لن ننساكم ولن ننساها وسنظل نتذكرها، ونلتقي دائماً في ساحة الخير لخدمة الوطن والمواطن"، بعدها عم التصفيق قاعة المجلس على ما أبداه الصالح من مشاعر أبوية حانيه لجميع الأعضاء والحضور، بالرغم من أن التصفيق يخالف اللائحة الداخلية للجلسة إلا أن ذلك لا يعد ممنوعاً في ختامها.

وأكد الصالح، في كلمته التي تلاها فور انتهاء أعمال الجلسة، أن المجلس بعد انتهاء فصل تشريعي حافل بالعمل الجاد والمتواصل من أجل تطوير القوانين وسَنِّ التشريعات، وإقرار الحقوق وحماية الحرياّت، وتعزيز التشريعات الداعمة للتنمية الاقتصادية، تمت من خلال التعاون والتكاتف مع مجلس النواب والحكومة، في إطار الشراكة الوطنية، متوجهاً بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المفدى على ما أحاط به من رعاية واهتمام لعمل المجلس الذي جدد عهد الوفاء والإخلاص لجلالته وللوطن، كما رفع الصالح إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء خالص الشكر على توجيهاته السديدة التي أسهمت في زيادة التعاون البناء للحكومة مع مجلس الشورى في مباشرة اختصاصاته الدستورية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بخالص الشكر التقدير على ما بذله من دعم ومساندة ومتابعة لأعمال المجلس، فيما توجه الصالح لأعضاء المجلس بالشكر والتقدير على ما تم بذله من نقاشات ومداخلات تعالت في أروقة المجلس بالتعاون والتكاتف والائتلاف، بما يصب في صالح المملكة وطنًا ومواطنين.

وأشار الصالح إلى أن مجلس الشورى أنجز خلال دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الرابع الرد على الخطاب الملكي السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد لدى افتتاح جلالته دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي الرابع، والذي جاء متوافقاً مع رؤى وتطلعات جلالته النيرة لحاضر البحرين ومستقبلها المشرق، إضافة إلى النظر والدراسة والموافقة على المراسيم بقوانين، ومشاريع القوانين، والاقتراحات بقوانين في موضوعات مهمة، تقدم بها مجموعة من أعضاء المجلس، وتمت إحالتها إلى الحكومة لوضعها في صيغة مشروعات قوانين، إلى جانب عدد كبير من مشروعات قوانين الانضمام إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي عززت مكانة البحرين الدولية في محيطها الخليجي والعربي والإقليمي، إضافة إلى إصدار عدة بيانات في مجال تفاعل للمجلس السياسي والاجتماعي مع الأحداث الوطنية والإقليمية والعربية والدولية تعبر عن توجهات الرأي العام بشأنها.

وقال: "إن المجالس التشريعية مهما أخلصت في تعاونها، وارتقت في حوارها وقرارها، وارتفعت كفاءتها وأُحكمت سياساتها، لا يمكن أن تنقل الدول إلى عصرها، وتنهض بها إلى حلمها، ما لم يساندها شعب يتطلع إلى المضي قدماً مع مشاريعها الديمقراطية والإصلاحية، التي تعبر بصدق عن رؤية قيادتها، وسعي مؤسساتها، لضمان مستقبل أبنائها، وهنا أجد لزاماً عليّ أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى شعب البحرين الكريم، على متابعته لأعمال المجلس، ووقوفه إلى جانب المشروع الديمقراطي الكبير لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، من أجل إنجاح هذا المشروع الرائد، مؤكدين بأن مجلس الشورى قد عبر بصدق خلال سنوات عطائه عن كل القضايا التي تخدم الوطن، وتحمي مصلحة أبنائه، وتصون كرامتهم".

وأشاد الصالح بالتعاون الكبير بين مجلس الشورى والحكومة ممثلة في وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب غانم البوعينين على حضوره الدائم جلسات المجلس ومداخلاته السديدة في مناقشاته، وتعاونه المستمر في الاستجابة لكل ما من شأنه تسهيل عمل المجلس، فيما تقدم الصالح بالشكر للوزراء وممثليهم وأعضاء هيئة المكتب والصحافة ومندوبيها الذين تولوا تغطية أعمال المجلس ولجانه إضافة للعاملين في الطاقم التلفزيوني والإذاعي ولرجال أمن المجلس.