* عائلة الضحية تعيش مأساة إنسانية وتناشد الرئيس التدخل

الجزائر - جمال كريمي

فارقت البسمة عائلة "لخاش" القاطنة بحي بوخرص، وسط مدينة سعيدة في الغرب الجزائري، منذ 8 سنوات، وبالضبط ذات يوم من شهر نوفمبر 2009 حين وقع خطأ طبي في حق ابنتهم فاطمة داخل عيادة الأمومة، إذ تم حقن البرعمة، التي كانت تعاني من فقر الدم وقتها، بدماء من نفس زمرتها تحمل فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

وتكبر معاناة عائلة "لخاش" يوماً بعد يوم كلما كبرت ابنتهم فاطمة، 15 سنة، الحاملة لفيروس بـ"الخطأ" يرافقها للقضاء على حياتها تدريجياً. ولم يجد أفراد العائلة من يقف بجانبهم سوى ذوي القلوب الرحيمة من المواطنين الذين أبوا إلا أن ينظموا حملات تضامنية لجمع الأموال كي تتمكن الضحية من متابعة العلاج في فرنسا.

وذكرت جريدة "الخبر" المحلية، من منزل فاطمة برفقة بعض الإعلاميين المحليين والشباب من الطلبة الجامعيين الناشطين ضمن الجمعيات الخيرية، حيث روى والد الضحية متحسرا والدموع تغمر عيناه، تفاصيل اليوم المشؤوم من ذات نوفمبر 2009، حين توجّه وقتها إلى عيادة الأمومة حمدان بختة وسط مدينة سعيدة لتزويد ابنته بقدر قليل من الدم، حيث تم توجيهه إلى مستشفى أحمد مدغري بداعي أن الدم متوفر بالمستشفى، ليتم جلب الزمرة وحقن الطفلة بعيادة الأمومة حمدان بختة.

وحسب رواية الوالد، تبرّع الخال بالدم الذي تحتاجه ابنة أخته، إلا أن المستشفى زوّد الطفلة البريئة بدم يحمل فيروس الإيدز، ليتفاجأ الأب بحمل ابنته هذا المرض الخبيث بعدما كان قاصداً علاجها من داء آخر، وهو ما دفع والد فاطمة إلى دعوة كل عائلته وأقاربه للخضوع إلى التحاليل، ليتضح الخلل في محاولة منه لإيجاد تفسير مقنع لانقلاب حياته إلى جحيم.

وكشفت نتائج التحاليل، أن العائلة كلها سليمة وبدأت رحلة تقاذف التهم بين مستشفى المحافظة، دون أي توضيح منطقي يشفي غليل عائلة "لخاش" لمعرفة مصدر الفيروس، وهو ما دفع بالعائلة إلى تحريك دعوى قضائية.

ويذكر تقرير الجريدة، أن كل من رافقهم إلى بيت فاطمة المريضة، أجهش بالبكاء بعد رؤيتها وأسرتها المتواضعة التي باعت كل ما لديها لشراء أدوية باهظة الثمن والخطيرة على جسم فاطمة النحيف، بالإضافة إلى التنقلات للمستشفيات المتخصصة بالعاصمة دون الحديث عن المكوث بها والمصاريف المترتبة عليها.

وناشدت عائلة الضحية الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، للوقوف على حالتها المزرية والتكفل بها، لأن الخطأ يتحمله المستشفى العمومي والمسؤولون عنه سنة 2009 وسط تضامن تجاوز الحدود الإقليمية للجزائر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات اليومية، لتبقى فاطمة نجمة حجب نورها غيوم الأخطاء الطبية، في حين تسعى عائلة فاطمة إلى البحث عن منفذ يخرجها من الكابوس الذي يراودهم يومياً وحالتها تزداد سوء في آخر فحص أجرته.