بعد أن شكل المنتخب الكرواتي واحدة من كبرى مفاجآت كاس العالم 2018 لكرة القدم المقامة بروسيا ، عبر عروضه ونتائجه خلال الدور الأول ، يتطلع الفريق لمواصلة انطلاقته من خلال المباراة أمام نظيره الدنماركي ، المقررة غدا الأحد على ملعب "نيجني نوفجورود" ضمن منافسات الدور الثاني (دور الستة عشر).
واعتبر كثيرون المنتخب الكرواتي بمثابة "الحصان الأسود" بالمونديال الروسي، بعد أن احتل صدارة مجموعته بثلاثة انتصارات حيث تغلب على نيجيريا 2 / صفر والأرجنتين 3 / صفر وأيسلندا 2 / 1 ، مسجلا إجمالي تسعة أهداف مقابل هدف وحيد اهتزت به شباكه.
ولو انفرد عنصر واحد بالمنتخب بدور البطولة فيما حققه المنتخب الكرواتي خلال دور المجموعات ، فهو بالتأكيد نجمه المتألق لوكا مودريتش ، الذي لعب الدور الأبرز في انتصارات وعروض المنتخب المبهرة خلال المباريات الثلاث.
وربما كان العرض الأبرز لمودريتش في الدور الأول ، في المباراة أمام الأرجنتين، والتي حسمت بأهداف أنتي ريبيتش ولوكا مودريتش وايفان راكيتيتش.
وفي المؤتمر الصحفي، الذي عقد عقب المباراة أمام الأرجنتين ، رفض مودريتش والمدير الفني زلاتكو داليتش الإفراط في الثقة لدى توقع صحفيين من كرواتيا أن يكرر المنتخب الحالي إنجاز كرواتيا في مونديال فرنسا 1998 ، عندما وصل للمربع الذهبي وأحرز المركز الثالث ، أو يتجاوزه.
ولا تزال أسماء لاعبي ذلك المنتخب تتردد بين الجماهير الكرواتية بشكل كبير ، ومنهم سوكير وبروسينيكي وبوبان ويارني.
ولكن مودريتش يستحوذ الآن على الأضواء بشكل كبير ، وقد قال ايفان راكيتيتش إن لاعب ريال مدريد الإسباني يتفوق على كل تلك الأسماء.
وقال راكيتيتش أمس الجمعة "لوكا ليس فقط اللاعب الأفضل في المجموعة الحالية بالمنتخب ، وإنما هو أفضل لاعب كرواتي في التاريخ."
وعلى مستوى الأندية ، لعب راكيتيتش بجوار واحد من أساطير خط الوسط وهو أندريس إنييستا. ووضع راكيتيتش مودريتش وإنييستا على قدم المساواة في تصريحاته.
وقال راكيتيتش /30 عاما/ "أشكر الرب على اللعب مع لوكا وأندريس. إنهما الأفضل على الإطلاق في هذا المركز. ومن دواعي الفخر بالنسبة لنا أن نحصل على فرصة التعلم منهما كل يوم."
وفي حالة فوز كرواتيا في مباراة الغد ، يلتقي في دور الثمانية الفائز في مباراة دور الستة عشر بين إسبانيا وروسيا ، علما بأن الترشيحات تصب بشكل كبير لصالح المنتخب الإسباني.
وعن المواجهة المحتملة ، قال راكيتيتش إن المنتخب الإسباني هو الأفضل في البطولة الحالية ، وأضاف "ثبات ذلك الفريق يمنحه التفوق على جميع الفرق الأخرى."
أما المنتخب الدنماركي فيحظى بالثقة بعد أن نجح في التأهل من مجموعة صعبة ضمت معه فرنسا وبيرو وأستراليا ، كما يعلق أماله على تألق صانع ألعابه كريستيان إريكسن.
وقدم إريكسن، لاعب خط وسط توتنهام ، مستويات جيدة خلال الدور الأول من المونديال حيث ركض 36 كيلومترا خلال المباريات الثلاث متفوقا بذلك على جميع اللاعبين في البطولة.
كذلك سجل إريكسن هدف الدنمارك في المباراة التي انتهت بالتعادل أمام أستراليا 1 / 1 في الجولة الثانية ليلعب دورا في حسم تأهل الفريق الذي لم يسجل سوى هدفا آخر كان من نصيب يوسف بولسن في مباراة الجولة الأولى التي انتهت بالفوز على بيرو 1 / صفر ، وقد تعادل الفريق سلبيا مع فرنسا في الجولة الثالثة.
وقال توماس ديلاني، لاعب خط وسط المنتخب الدنماركي "إذا دفعت بكريستيان إريكسن ضمن صفوف برشلونة ، سيتألق هناك أيضا. كريستيان بحاجة إلى أن نطبق أسلوب معينا من جانبنا كي يتألق أكثر."
وأضاف اللاعب المنضم حديثا إلى صفوف بوروسيا دورتموند الألماني "لم نكن راضين إزاء ما قدمناه على الملعب في المباراتين الأوليين ، وربما عانى كريستيان من ذلك."
والتقى المنتخبان الكرواتي والدنماركي مرة واحدة سابقة في البطولات الكبرى ، وقد انتهت بفوز كرواتيا 3 / صفر ، وذلك في كأس الأمم الأوروبية (يورو 1996)