في واحدة من المظاهرات العديدة التي خرجت أخيراً في بعض المدن الإيرانية ومنها طهران وثقت كاميرات الهواتف المحمولة خطاباً ثورياً ارتجله أحد الشباب الإيرانيين الغاضبين من الأحوال التي صار فيها الشعب الإيراني بسبب تسخير النظام المختطف للثورة في إيران ثروة الشعب لتغطية مصروفات مغامراته في سوريا والعراق واليمن ولبنان وغيرها من الدول. هنا ملخص للفيديو الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتضمن ترجمة بالعربية لما كان يقوله ذلك الشباب الذي قوبل خطابه بالتصفيق الحار كونه جاء معبراً عن معاناة الإيرانيين في ظل حكم نظام الملالي.
قال الشاب «نحن لدينا مشكلة وهي أن لبنان وغزة وفلسطين وسوريا واليمن وألف دولة أخرى مهمة لنا، وأنا الذي للأسف لا يمكنني أن أفتخر بأنني من إيران صاحبة 7 آلاف سنة، الآن تحت عجلة الاقتصاد، وجملتي الأخيرة هي أن طفلي لا يشرب فقاعة الدولار والعملة الصعبة ولا فقاعة الذهب وإنما يشرب حليب تبلغ قيمة العبوة الواحدة منه 26 ألف تومان، فمن الذي سيدفع ثمنها ؟».
طبعاً لا داعي لذكر أن كل المظاهرات التي شهدتها المدن الإيرانية تم قمعها، ولا داعي للقول بأن هذا الشاب – لو كان على قيد الحياة حتى اللحظة – يعاني ومهدد بالموت في كل لحظة، فمثل هذا الكلام ممنوع في إيران نظام الملالي منعاً باتاً ويعطي المسؤولين فيه حق توقيع عقوبة الإعدام أو السجن لمدة عشرين سنة على متجرئه.
عندما يعتبر النظام الإيراني صرف كل تومان من ثروة الشعب الإيراني على مغامراته في الخارج عملاً إنسانياً وواجباً مفروضاً عليه ويعتبر قولاً كالذي قاله ذلك الشاب الإيراني وعبر به عن معاناة جل الشعب الإيراني والشباب منه خاصة تطاولاً وجرأة تستوجب العقاب، عندما يعتبر النظام الإيراني ذاك عملاً إنسانياً وهذا عملاً شيطانياً فإن عاقلاً لا يكون أمامه سوى مراجعة نفسه وموقفه من هذا النظام لو كان موقفه موجباً لسبب أو لآخر.
لو أن النظام الإيراني يسعى إلى مصلحة الشعب الإيراني لسارع بعد خطاب ذلك الشاب إلى عقد جلسة مفتوحة لحكومته بغية إيجاد حلول تنتشل المواطنين من حالة الفقر التي صاروا فيها ولمراجعة كل السياسات وخصوصاً تلك النابعة من مواد الدستور الإيراني والتي تعتبر مناصرة «كل مظلوم في كل بقعة من الأرض واجباً على إيران وسبباً يجعل الحكومة تترك كل واجباتها والتزاماتها تجاه الشعب الإيراني وتتفرغ لذلك الأمر حتى لو وصل الشعب إلى حالة مزرية كالتي هو فيها الآن والتي تجعله يغامر بحياته وبمستقبله ويخرج في مظاهرة يدرك تماماً أنه قد لا يعود منها».
طبعاً لن تتأخر ترسانة النظام الإعلامية عن الترويج لفكرة أن الفيديو مفبرك أو أن الترجمة غير دقيقة أو أن الشاب عميل ويريد الفتنة والفساد في الأرض، ولا يستبعد أن يخرج الشاب نفسه بعد حين ليقول إن كلامه فهم وفسر بالخطأ وأنه موال للنظام ويفدي المرشد الأعلى بنفسه، فهذا أمر متوقع وعادي في إيران الملالي.
ما سعى إليه الشعب الإيراني خلال المظاهرات الأخيرة واضح وبسيط وهو أن يتوقف النظام عن نهب ثروة الشعب وصرفها على مغامراته البائسة التي لا يمكن أن تأتي بأي نتيجة وبأي فائدة لا عليه ولا على الشعب. عندما يصل الشعب الإيراني إلى مرحلة الخروج في مظاهرات يرفع خلالها الشعارات ضد فلسطين التي ظل يخرج في كل مناسبة معبراً عن وقوفه إلى جانبها ومطالباً بفتح باب الجهاد له لتحرير أراضيها المغتصبة، عندما يصل إلى هذا الحد وينبري منه من يجهر بالألم ويطالب بتوفير حليب لطفله ولقمة فإن هذا يعني أنه قد وصل حداً لا يطاق وصار لا بد أن يثور ضد النظام.
قال الشاب «نحن لدينا مشكلة وهي أن لبنان وغزة وفلسطين وسوريا واليمن وألف دولة أخرى مهمة لنا، وأنا الذي للأسف لا يمكنني أن أفتخر بأنني من إيران صاحبة 7 آلاف سنة، الآن تحت عجلة الاقتصاد، وجملتي الأخيرة هي أن طفلي لا يشرب فقاعة الدولار والعملة الصعبة ولا فقاعة الذهب وإنما يشرب حليب تبلغ قيمة العبوة الواحدة منه 26 ألف تومان، فمن الذي سيدفع ثمنها ؟».
طبعاً لا داعي لذكر أن كل المظاهرات التي شهدتها المدن الإيرانية تم قمعها، ولا داعي للقول بأن هذا الشاب – لو كان على قيد الحياة حتى اللحظة – يعاني ومهدد بالموت في كل لحظة، فمثل هذا الكلام ممنوع في إيران نظام الملالي منعاً باتاً ويعطي المسؤولين فيه حق توقيع عقوبة الإعدام أو السجن لمدة عشرين سنة على متجرئه.
عندما يعتبر النظام الإيراني صرف كل تومان من ثروة الشعب الإيراني على مغامراته في الخارج عملاً إنسانياً وواجباً مفروضاً عليه ويعتبر قولاً كالذي قاله ذلك الشاب الإيراني وعبر به عن معاناة جل الشعب الإيراني والشباب منه خاصة تطاولاً وجرأة تستوجب العقاب، عندما يعتبر النظام الإيراني ذاك عملاً إنسانياً وهذا عملاً شيطانياً فإن عاقلاً لا يكون أمامه سوى مراجعة نفسه وموقفه من هذا النظام لو كان موقفه موجباً لسبب أو لآخر.
لو أن النظام الإيراني يسعى إلى مصلحة الشعب الإيراني لسارع بعد خطاب ذلك الشاب إلى عقد جلسة مفتوحة لحكومته بغية إيجاد حلول تنتشل المواطنين من حالة الفقر التي صاروا فيها ولمراجعة كل السياسات وخصوصاً تلك النابعة من مواد الدستور الإيراني والتي تعتبر مناصرة «كل مظلوم في كل بقعة من الأرض واجباً على إيران وسبباً يجعل الحكومة تترك كل واجباتها والتزاماتها تجاه الشعب الإيراني وتتفرغ لذلك الأمر حتى لو وصل الشعب إلى حالة مزرية كالتي هو فيها الآن والتي تجعله يغامر بحياته وبمستقبله ويخرج في مظاهرة يدرك تماماً أنه قد لا يعود منها».
طبعاً لن تتأخر ترسانة النظام الإعلامية عن الترويج لفكرة أن الفيديو مفبرك أو أن الترجمة غير دقيقة أو أن الشاب عميل ويريد الفتنة والفساد في الأرض، ولا يستبعد أن يخرج الشاب نفسه بعد حين ليقول إن كلامه فهم وفسر بالخطأ وأنه موال للنظام ويفدي المرشد الأعلى بنفسه، فهذا أمر متوقع وعادي في إيران الملالي.
ما سعى إليه الشعب الإيراني خلال المظاهرات الأخيرة واضح وبسيط وهو أن يتوقف النظام عن نهب ثروة الشعب وصرفها على مغامراته البائسة التي لا يمكن أن تأتي بأي نتيجة وبأي فائدة لا عليه ولا على الشعب. عندما يصل الشعب الإيراني إلى مرحلة الخروج في مظاهرات يرفع خلالها الشعارات ضد فلسطين التي ظل يخرج في كل مناسبة معبراً عن وقوفه إلى جانبها ومطالباً بفتح باب الجهاد له لتحرير أراضيها المغتصبة، عندما يصل إلى هذا الحد وينبري منه من يجهر بالألم ويطالب بتوفير حليب لطفله ولقمة فإن هذا يعني أنه قد وصل حداً لا يطاق وصار لا بد أن يثور ضد النظام.