مدريد - أحمد سياف

خرجت أغلبية المنتخبات الكبيرة من مونديال روسيا مبكراً، بعض تلك المنتخبات ليست "كبيرة" بتاريخها إنما بنجومها. وسالت دموع اللاعبين لكن عشاق كرة القدم كانت أعينهم على نجوم أنديتهم، إذ من المرجح عدم مشاركتهم في كأس العالم مرة أخرى.

ربما نراهم يلعبون مع أنديتهم، ومع منتخباتهم في بطولة أمم أوروبا أو كوبا أمريكا، لكن بالطبع تبقى مسابقة "الذهب" هي الأعظم على سطح الكرة الأرضية.

يظل الخروج من كأس العالم كالخنجر في نفوس عشاق المنتخبات ولكن هناك مونديال كل 4 سنوات وعلم البلد يمكن أن يرفرف في سماء الملاعب المستضيفة مرات عديدة قادمة، لكن الذي لا يمكن أن يطول عمر اللاعبين أكثر من الطبيعي على المستطيل الأخضر.

إنها كرة القدم بحلوها ومرها نعشقها، لكن نسخة كأس العالم القادمة ربما لن تشهد ظهور نجوم أبرزهم قطبا المنافسة التي طالت لسنوات البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يبلغ من العمر حالياً 33 عاماً، والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي بلغ سن 31 خلال مشاركته في كأس العالم في روسيا.

كريستيانو وميسي ليسا النجمين الوحيدين اللذين من الممكن أن يغيبا عن البطولة بحكم السن، فالمنتخب الإسباني سيفقد قائده سيرخيو راموس والمساند له في المنتخب، غريمه في الدوري الإسباني جيرارد بيكيه وزميله سيرجيو بوسكيتس وبالطبع صاحب الهدف الغالي في 2010 أندريس إنيستا الذي أعلن اعتزاله دولياً بالفعل عقب الخروج من كأس العالم. وكذلك المنتخب الأرجنتيني الذي سيفتقد المحارب خافيير ماسكيرانو الذي سار على خطى قائده في كتالونيا إنيستا.

أما المنتخب الألماني، وبعد المعاناة التي ظهر بها في دور المجموعات من كأس العالم والتي أدت لخروجه، قد وجد بالفعل البديل المناسب لحارسه المثير للجدل مانويل نوير الذي سيحل مكانه حارس نادي برشلونة تير شتيغين. نوير ليس الوحيد الذي سيغادر المنتخب الألماني إنما سيصطحب معه بطل دوري أبطال أوروبا 4 مرات توماس مولر وخضيرة وأوزيل وغوميز وربما تتسع القائمة كل من هوملز وبواتينغ وريوس.

وبالنظر لمنتخب كرواتيا الذين اجتازوا اختبار الدانمارك بسيناريو عجيب وعبروا للدور ربع النهائي من المونديال، لن تتكئ كرواتيا على تمريرات لوكا مودريتش وراكيتيتش وأهداف ماريو ماندزوكيتش، لكنها رغم ذلك تمتلك لاعبين يكتسبون الخبرة الآن ليقودوا الفريق لاحقاً.

حتى اللاعبون الذين نظن أنهم قادرون على الاستمرار احتمال كبير أن يعتزلوا دولياً بعد البطولة القارية، فمثلاً الثنائي ادينسون كافاني ولويس سواريز نجما باريس سان جيرمان وبرشلونة اللذان قدما مباراة رائعة أمام البرتغال أيضاً ربما لن نراهما برفقة المدافع العملاق غودين في 2022.

أما اللافت للاهتمام هو المنتخب البرازيلي الذي يملك كوكبة من النجوم التي تخوض على المونديال الأخير لهم يتقدمهم المدافعان تياغو سيلفا وميراندا والظهيران الأيسران مارسيلو وفليبي لويس، بجانب متوسطي الميدان فرناندينيو وباولينيو.. كما وليس من المستبعد أن يكون المونديال هو الأخير للجناح السريع ويليان.

على العكس من ذلك تتمتع عدة منتخبات بجيل واعد قد تكون ذات التشكيلة مشاركة في مونديال 2022 وهي فرنسا وإنجلترا وبلجيكا وإن كان سيخرج منها لاعب أو لاعبان كأقصى حد.

كل ما ذكرناه يبقى هو تحليل لما يحصل بالعادة مع اللاعبين الكبار قدراً وسناً.. ولكن هل يكون لأحدهم رأي آخر؟!