وأقرت اللجنة خلال الجلسة الأخيرة التي عقدت صباح الأربعاء البيان الختامي المتعلق بإدراج، إزالة أو تغيير حالة مواقع تراثية مختلفة حول العالم وغيرها من القرارات المتعلقة بعمل اللجنة، كما أقرت أن يعقد الاجتماع الثالث والأربعون السنة المقبلة في مدينة باكو بأذربيجان.
وكانت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة ترأست لجنة التراث العالمي طيلة أيام الاجتماع، حيث توجه أعضاء لجنة التراث العالمي، وهم من 21 دولة، بالشكر لها لعملها المتميز في رئاسة الاجتماع وإدارتها لجلساته المختلفة. كما وأشادوا بحسن تنظيم مملكة البحرين واستضافتها لهذا الحدث العالمي الذي يعد ثاني أكبر اجتماع لمنظمة اليونيسكو بعد اجتماع الجمعية العمومية لاتفاقية التراث العالمي لعام 1972م.
وكبادرة تعكس اهتمام هيئة البحرين للثقافة والآثار بضيوف مملكة البحرين الحاضرين إلى اجتماع لجنة التراث العالمي، أقامت الهيئة حفلاً ختامياً يوم أمس الثلاثاء الموافق 3 يوليو 2018م بحضور أكثر من 500 مشارك في الاجتماع، حضرته الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة لجنة التراث العالمي لعام 2018م، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة وميشتيلد روسلر مديرة مركز التراث العالمي، إضافة إلى ممثلين عن الهيئات الاستشارية لاتفاقية التراث العالمي والعديد من الخبراء والمختصين والإعلاميين.
وفي كلمتها أثناء الحفل شكرت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة على ثقتها وطلبها بترأس اجتماع لجنة التراث العالمي، معربة عن سعادتها بالعمل مع جميع الخبراء من حول العالم على مدى 10 أيام متواصلة. كما شكرت أعضاء لجنة التراث العالمي والهيئات الاستشارية على دعمهم وعملهم المتواصل لحماية وصون التراث حول العالم. وأكدت أن مملكة البحرين تدعم الجهود الدولية في تعزيز التبادل الثقافي والحضاري بين شعوب العالم وتحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي.
بدورها توجهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بجزيل الشكر والامتنان للشيخة هيا بنت راشد آل خليفة لعملها المتواصل وإدارتها الناجحة لاجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين، شاكرة جميع من وقفوا إلى جانب التراث الإنساني من فريق منظمة اليونيسكو، مركز التراث العالمي وفريق هيئة الثقافة وكل من ساهم في إنجاح جلسات الاجتماع في مملكة البحرين، وقائلة: "نبارك للدول التي نجحت في إدراج مواقعها على قائمة التراث العالمي"، مؤكدة أن هذا النجاح يحتفي به العالم كله إذ أن التراث هو الإرث الحقيقي الذي يستحق أن ينقل إلى الأجيال القادمة.
أما روسلر فشكرت باسم كل المشاركين في اجتماع لجنة التراث العالمي مملكة البحرين على حسن الضيافة والتنظيم الذي يرقى إلى أعلى المعايير الدولية، مؤكدة أن هذا الحدث فرصة للاحتفاء بالثقافة كلغة تتشاركها كل شعوب العالم.
واختتم الحفل بعرضين موسيقيين الأول لفرقة محمد بن فراس التي قدمت ألواناً غنائية مختلفة عكست الموروث السماعي البحريني. ومن بين الأنواع الموسيقية التي قدمتها الفرقة فن الصوت، البستة والخماري وغيرها من الأغاني التراثية البحرينية. والثاني لفرقة "AQ جاز إكسبيرينس" التي أدت روائع موسيقية من العصر الذهبي لموسيقى الجاز والسوينغ والبلوز وبعض الأغاني الحديثة ولكن بأسلوبهم الخاص.
وكان اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين قد شهد حضور ممثلين عن 139 دولةً وأكثر من 2000 خبير في مجال التراث الثقافي والطبيعي من العالم حيث نظرت اللجنة في إمكانية إدراج 28 موقعاً على قائمة التراث العالمي كما نظرت في حالة حفظ 157 موقعاً مسجلاً على القائمة. أما المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي قبل اجتماع لجنة التراث في البحرين فكانت 1073 موقعاً، يضاف إليها 19 موقعاً تمّ إدراجها خلال اجتماعات الدورة الحالية، فيصبح العدد الإجمالي لمواقع التراث العالمي 1092 موقعاً متواجدة في 167 دولة حول العالم.
يذكر أن اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين أقيم برعاية كريمة وسامية من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين بقرية اليونيسكو بفندق الريتز كارلتون والتي شيّدت خصيصاً لهذا الحدث، حيث ساهم الفندق في تسهيل تنظيم وتشييد القرية، كما قام مكتب تصميم "استوديو عمار بشير للإبداع الفني" ببلورة وإخراج فكرة قرية اليونيسكو.
يذكر أن مملكة البحرين، وبعد نجاحها في نيل عضوية لجنة التراث العالمي خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م، فازت برئاسة اللجنة التي أقرت الشيخة هيا بنت راشد ال خليفة رئيسة لها لسنة 2018م. وكانت المملكة قد فازت برئاسة لجنة التراث العالمي عام 2011م، حيث ترأستها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة آنذاك.
وجاء اجتماع لجنة التراث العالمي بتزامن مع برنامج حافل تعده هيئة الثقافة للاحتفاء بمدينة المحرّق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018م، حيث تقدم خلاله نشاطاً متنوعاً ما بين عروض عالمية، مواسم ثقافية متجددة، معارض فنية وتشكيلية من حول العالم وغيرها الكثير. وعلى هامش أعمال اجتماع لجنة التراث العالمي، استضافت البحرين منتديين عالميين هما منتدى الخبراء الشباب في مجال التراث العالمي ومنتدى مدراء مواقع التراث العالمي 2018م، حيث شكل المنتديان فرصة عالمية لتبادل الخبرات ما بين جميع المتخصصين.
كما يذكر أن اتفاقية 1972 أخذت موافقة الجمعية العامة من اليونسكو في سنة 1972 وبدأ تطبيقها في سنة 1976م بإدراج مواقع مشهورة عالمياً على قائمة التراث العالمي، وكان هذا بداية مشوار طويل، حيث وافقت كل الدول في العالم وتمّ توقيع هذه الاتفاقية، ويبلغ عدد الدول حالياً 193 دولة وهذا يعني معظم الدول في العالم.
وتعتمد الاتفاقية في طبيعتها على لجنة التراث العالمي المتكونة من 21 دولة منتخبة من طرف الجمعية العامة لدول أعضاء الاتفاقية، ومن خلال اجتماعات لجنة التراث العالمي، سُجل أكثر من 1000 موقع على لائحة التراث في 164 دولة في العالم. وتستشير اللجنة في موافقتها على دخول المواقع لقائمة التراث العالمي ثلاث منظمات دولية غير حكومية أو حكومية دولية: الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) وهو هيئة استشارية للجنة لاختيار الخصائص الطبيعية للتراث العالمي، وعلى حالة صون الممتلكات، المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) وهي منظمة غير حكومية تقدّم المشورة للجنة التراث العالمي بشأن تقييم الممتلكات الثقافية المقترح إدراجها على قائمة التراث العالمي والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM) هي منظمة حكومية دولية لتقييم حالة صون التراث الثقافي المسجل ويقدم توصيات لإعادة ترميم محتمل الحدوث.