اللقطات التالية ليست من أفلام هوليوود ولكنها من واقع يعود تاريخه إلى ظهر يوم السبت 26 أبريل 1986 ومكانه ضحال الديبل. عبر جهاز اللاسلكي أرسل قائد السفينة «سيهوك» التي كانت بالقرب من المكان رسالة كانت هي الأخيرة التي تم تسلمها منه وتخللها أصوات نيران مدافع رشاشة، بنبرة هلع قال «سنذهب إلى أسفل سطح السفينة». أما الرسالة السابقة لتلك الرسالة بثوانٍ فوفرت جانباً من الذي كان يجري في تلك اللحظة وملخصها «أربع طائرات هيليكوبتر قد هبطت في الجزيرة».
في ذلك اليوم وتلك الساعة فوجئ العمال الذين كانوا يعملون في ضحال الديبل بهبوط طائرات الهيليكوبتر وبنزول مجموعة من الجنود منها وهم في حالة عصبية ويصيحون بصوت مرتفع ويطلقون الرصاص في الهواء. سقوط أحد الجنود على الأرض أثناء نزوله من الطائرة جعل مهندس المساحة البريطاني يعتقد أنهم جنود مستجدون يخضعون لبعض التدريبات العسكرية، إلا أنه سرعان ما أدرك ما يجري عندما أحاط به وبالعمال الآخرين نحو أربعين من الجنود وأمروا بالوقوف في صف واحد والتزام الهدوء.
لقطة أخرى من المشهد بينت أحد المهندسين مع اثنين من زملائه على قارب بالقرب من الجزيرة الهادئة عندما هبطت الطائرات وبدأ إطلاق الرصاص في الهواء. المهندس يتصل بإدارة الشركة التي كانت تقوم بالأعمال في الديبل ليسأل إن كانت هناك تدريبات عسكرية على الجزيرة، يلي ذلك توجيه نيران سريعة الطلقات من البنادق نحو السفينة وإصابتها وقيام قارب بملاحقتها وتوجيه الأمر إلى من فيها بالتوجه إلى الجزيرة والانضمام إلى بقية العمال، وجمعهم في مكان واحد على الشعاب المرجانية.
بعد قليل عرف العاملون هناك بأن المهاجمين قوات قطرية وليست إيرانية كما اعتقدوا للوهلة الأولى، فقد جاءهم الضابط ليقول لهم إنهم سوف ينقلون إلى قطر وبعدها إلى البحرين، وتم شحنهم في زورق كبير توجه بهم إلى الساحل القطري حيث وصلوه بعد ساعتين. هناك كانت تنتظرهم سيارة كبيرة قامت بحملهم بحراسة بعض الجنود إلى السجن وليس إلى البحرين وتم إخضاعهم لجلسات استجواب ولم يسمح لهم بالاتصال بسفارات بلدانهم وأسرهم.
بعد 16 يوماً من المعاناة والبقاء في غرف ضيقة من دون مكيفات ومن دون معلومات تطمئن وتبعث على الأمل تم الإفراج عنهم. كانوا 25 فلبينياً و2 من البريطانيين و2 من تايلند وهولندي واحد يعملون في مشروع يخص مجلس التعاون. أخذوا من السجن الذي احتجزوا فيه إلى مطار الدوحة ثم إلى الطائرة التي أقلعت بهم إلى البحرين.
العمال المختطفون وصفوا التجربة بأنها كانت قاسية بسبب وضعهم لمدة يومين في سجون انفرادية وبسبب تعرض بعضهم لمعاملة قاسية من شرطة السجن، وقالوا إن التحقيقات أجريت مع كل واحد منهم وتركزت الأسئلة حول طبيعة عملهم في ضحال الديبل. كانت قناعة الجميع بأن ما جرى هو اعتقال للناس من دون ذنب.
هذه المشاهد متوفر تفاصيلها في كتاب «العدوان القطري على الديبل عام 1986» الصادر عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة هذا العام. أما ما جرى بعد ذلك فمعروف، ومنه أن جهود وساطة سعودية خليجية أفلحت في التوصل إلى اتفاق تهدئة تلاها قرارات بوقف العمل في تلك الجزيرة وتعطيل المشروع الخليجي الذي كانت قطر جزءاً منه ويعود نفعه على الجميع.
مشهد آخر لا يمكن إغفاله هنا هو الموقف الإيراني وملخصه أن القائم بالأعمال الإيراني في الدوحة سلم الحكومة القطرية رسالة من وزير خارجية بلاده علي أكبر ولايتي تتعلق بالأزمة بين البحرين وقطر، وأن مصادر مطلعة نسبت إلى ولايتي أنه أكد في رسالته حماية بلاده لقطر في نزاعها مع البحرين.
في ذلك اليوم وتلك الساعة فوجئ العمال الذين كانوا يعملون في ضحال الديبل بهبوط طائرات الهيليكوبتر وبنزول مجموعة من الجنود منها وهم في حالة عصبية ويصيحون بصوت مرتفع ويطلقون الرصاص في الهواء. سقوط أحد الجنود على الأرض أثناء نزوله من الطائرة جعل مهندس المساحة البريطاني يعتقد أنهم جنود مستجدون يخضعون لبعض التدريبات العسكرية، إلا أنه سرعان ما أدرك ما يجري عندما أحاط به وبالعمال الآخرين نحو أربعين من الجنود وأمروا بالوقوف في صف واحد والتزام الهدوء.
لقطة أخرى من المشهد بينت أحد المهندسين مع اثنين من زملائه على قارب بالقرب من الجزيرة الهادئة عندما هبطت الطائرات وبدأ إطلاق الرصاص في الهواء. المهندس يتصل بإدارة الشركة التي كانت تقوم بالأعمال في الديبل ليسأل إن كانت هناك تدريبات عسكرية على الجزيرة، يلي ذلك توجيه نيران سريعة الطلقات من البنادق نحو السفينة وإصابتها وقيام قارب بملاحقتها وتوجيه الأمر إلى من فيها بالتوجه إلى الجزيرة والانضمام إلى بقية العمال، وجمعهم في مكان واحد على الشعاب المرجانية.
بعد قليل عرف العاملون هناك بأن المهاجمين قوات قطرية وليست إيرانية كما اعتقدوا للوهلة الأولى، فقد جاءهم الضابط ليقول لهم إنهم سوف ينقلون إلى قطر وبعدها إلى البحرين، وتم شحنهم في زورق كبير توجه بهم إلى الساحل القطري حيث وصلوه بعد ساعتين. هناك كانت تنتظرهم سيارة كبيرة قامت بحملهم بحراسة بعض الجنود إلى السجن وليس إلى البحرين وتم إخضاعهم لجلسات استجواب ولم يسمح لهم بالاتصال بسفارات بلدانهم وأسرهم.
بعد 16 يوماً من المعاناة والبقاء في غرف ضيقة من دون مكيفات ومن دون معلومات تطمئن وتبعث على الأمل تم الإفراج عنهم. كانوا 25 فلبينياً و2 من البريطانيين و2 من تايلند وهولندي واحد يعملون في مشروع يخص مجلس التعاون. أخذوا من السجن الذي احتجزوا فيه إلى مطار الدوحة ثم إلى الطائرة التي أقلعت بهم إلى البحرين.
العمال المختطفون وصفوا التجربة بأنها كانت قاسية بسبب وضعهم لمدة يومين في سجون انفرادية وبسبب تعرض بعضهم لمعاملة قاسية من شرطة السجن، وقالوا إن التحقيقات أجريت مع كل واحد منهم وتركزت الأسئلة حول طبيعة عملهم في ضحال الديبل. كانت قناعة الجميع بأن ما جرى هو اعتقال للناس من دون ذنب.
هذه المشاهد متوفر تفاصيلها في كتاب «العدوان القطري على الديبل عام 1986» الصادر عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة هذا العام. أما ما جرى بعد ذلك فمعروف، ومنه أن جهود وساطة سعودية خليجية أفلحت في التوصل إلى اتفاق تهدئة تلاها قرارات بوقف العمل في تلك الجزيرة وتعطيل المشروع الخليجي الذي كانت قطر جزءاً منه ويعود نفعه على الجميع.
مشهد آخر لا يمكن إغفاله هنا هو الموقف الإيراني وملخصه أن القائم بالأعمال الإيراني في الدوحة سلم الحكومة القطرية رسالة من وزير خارجية بلاده علي أكبر ولايتي تتعلق بالأزمة بين البحرين وقطر، وأن مصادر مطلعة نسبت إلى ولايتي أنه أكد في رسالته حماية بلاده لقطر في نزاعها مع البحرين.