درعا - رامي الحمد:

مع تصاعد الحملة العسكرية التي يشنها نظام الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه على الجنوب السوري مدعوماً بغطاء جوي روسي تزداد معاناة النازحين من هذه المناطق وخاصة المطلوبين منهم لقوات النظام.

وسيطرت قوات الأسد على ريف محافظة درعا الشرقي كاملاً لتحاصر بذلك قوات الجيش الحر في مدينة درعا، فيما بقي ريف درعا الغربي والقنيطرة بيد قوات المعارضة في انتظار جولة مفاوضات جديدة مع الروس يتوقع أن يلحق بعدها بمصير المناطق التي وقعت تحت سيطرة الأسد.

وترفض روسيا حتى الآن إجلاء فصائل المعارضة في درعا إلى محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة الجيش الحر أو إلى ريف حلب الخاضع لسيطرة الجيش التركي، فيما قبلت فقط بإجلاء هيئة تحرير الشام.

في حين تشهد صفوف الجيش الحر حالة تذمر بسبب هروب كثير من قياداته إلى الأردن مع عائلاتهم تاركين عناصرهم بانتظار مصير مجهول حال عمدوا إلى مصالحة النظام أو ما تسميه قوات الأسد "تسوية أوضاع"، إذ يتخوفون من أن ينكث النظام بعهوده فيعتقلهم أو يقتلهم.

وعن مخاوف المنشقين عن قوات الأسد، قال المساعد أول أبو محمد المقيم على الحدود الإسرائيلية لـ"الوطن" "لم يعد خافياً على أحد حقد النظام على الشعب السوري المطالب بالحرية من خلال التدمير والتهجير والقتل الممنهج وسرقة كل ما يقع بيد شبيحته وهذا يدل على أن النظام لا عهود له ولا ميثاق. بالنسبة للمنشقين لن نضع مصيرنا بيد قتلة يوغلون بقتل الشعب الأعزل، فكيف سيكون حال المنشقين مع نظام حاقد؟! (..) الضامن الروسي مجرم ويداه ملطخة بدماء الشعب السوري".

ونزحت آلاف العائلات إلى درعا و القنيطرة هرباً من الاجتياحات والقصف الجوي. ويعيش هؤلاء المدنيون دون منظمات إغاثية في وضع إنساني مزر، فيما يأوي عدد منهم حالياً إلى الحدود مع فلسطين المحتلة.

وسيطرت قوات الأسد على الحدود المشتركة بين درعا والأردن باستثناء منطقة حوض اليرموك الخاضعة لسيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش.