أكد أستاذ الإعلام في الجامعة الأهلية الدكتور رضا أمين أن التنشئة السياسية الصحيحة تهدف لمشاركة المواطنين بإيجابية في بناء مجتمعهم، ومواجهة المخاطر والتحديات التي تهدد الأوطان خارجياً وداخلياً، بالإضافة إلى توفير الاستقرار للنظام السياسي السائد والحفاظ على هوية وحضارة وثقافة الدولة وتركيبتها الاجتماعية، مشيراً إلى أهمية التنشئة السياسية التي تساهم في تدعيم حرية الفكر والتعبير، وتنقل الرأي الأخر لخلق قيم وسلوكيات وعادات إيجابية، وتحقيق التماسك والانسجام بين أفراد المجتمع لتعزيز وحدته وحريته وأمنه واستقراره، وخلق ونشر ثقافة سياسية عامة، لتعميق قيم المشاركة والتعاون وتأييد ودعم النظام السياسي.

وأوضح د. أمين في تصريح لـ"بنا" أن التنشئة السياسية تعمل على تعزيز التفاهم بين أبناء الفئات الاجتماعية المختلفة وغرس مشاعر الإحساس بالوطنية والانتماء فيهم، مؤكداً أن غياب التنشئة السياسية يقع في مقدمة الأسباب المؤدية لنشأة وظهور تيارات التطرف بأشكالها المتعددة، مشيراً إلى أن التنشئة السياسية جزء من التنشئة الاجتماعية بشكل عام حيث ينعكس الواقع الاجتماعي، ويلقي بظلاله على عملية التنشئة السياسية خاصة لدى الأطفال والمراهقين.

وأكد أن وسائل الإعلام تقوم بالتنشئة السياسية في المجتمعات، وتهدف إلى تحقيق المشاركة السياسية التي كلما كانت متوفرة في مجتمع ما فإن ذلك يدل على ثراء هذا المجتمع ونضجه سياسياً، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تقود المجتمعات نحو المعرفة، كما أنها حققت مجتمع الوفرة المعرفية في ظل الاتصال الشبكي، موضحاً أنه توجد العديد من النظريات العلمية التي تفسر تأثير وسائل الأعلام على الجماهير، وتتحدد هذه التأثيرات عبر ثلاث نظريات، النظرية الأولى والتي يطلق عليها نظريات التأثير الممتد والتي تناقش التأثير الإعلامي المطلق على الجماهير، والنظرية الثانية التي تتضمن نظريات التأثير المعتدل على الجماهير، وأخيراً نظرية التأثير المحدود.

و أكد د. أمين أن هناك اربع اتجاهات تفسر الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في مجال التنشئة السياسية، والتي يتضمن الاتجاه المتشائم الذي يرى أن وسائل الإعلام ليس لها تأثير على عملية التنشئة السياسية، ثم الاتجاه المتحمس الذي يرى أن لوسائل الإعلام دور فعال ومؤثر في إحداث التنمية السياسية في المجتمع، يليه الاتجاه الحذر الذي يربط بين دور وسائل الإعلام وقدرتها على إحداث التنمية السياسية في المجتمع وبين تأثير قادة الرأي في المجتمع، ثم يأتي الاتجاه الأخير وهو الاتجاه الواقعي الذي يرى أن تأثير وسائل الإعلام في مجال التنمية السياسية يتوقف على ظروف المجتمع بشكل عام وعلى ظروف تلك الوسائل بشكل خاص.

وشدد د. أمين على أن لوسائل الإعلام عدة مجالات للتأثير السياسي حيث تسهم وسائل الإعلام في عملية بناء الصور الذهنية عن المؤسسات السياسية وخلق رأي عام مواتي، بالإضافة إلى كون تعامل وسائل الإعلام مع الصور الذهنية من خلال عمليات خلق أو بناء الصور الذهنية، مشيراً إلى أنه في هذه الحالة تستخدم وسائل الإعلام كأداة من أدوات التسويق السياسي.