يدرس الأطباء، الحمض النووي للفيلسوف الإنجليزي جيرمي بنثام المولود في العام 1748، انطلاقاً من رأسه الحقيقية؛ لاجراء عدد من الأبحاث بهدف معرفة اصابته بالتوحد من عدمها.

ويعد بنثام واحداً من أهم الفلاسفة الإنجليز، إذ يصنف كمؤسس للعديد من النظريات الأخلاقية، كما يتجه كثيرون لتلقيبه بالأب الروحي للنظرية النفعية المعاصرة، إلى جانب أنه امتهن المحاماة ليدون التاريخ اسمه ضمن قائمة أشهر المحامين في تاريخ البشرية.

واقترح جيرمي إجهاض العبودية وإلغاء عقوبة الإعدام والتعذيب وفصل الدين عن السياسة وسن قوانين جديدة تضمن حرية التعبير عن الرأي وتساوي بين الرجل والمرأة، وناضل خلال مسيرته دفاعاً عن فكرة حقوق الحيوان.

وكان جيرمي بنثام، وهو في عمر 21، كتب وصية طلب من خلالها بأن يتم تشريح جثته عقب وفاته من قبل الطبيب جورج فوردايس، وأعقبها بوصية ثانية طلب فيها بأن تمنح جثته عقب وفاته للطبيب توماس ساوثوود سميث من أجل تحنيطها لجعلها أيقونة ومصدر إلها؛ دعا فيها الفيلسوف إلى وضع جثته المحنطة على كرسي متحرك ونقلها لحضور اجتماعات الجمعيات الأخلاقية.

وفارق جيرمي الحياة عن عمر يناهز 84 سنة، في العام 1832، وخضعت جثته عقب وفاته بثلاثة أيام لعملية تشريح علنية أجراها الطبيب الإنجليزي المخضرم توماس ساوثوود سميث.

وقاد الطبيب سميث عملية تحنيط الجثة حيث عمد إلى انتزاع جميع أعضاء الجسد تاركا العظام والرأس فقط، ولتعويض ما تم استئصاله أقدم الطبيب الإنجليزي على ملئ الجثة بالقش والضمادات قبل أن يكسوها بالثياب.

وشاركت جثة جيرمي بنثام في العديد من المؤتمرات المنعقدة بكلية لندن الجامعية خلال الفترة التي سبقت حلول القرن العشرين قبل أن تتم إعادتها للصندوق.

في الأثناء، عمد العديد من الطلبة بالكلية إلى أخذ الرأس الحقيقية لجثة جيرمي بنثام لاستغلالها في المقالب أثناء حفلات هالووين أو ككرة قدم أثناء فترات الراحة.