هم أطفال فكيف نحاكيهم.. نخاطب طفولتهم ونصيغ عالمهم.. نشدّهم إلى الكلمة.. إلى الصورة.. نبني شخصيتهم..ونعلمهم القيم الوطنية والإنسانية.. نعالج حاجاتهم، ميولهم ورغباتهم.. نقترب منهم أكثر.. نتقمص شخصيتهم ونفكر بطريقتهم ..كيف نستطيع أن نكتب لهم ونصل إلى عقلهم وقلبهم؟
من أجل كل ذلك نحتاج أدباً راقياً.. واعياً متفهماً لحاجات الطفل وميوله، قدراته الفكرية واللغوية.. فأدب الطفل فرع من فروع الأدب الذي نحتاج إليه في وقتنا الحالي وبقوة.. في زمن أصبح فيه أطفال اليوم هم ليسوا أطفال الأمس، أطفال اليوم انفتحوا على عوالِم أخرى، ورأوا وسَمِعوا ما عند الآخرين، وما عاد يُثيرهم أو يلفت انتباههم ما كان يثير اهتمامنا.. وما يكتب لنا سابقاً .. فهم يتأثرون بعالم بات مختلفاً، متأثراً بوسائل التكنولوجيا الحديثة الجامدة بالدرجة الأولى.
هناك عدد من الكتّاب الكبار في العالم العربي، الذين رفضوا كتابة هذا النوع من الأدب، لخوفهم من عدم قدرتهم على تلبية احتياجات الأطفال، فالأديب العالمي نجيب محفوظ على الرغم من حصوله على جائزة نوبل في الأدب، إلا أنه ابتعد عن أدب الطفل ورفض أن يكتب فيه.. إذ اعتبره نوعاً أدبياً يندرج تحت فكرة السهل الممتنع.. وكذلك فعل الأديب العالمي برنارد شو، الذي قال مرة، أنه لن يكتب في أدب الطفل، لأنه لم يعش طفولته، فهو غير قادر على تلبية احتياجات الأطفال في قصصه طالما هو لم يعشها سلفاً.
فالكاتب إن لم يمتلك الخصائص والأدوات الصحيحة لكتابة أدب الطفل والإحساس بمدارك الطفل وحواسه ومشاعره فهو لا ينفع أن يقترب من كتابة أدب الطفل.
السؤال هو أين نحن من أدب الطفل؟ وكيف نكتب لطفل المستقبل؟
إذا كان ثمة إجماع على أن مشكلات عديدة ما زالت تحول دون تطوير أدب الطفل في الوطن العربي .. فإن العاملين في مجال هذا الأدب من ناشرين وكتاب لا يتفقون على مكامن الخلل، كي تسهل معالجتها والخروج من الشرنقة.
نعم.. أيها الكتاب المتخصصون في أدب الطفل ابتعدوا عن التقليد، وفكِّروا خارج الصندوق .. فهو ما يشوّه أدب الطفل .. وابتعدوا عن قصص المواعظ و عن ختم كلامكم "أنا من عشاق أدب الطفل، وأرى أن هذا النوع ثريٌ جداً؛ لأنه يخاطب شريحة تمتلك خيالاً خصباً" .. تحرروا كما قامت به كاتبة "هاري بوتر"،"ج .ك بو لينغ " حيث استطاعت أن تَخلق عوالم جديدة بعيدة عن الواقع، ويتصارع فيها الخير والشر؛ لتكون الغَلَبة في الآخر للخير، وفي غضون سبع سنوات أمسَكت هذه السلسلة القصصيَّة بأنفاس ملايين الأطفال والكبار، ليس في بريطانيا وحسب، بل وفي العالَم كله.
فلنتكلم قليلاً عن أدب الطفل في المجتمع البحريني .. فعلى الرغم من تلك الجهود التي تبذلها مملكة البحرين من أجل الرفع من مستوى الطفولة البحرينية، والسمو بوعيها الذهني والفكري، والرقي بذائقتها الفنية والجمالية، إلا أن مشهد أدب الطفل البحريني في الساحة الثقافية الخليجية والعربية مازال مرتبكاً بسبب قلة نوعية الإنتاج الموجه إلى الأطفال، وقلة التشجيع المادي والمعنوي، وغياب الدعم الذي يستحقه كتاب أدب الأطفال من أجل إنعاش الطفولة في كل مستوياتها النفسية والاجتماعية والثقافية والتربوية.
لا يخفى علينا أن هناك نخبة لامعة ممن كتب في أدب الطفل.. وهم من أسّسه وطوره وساهم بأعمال ثرية سواء كان في كتابة القصة ..الشعر ..المسرح ألا وهم خلف أحمد خلف ،عبدالقادر عقيل، إبراهيم بشمي،إبراهيم سند،د. مصطفى السيد،د. فريدة خنجي، صفية البحارنه،علي الشرقاوي ،يوسف النشابة إلى جانب أسماء شابة وموهوبة مهتمة في كتابة أدب الطفل .
المشكلة تكمن أن أدب الطفل يقتصر على المؤسسات التعليمية ولا يخرج عن نطاقها إلى فضاءات خارجية أخرى كالفضاء الإعلامي والفضاء السينمائي وفضاء عرض الكتب..وفضاء المهرجانات المخصصة لمسرح الأطفال تأليفاً وتشخيصاً وإخراجاً وتأثيثا الى جانب غياب الوعي بأهمية القراءة لجيل الأطفال وكيفية تشجيعهم سواء عن طريق الأسرة باختيار المواضيع التي تتناسب مع اهتماماتهم وأعمارهم أو المدرسة التي يجدر أن تنافس الأسرة في أهمية دورها لتكوين الوعي الثقافي لدى الطفل وذلك من خلال اختيار الكتب التي تجذب الطفل، وتشجيع دَوْر مركز مصادر التعلم بالمدرسة ومراقبة وتحكيم مناهج رياض الأطفال من قبل متخصصين من أجل خدمة أدب الطفل وأيضاً تطوير المكتبات العامة وتزويدها دائماً بأحدث الإصدارات التي تناسب هذا العصر الحديث ..إلى جانب دَوْر الإذاعة والتلفزيون في توصيل هواية القراءة لدى الأطفال عن طريق البرامج والأفلام المعروضة.
بالإضافة اإى مسرح الطفل الذي يتميز عن التليفزيون بكونه اتصالاً مباشراً بالجمهور.
نحن بحاجة إلى مركز يختص بتوثيق بحوث أدب الطفل .. يهدف إلى الاهتمام بأدب الأطفال من كل جوانبه، ويحاول جمع وتنظيم الإنتاج الفكري الصادر في مملكة البحرين وإلى مملكة البحرين.. كما يعد القوائم الببلوغرافية عن أدب الأطفال، ويصدرها في شكل مطبوع، وعبر الإنترنت. بالإضافة لذلك، يقيم الورش الإبداعية لتأهيل ورفع كفاءة الشباب المبدعين في كتابة أدب الأطفال، وكذلك ينظم المؤتمرات واللقاءات، ويقدم المساعدة في إجراء الدراسات التي تخدم مجال أدب الطفل.
من أجل كل ذلك نحتاج أدباً راقياً.. واعياً متفهماً لحاجات الطفل وميوله، قدراته الفكرية واللغوية.. فأدب الطفل فرع من فروع الأدب الذي نحتاج إليه في وقتنا الحالي وبقوة.. في زمن أصبح فيه أطفال اليوم هم ليسوا أطفال الأمس، أطفال اليوم انفتحوا على عوالِم أخرى، ورأوا وسَمِعوا ما عند الآخرين، وما عاد يُثيرهم أو يلفت انتباههم ما كان يثير اهتمامنا.. وما يكتب لنا سابقاً .. فهم يتأثرون بعالم بات مختلفاً، متأثراً بوسائل التكنولوجيا الحديثة الجامدة بالدرجة الأولى.
هناك عدد من الكتّاب الكبار في العالم العربي، الذين رفضوا كتابة هذا النوع من الأدب، لخوفهم من عدم قدرتهم على تلبية احتياجات الأطفال، فالأديب العالمي نجيب محفوظ على الرغم من حصوله على جائزة نوبل في الأدب، إلا أنه ابتعد عن أدب الطفل ورفض أن يكتب فيه.. إذ اعتبره نوعاً أدبياً يندرج تحت فكرة السهل الممتنع.. وكذلك فعل الأديب العالمي برنارد شو، الذي قال مرة، أنه لن يكتب في أدب الطفل، لأنه لم يعش طفولته، فهو غير قادر على تلبية احتياجات الأطفال في قصصه طالما هو لم يعشها سلفاً.
فالكاتب إن لم يمتلك الخصائص والأدوات الصحيحة لكتابة أدب الطفل والإحساس بمدارك الطفل وحواسه ومشاعره فهو لا ينفع أن يقترب من كتابة أدب الطفل.
السؤال هو أين نحن من أدب الطفل؟ وكيف نكتب لطفل المستقبل؟
إذا كان ثمة إجماع على أن مشكلات عديدة ما زالت تحول دون تطوير أدب الطفل في الوطن العربي .. فإن العاملين في مجال هذا الأدب من ناشرين وكتاب لا يتفقون على مكامن الخلل، كي تسهل معالجتها والخروج من الشرنقة.
نعم.. أيها الكتاب المتخصصون في أدب الطفل ابتعدوا عن التقليد، وفكِّروا خارج الصندوق .. فهو ما يشوّه أدب الطفل .. وابتعدوا عن قصص المواعظ و عن ختم كلامكم "أنا من عشاق أدب الطفل، وأرى أن هذا النوع ثريٌ جداً؛ لأنه يخاطب شريحة تمتلك خيالاً خصباً" .. تحرروا كما قامت به كاتبة "هاري بوتر"،"ج .ك بو لينغ " حيث استطاعت أن تَخلق عوالم جديدة بعيدة عن الواقع، ويتصارع فيها الخير والشر؛ لتكون الغَلَبة في الآخر للخير، وفي غضون سبع سنوات أمسَكت هذه السلسلة القصصيَّة بأنفاس ملايين الأطفال والكبار، ليس في بريطانيا وحسب، بل وفي العالَم كله.
فلنتكلم قليلاً عن أدب الطفل في المجتمع البحريني .. فعلى الرغم من تلك الجهود التي تبذلها مملكة البحرين من أجل الرفع من مستوى الطفولة البحرينية، والسمو بوعيها الذهني والفكري، والرقي بذائقتها الفنية والجمالية، إلا أن مشهد أدب الطفل البحريني في الساحة الثقافية الخليجية والعربية مازال مرتبكاً بسبب قلة نوعية الإنتاج الموجه إلى الأطفال، وقلة التشجيع المادي والمعنوي، وغياب الدعم الذي يستحقه كتاب أدب الأطفال من أجل إنعاش الطفولة في كل مستوياتها النفسية والاجتماعية والثقافية والتربوية.
لا يخفى علينا أن هناك نخبة لامعة ممن كتب في أدب الطفل.. وهم من أسّسه وطوره وساهم بأعمال ثرية سواء كان في كتابة القصة ..الشعر ..المسرح ألا وهم خلف أحمد خلف ،عبدالقادر عقيل، إبراهيم بشمي،إبراهيم سند،د. مصطفى السيد،د. فريدة خنجي، صفية البحارنه،علي الشرقاوي ،يوسف النشابة إلى جانب أسماء شابة وموهوبة مهتمة في كتابة أدب الطفل .
المشكلة تكمن أن أدب الطفل يقتصر على المؤسسات التعليمية ولا يخرج عن نطاقها إلى فضاءات خارجية أخرى كالفضاء الإعلامي والفضاء السينمائي وفضاء عرض الكتب..وفضاء المهرجانات المخصصة لمسرح الأطفال تأليفاً وتشخيصاً وإخراجاً وتأثيثا الى جانب غياب الوعي بأهمية القراءة لجيل الأطفال وكيفية تشجيعهم سواء عن طريق الأسرة باختيار المواضيع التي تتناسب مع اهتماماتهم وأعمارهم أو المدرسة التي يجدر أن تنافس الأسرة في أهمية دورها لتكوين الوعي الثقافي لدى الطفل وذلك من خلال اختيار الكتب التي تجذب الطفل، وتشجيع دَوْر مركز مصادر التعلم بالمدرسة ومراقبة وتحكيم مناهج رياض الأطفال من قبل متخصصين من أجل خدمة أدب الطفل وأيضاً تطوير المكتبات العامة وتزويدها دائماً بأحدث الإصدارات التي تناسب هذا العصر الحديث ..إلى جانب دَوْر الإذاعة والتلفزيون في توصيل هواية القراءة لدى الأطفال عن طريق البرامج والأفلام المعروضة.
بالإضافة اإى مسرح الطفل الذي يتميز عن التليفزيون بكونه اتصالاً مباشراً بالجمهور.
نحن بحاجة إلى مركز يختص بتوثيق بحوث أدب الطفل .. يهدف إلى الاهتمام بأدب الأطفال من كل جوانبه، ويحاول جمع وتنظيم الإنتاج الفكري الصادر في مملكة البحرين وإلى مملكة البحرين.. كما يعد القوائم الببلوغرافية عن أدب الأطفال، ويصدرها في شكل مطبوع، وعبر الإنترنت. بالإضافة لذلك، يقيم الورش الإبداعية لتأهيل ورفع كفاءة الشباب المبدعين في كتابة أدب الأطفال، وكذلك ينظم المؤتمرات واللقاءات، ويقدم المساعدة في إجراء الدراسات التي تخدم مجال أدب الطفل.