الجزائر - جمال كريمي:

تتجه الحكومة الجزائرية، إلى اختيار شركة وطنية لتجهيز المسجد الأعظم بالسجاد، والتخلي عن هبة كان أحد الأشخاص تبرع بها متمثلة في سجاد إيراني فخم، مع نفيها حصولها على هبة من السلطات الإيرانية.

وأكدت جريدة الخبر المحلية، ما نشرته "الوطن" سابقاً، في تقرير مطول تحت عنوان "الحكومة تتراجع عن فرش الجامع الأعظم بالسجاد الإيراني".

ويتعلق الأمر بتخلي الجزائر عن فكرة الاستعانة بالسجاد الإيراني، في قاعة الصالة الكبرى لمسجد الجزائر الأعظم، وهو ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين.



وأوردت الجريدة "تتجه الحكومة إلى اعتماد مقترح تقدم به وزير السكن عبد الوحيد طمار، إلى منح صفقة الفرش في قاعة الصلاة الرئيسية لشركة محلية (..) كما جاء توجه حكومة أحمد أويحيى نحو خيار السجاد المحلي، بعد سنوات من إبرامها اتفاقاً مع شخصية جزائرية يعمل في مجال التوثيق والاستشارات القانونية، يقضي بالموافقة على استلام تبرع شخصي من هذا الأخير في شكل سجاد فارسي فاخر، ليكون فراشاً لقاعة الصلاة".

وتعرضت هذه الهبة لانتقادات كثيرة أجبرت الحكومة على التراجع عن قبولها، والتوجه نحو الإنتاج الوطني، دون نشر أي تفصيلات عن دفتر الشروط الخاص بالمنتوج من الناحية الفنية والتقنية، خاصة أن مبررات الرفض المتأخر للتبرع الذي تقدمت به الشخصية الجزائرية، ترتكز على عدم الانسجام في اللون والشكل، على اعتبار أن السجاد الفارسي المتبرع به يتكون من قطع بأحجام متفاوتة.

وأثارت مسألة الهبة كثيراً من الجدل في الجزائر، وظلت لسنوات طي الكتمان . وتفاقمت مع رفض وزير السكن السابق عبد المجدي تبون استلامها لاعتبارات تتعلق بتفضيل المنتج الجزائري على الإيراني. وقال الوزير حينها إنها "قضية سيادية ومذهبية".



لكن مقترح الوزير تبون قوبل بالرفض واستقر الرأي على قبول الهبة، وتم استلامها نهاية العام 2014، وظلت مخزنة إلى أن تفاقمت الانتقادات قبل أيام.

وخلال الحملة ضد السجاد الإيراني، دافع وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن الهبة بقوله "لم تشتر الجزائر ولو متراً واحداً من السجاد الإيراني لفرش الجامع من دولة إيران أو من غيرها، ولم تهب إيران ولا أي دولة أخرى أي سجاد لفرش جامع الجزائر".