غزة - عز الدين أبو عيشة

قال مدير العلاقات العامة والإعلام في الغرفة التجارية الفلسطينية ماهر الطباع إن القرار الإسرائيلي الأخير بإغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري يعيد قطاع غزة إلى المربع الأول للحصار المفروض عام 2007، حين أغلقت كافة المعابر للقطاع.

وأضاف لـ"الوطن" أن "قرار إغلاق المعبر جائر ظالم، وعقاب جماعي لنحو 2 مليون مواطن يقطنون القطاع، ويأتي الإغلاق في ظل أسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية تعيشها غزة".

وكان الاحتلال الإسرائيلي قرر إغلاق معبر كرم أبو سالم الذي يعد المعبر التجاري الوحيد، وهو يربط غزة بالجانب الإسرائيلي من الجهة الجنوبية.

وقرّر الاحتلال فرض تشديد جديد على طبيعة عمل المعبر، إضافة إلى قراره الأول بتشديد الحصار على القطاع، ومنع دخول جميع البضائع التجارية والوقود، والغاز إلى القطاع، واستثنى من المنع الأدوية فقط.

وسبق ذلك القرار، قرار آخر قبل أسابيع فرضه الاحتلال بإغلاق المعبر المذكور إلى أجل غير مسمى، مع السماح بدخول الوقود الخاص بشركة الكهرباء، والغاز، والسولار إلى جانب الأدوية.

وتؤكد كل المؤشرات الاقتصادية في غزة سوء الأوضاع الاقتصادية وعلى رأسها معدلات البطالة التي تجاوزت 60%، وأكثر من ربع مليون عاطل عن العمل، وارتفاع معدلات الفقر لتتجاوز 53%.

وبين الطباع أن لقرار إغلاق المعبر تداعيات خطيرة على العديد من القطاعات التجارية والصناعية والانتاجية، موضحاً أن هناك الآلاف من حاويات البضائع موجودة في الموانئ الإسرائيلية تنتظر إجراءات التخليص الجمركي والسماح لدخولها القطاع، لافتاً إلى أن عدم دخولها القطاع سيكبد المستوردين خسائر مالية فادحة، نتيجة دفعهم أجور التخزين في إسرائيل.

وقال الطباع "بقرار إغلاق معبر كرم أبو سالم سيتوقف قطاع الإنشاءات عن العمل بسبب إيقاف مواد البناء، ويترتب عليه إيقاف تنفيذ العديد من المشاريع الدولية والمحلية نتيجة منع دخول المواد اللازمة".

ونوّه الطباع إلى وجود خطورة على القطاع الصناعي إذ إنه مهدد بالتوقف بشكل كامل، نتيجة عدم دخول المواد الخام الأولية اللازمة لعمليات الإنتاج، إلى جانب توقف قطاع النقل التجاري وهو قطاع مهم وحيوي، ويعمل على نقل البضائع من معبر كرم أبو سالم إلى داخل القطاع.

وحول النتائج المترتبة على قرار الإغلاق، قال الطباع إن هناك تداعيات كبيرة تؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية في القطاع، في ظل انعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين.

ودعا الطباع من خلال "الوطن" المنظمات الدولية والحقوقية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة التدخل والضغط على إسرائيل لإعادة فتح معبر كرم أبو سالم لإنقاذ غزة من أزمة كبيرة محققة في القريب إن لم يتم تخفيف الحصار.

وبحسب الحكومة الاسرائيلية فإنّ قرار الاغلاق وتشديد الحصار يأتي عقاباً للقطاع نتيجة استمرار إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة تجاه الأراضي المحتلة، وإحداثها حرائق كبيرة.

ويوجد في غزة ثلاثة معابر، واحد منها يربطها بالجانب المصري وهو معبر رفح البري، والمخصص لسفر المواطنين، واثنين بالجانب الاسرائيلي وهما كرم أبو سالم المخصص للتبادل التجاري، ومعبر إيرز المخصص لتنقل المواطنين إلى الأراضي المحتلة والضفة الغربية.