لم يعد خافياً على كثير من الناس الأحداث المتسارعة في البصرة وباقي محافظات الجنوب العراقي، بعدما أشغلت الأحداث وسائل الإعلام العربية والعالمية في الأيام الماضية، ومن الناس من يعتقد أن ما يحدث هناك ثورة جياع ستطيح بنظام سياسي دمر العراق وشعبه، ومنهم من يعتقد أنها ثورة شعبية تعبر عن وعي سياسي لشباب وشعب يرفض النظام السياسي الحالي، فما الذي يحدث هناك؟
بداية الوضع في البصرة مختلف عن باقي محافظات العراق لا سيما الجنوبية منها كونها ذات طبيعة ديموغرافية متشابهة مع البصرة عشائرياً ومذهبياً، لكن ما يميز البصرة عن غيرها هو النفوذ الإيراني الذي يتجلى بأقوى صوره فالحرس الثوري الإيراني يسيطر على تفاصيل هذه المحافظة المهمة بالكامل وأهل البصرة وعشائرها يعلمون ذلك جيداً، ولا يستطيعون الحديث عنه خوفاً من التصفية، وبالتالي فالموانئ العراقية وما يدخل إليها ويخرج منها وعمليات تهريب النفط كلها تحت سيطرة إيران، وهذا يقودنا إلى أمر مهم، وهو أن كل ما يحدث في البصرة يحدث تحت أنظار إيران وبموافقتها إن لم تكن هي الفاعل والمحرك لما يحدث، وإذا تركنا العواطف والآمال جانباً وعدنا إلى بداية انطلاقة التظاهرات سيظهر لنا أن مجموعة من المتظاهرين انطلقوا نحو آبار النفط والشركات الأجنبية العاملة فيها واعتصموا أمام أحد الحقول، ثم حاولوا اقتحامه بحجة أنهم عاطلون والشركات لم توفر لهم فرص العمل، وأثناء محاولة الحراس منعهم من الدخول حصل إطلاق الرصاص من قبل أفراد الحماية المسؤولة عن تأمين الحقل النفطي والشركة العاملة فيه، فتطور الموضوع واستمرت التظاهرات وارتفعت وتيرتها.
قبل الحديث عن نتائج التظاهرة التي تبين لنا سببها أصلاً، لا بد من بيان بعض المعلومات، منها أن شركات النفط وفرت لأهالي البصرة وحدهم 139 ألف فرصة عمل وما يقرب من 30 ألف أخرى للعراقيين من باقي المحافظات، وأن هذه الشركات جاءت بتعهدات من الحكومة العراقية بحفظ أمنها وبعكسه تتحمل الحكومة العراقية الخسائر والتعويضات إضافة لخسارة الحكومة تصدير النفط، أما النتائج التي تحققت منذ بداية التظاهرات فهي قطع الطرق أمام صهاريج نقل النفط وتوقف العمل في الحقول النفطية التي تعمل فيها الشركات الأجنبية التي تولت عملية نقل كبار موظفيها بأربع عشرة مروحية، أما بخصوص المتظاهرين فكان الأولى بهم الثورة ضد النظام الذي سرقهم ودمر مستقبلهم لا ضد شركات أجنبية تعمل بالاتفاق مع الحكومة.
لذلك فقد كان الموضوع ببساطة رسالة من إيران لأمريكا بأنه إذا ما تم معاقبتها بحظر تصدير نفطها فإنها سوف تقطع نفط البصرة أيضاً وتتسبب بعجز أكبر للصادرات، وإمعاناً في تأجيج الوضع أكثر قطعت إيران تجهيز الكهرباء للعراق بدعوى تراكم الديون وعدم تسديد العراق المبالغ المترتبة عليه وأخطرته رسمياً بعدم قدرتها على إعادة الكهرباء، وبذلك تحرق إيران من ادعت حرصها عليهم.
لكن هذه الصورة ليست كافية فإن كانت التظاهرات قد خدمت إيران في بدايتها فهذا لا يعني أن من خرج كان يعرف هذا المخطط، وخرج وهو يعرف أنه يقدم خدماته لإيران، فالواقع يشهد بغير ذلك، وإيران استطاعت صناعة أوضاع في العراق قادت إلى هذه النتائج وربما كان هناك أفراد قلائل وجهوا التظاهرات بهذا الاتجاه، واليوم تطورت هذه التظاهرات بشكل كبير وربما قد تخرج عن السيطرة خصوصاً وأن قسماً من المتظاهرين يعون حقيقة إيران ويرون أنهم شباب بمستقبل معتم لا ملامح له، مصالحهم تضررت والعالم من حولهم يتقدم وهم لا عمل لهم إلا المشاركة في الانتخابات التي تأتي باللصوص كل أربع سنوات.
أما إلى أين ستنتهي هذه التظاهرات، فالواقع إذا أدرك هؤلاء الشباب ألا خلاص لهم ولا مستقبل لهم إلا بالإصرار على التظاهرات والاستمرار فيها وعدم قبول أي حل غير حل تغير النظام السياسي، نظام المحاصصة الطائفية وطرد أحزابه من المشهد السياسي، فستكون النهاية في وضع العراق على الطريق الصحيح وتخليصه من التبعية الإيرانية، وأما إذا انجروا خلف وعود الحكومة والأحزاب وكانوا رهينة للفتاوى الدينية فستنتهي التظاهرات بخسارة الذين قتلوا فيها فقط.
بداية الوضع في البصرة مختلف عن باقي محافظات العراق لا سيما الجنوبية منها كونها ذات طبيعة ديموغرافية متشابهة مع البصرة عشائرياً ومذهبياً، لكن ما يميز البصرة عن غيرها هو النفوذ الإيراني الذي يتجلى بأقوى صوره فالحرس الثوري الإيراني يسيطر على تفاصيل هذه المحافظة المهمة بالكامل وأهل البصرة وعشائرها يعلمون ذلك جيداً، ولا يستطيعون الحديث عنه خوفاً من التصفية، وبالتالي فالموانئ العراقية وما يدخل إليها ويخرج منها وعمليات تهريب النفط كلها تحت سيطرة إيران، وهذا يقودنا إلى أمر مهم، وهو أن كل ما يحدث في البصرة يحدث تحت أنظار إيران وبموافقتها إن لم تكن هي الفاعل والمحرك لما يحدث، وإذا تركنا العواطف والآمال جانباً وعدنا إلى بداية انطلاقة التظاهرات سيظهر لنا أن مجموعة من المتظاهرين انطلقوا نحو آبار النفط والشركات الأجنبية العاملة فيها واعتصموا أمام أحد الحقول، ثم حاولوا اقتحامه بحجة أنهم عاطلون والشركات لم توفر لهم فرص العمل، وأثناء محاولة الحراس منعهم من الدخول حصل إطلاق الرصاص من قبل أفراد الحماية المسؤولة عن تأمين الحقل النفطي والشركة العاملة فيه، فتطور الموضوع واستمرت التظاهرات وارتفعت وتيرتها.
قبل الحديث عن نتائج التظاهرة التي تبين لنا سببها أصلاً، لا بد من بيان بعض المعلومات، منها أن شركات النفط وفرت لأهالي البصرة وحدهم 139 ألف فرصة عمل وما يقرب من 30 ألف أخرى للعراقيين من باقي المحافظات، وأن هذه الشركات جاءت بتعهدات من الحكومة العراقية بحفظ أمنها وبعكسه تتحمل الحكومة العراقية الخسائر والتعويضات إضافة لخسارة الحكومة تصدير النفط، أما النتائج التي تحققت منذ بداية التظاهرات فهي قطع الطرق أمام صهاريج نقل النفط وتوقف العمل في الحقول النفطية التي تعمل فيها الشركات الأجنبية التي تولت عملية نقل كبار موظفيها بأربع عشرة مروحية، أما بخصوص المتظاهرين فكان الأولى بهم الثورة ضد النظام الذي سرقهم ودمر مستقبلهم لا ضد شركات أجنبية تعمل بالاتفاق مع الحكومة.
لذلك فقد كان الموضوع ببساطة رسالة من إيران لأمريكا بأنه إذا ما تم معاقبتها بحظر تصدير نفطها فإنها سوف تقطع نفط البصرة أيضاً وتتسبب بعجز أكبر للصادرات، وإمعاناً في تأجيج الوضع أكثر قطعت إيران تجهيز الكهرباء للعراق بدعوى تراكم الديون وعدم تسديد العراق المبالغ المترتبة عليه وأخطرته رسمياً بعدم قدرتها على إعادة الكهرباء، وبذلك تحرق إيران من ادعت حرصها عليهم.
لكن هذه الصورة ليست كافية فإن كانت التظاهرات قد خدمت إيران في بدايتها فهذا لا يعني أن من خرج كان يعرف هذا المخطط، وخرج وهو يعرف أنه يقدم خدماته لإيران، فالواقع يشهد بغير ذلك، وإيران استطاعت صناعة أوضاع في العراق قادت إلى هذه النتائج وربما كان هناك أفراد قلائل وجهوا التظاهرات بهذا الاتجاه، واليوم تطورت هذه التظاهرات بشكل كبير وربما قد تخرج عن السيطرة خصوصاً وأن قسماً من المتظاهرين يعون حقيقة إيران ويرون أنهم شباب بمستقبل معتم لا ملامح له، مصالحهم تضررت والعالم من حولهم يتقدم وهم لا عمل لهم إلا المشاركة في الانتخابات التي تأتي باللصوص كل أربع سنوات.
أما إلى أين ستنتهي هذه التظاهرات، فالواقع إذا أدرك هؤلاء الشباب ألا خلاص لهم ولا مستقبل لهم إلا بالإصرار على التظاهرات والاستمرار فيها وعدم قبول أي حل غير حل تغير النظام السياسي، نظام المحاصصة الطائفية وطرد أحزابه من المشهد السياسي، فستكون النهاية في وضع العراق على الطريق الصحيح وتخليصه من التبعية الإيرانية، وأما إذا انجروا خلف وعود الحكومة والأحزاب وكانوا رهينة للفتاوى الدينية فستنتهي التظاهرات بخسارة الذين قتلوا فيها فقط.