محمد خالد

عُرف الدوري الإيطالي بأنه جنة كرة القدم بين المشجعين الطليان في أواخر التسعينات وحتى نهاية العقد الأول من القرن الحالي. حينها كان هناك بافيل نيدفيد أفضل لاعب في العالم 2003 وفابيو كانافارو الأفضل في العالم 2006 وريكاردو كاكا الأفضل في العالم 2007. كان ديربي ميلانو بين ميلان وإنتر هي قمة تجمع الظاهرة رونالدو وجهًا لوجه أمام باولو مالديني وتجمع كريسبو في مواجهة أمام زانيتي، هنالك كانت مجموعة من النجوم في لاتسيو وبارما حتى ليس فقط بين الكبار أجبرت الإعلام والفيفا على الاهتمام بالكالتشيو ومحاوطته بالجوائز والألقاب والاهتمام الإعلامي لأنه يجلب الأرباح التي يبحثون عنها.

الأزمة المالية التي ضربت إيطاليا منذ 2010 وأجبرت أنديتها على بيع أغلب نجومها نظرًا لعجزها عن إغرائهم برواتب مرتفعة، وبالتبعية العجز عن إجراء تعاقدات جديدة لنفس الأسباب سحبت البساط تدريجيًا من الكالتشيو وجعلته فقيراً خالياً من النجوم إلا في حالات شاذة غالباً لا تدوم ولا تصمد كثيراً أمام الإغراءات الخارجية، تدريجياً أيضاً قلة الموارد نظراً لقلة المدخلات سواء من الدعاية والتسويق الإعلامي أو عوائد البث التلفزيوني أو عقود الرعاية، قبل أن يبدأ كل ذلك في الانهيار أمام مشروع يوفنتوس وخاصة بعد التعاقد مع كرستيانو رونالدو!

صحيح أن هدف نادي اليوفنتوس في هذه الصفقة واضح للغاية، يريدون الحصول على لاعب يضمن لهم الأهداف التي يمكن أن تجلب لهم دوري الأبطال في النهاية، ولهذا وقعوا مع أعظم هداف في دوري الأبطال، وأحد أكثر اللاعبين الفائزين بالبطولة الأوروبية الأغلى بمجموع خمس ميداليات، فهم يحاولون استكمال ما لم يقدر على فعله الكثير من النجوم من عام 1997 وحتى الآن، ولكن هذا ما يمنع من الاستفادة في الأمور المالية والتسويقية خاصة مع الشعبية الهائلة المتمثلة في رونالدو والاهتمام الإعلامي بالدون ستتضاعف قيمة الكالتشيو بالنسبة للجماهير والإعلام والمعلنين والفيفا، يكفي التدليل على ذلك بأن أسهم نادي يوفنتوس في البورصة ارتفعت بنسبة 10% فقط بمجرد ربط اسم كريستيانو رونالدو باليوفي، الاسم فقط فما بالك بحضور رونالدو نفسه مرتدياً القميص.

في وجود كريستيانو سيرتفع مستوى الاتعاقدات في الأندية المنافسة، نسب مشاهدة الدوري ككل، عقود الرعاية ستتحسن للجميع، المتابعة الإعلامية تتضاعف، الفرص التسويقية تصبح أكثر، والرغبة في التحدي تتضاعف لذلك رونالدو أكثر من مجرد تعاقد!