ووضعت الإمارات، بمساندة سعودية، لمساتها البيضاء لتطوي بنجاح صفحة سوداء بين إريتريا وإثيوبيا، تخللها نزاع دام أسفر عن مقتل عشرات الآلاف المدنيين.وكانت إريتريا، تشكل الجزء الساحلي من إثيوبيا، وأعلنت استقلالها عام 1993 إثر طرد القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود.
ولم تظهر الدولتان بوادر تقارب منذ التوقيع عام 2000 على اتفاقية سلام في الجزائر، بعد نزاع أدى إلى مقتل 80 ألف شخص، قبل أن يتحول إلى حرب باردة.وأخيرا، وقع رئيس إريتريا، إسياس أفورقي، ورئيس وزراء إثيوبيا، أبي أحمد، اتفاقا تاريخيا في أسمرة في وقت سابق من الشهر الجاري لإعلان إنهاء "حالة الحرب".
لتشكل هذه الجهود، التي ساهم فيها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد، وبقيادة الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد، انتصارا لدبلوماسية السلام التي تقودها الإمارات والسعودية.
وفي هذا السياق، أكد الشيخ محمد بن زايد أن "الإمارات والسعودية داعمان أساسيان لكل جهد أو تحرك يستهدف حل النزاعات وتحقيق السلام والأمن والاستقرار بما يَصْب في مصلحة شعوب المنطقة وتعزيز منظومة الأمن الإقليمي والدولي".
ونوه بجهود العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزير، وولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، التي كان لها الأثر الطيب في استكمال المصالحة بين البلدين.
ويؤكد نجاح الإمارات، الذي بات دورها محط تقدير عالمي، على قدرتها في تقديم المزيد للعالم، والتأثير الإيجابي وإرساء الاستقرار والسلم في المحيطين الإقليمي والدولي.
وجاء الاجتماع الثلاثي اليوم في أبوظبي، لتشدد الإمارات، في ختامه، على دعمها "اتفاقية السلام بين البلدين من منطلق الحرص على علاقات دولية صحيحة في إطار من حسن الجوار واحترام القوانين والمواثيق الدولية".
وتكريما لجهودهما في إنهاء الصراع والخلافات بين بلديهما، منح الرئيس الإماراتي، على هامش الزيارة، أفورقي، وأبي أحمد، "وسام زايد"، الذي يعد أعلى وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول.
وأشادت الإمارات باتفاق السلام التاريخي بين دولة إريتريا وإثيوبيا، الذي يمهد "لعلاقات إيجابية بين الطرفين ويسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلدين بشكل خاص والقرن الأفريقي والمنطقة بشكل عام".
وأكد البيان الثلاثي العلاقات المتميزة والراسخة التي تربط دولة الإمارات مع كل من إريتريا وإثيوبيا والمصالح المشتركة التي تجمع بينهم، والتي ستعزز مع آفاق السلام والتنمية التي يمهد لها هذا الاتفاق والذي يمثل أساساً راسخاً لعلاقات سوية ومتينة في المنطقة.
وثمن أفورقي وأبي أحمد حكمة الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان في رعاية اتفاق السلام، والدفع به ليكون واجهة لعلاقات إيجابية ستعود بالنفع على الطرفين بشكل مباشر وعلى القرن الأفريقي بشكل عام.
وشكرا السعودية والإمارات على مساهمتهما في الجهود المبذولة لإنهاء الخلاف بين البلدين الجارتين، حيث لم تألا جهدا في متابعة خطوات المصالحة ضمن توجه البلدين الحكيم لإرساء علاقات استقرار في المنطقة واحترام حسن الجوار.
الخليج - الخليج العربي
صناعة السلام.. إنجاز إماراتي جديد عنوانه إريتريا وإثيوبيا
24 يوليو 2018
تؤكد زيارة الزعيمين الإثيوبي والإريتري إلى أبوظبي تثمينهما للدور الإماراتي الذي ساهم، وبدعم من القيادة في السعودية، بصناعة السلام المنشود بين بلديهما وإغلاق ملف عجزت أطراف دولية وإقليمية عدة طيلة عقود عن معالجته.