أوقفت القوات العراقية هجوما لميستمر طويلا اليوم الثلاثاء لاستعادة تكريت مسقط رأس صدام حسينبسبب مقاومة شرسة من جانب مقاتلي الدولة الاسلامية الذين هددواأيضا بمهاجمة الامريكيين "في أي مكان".وفي جنيف قالت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئينإنها ستبدأ تنفيذ عملية كبرى لتقديم المساعدات لأكثر من نصف مليونعراقي نزحوا عن ديارهم بسبب القتال في شمال العراق.وبفضل الدفعة المعنوية التي نتجت عن عملية استعادة السيطرة علىسد استراتيجي من الجهاديين بعد انتكاسات متواصلة على مدى شهرينمتتاليين تقدمت وحدات من الجيش العراقي تدعمها ميليشيات شيعية صوبوسط تكريت التي تبعد 130 كيلومترا شمالي بغداد وتعد معقلا من معاقلالأقلية السنية.لكن ضباطا في غرفة عمليات القوات العراقية قالوا بحلول ظهراليوم ان التقدم توقف.وأضافوا أن القوات العراقية تعرضت لنيران كثيفة بالمدافعالرشاشة وقذائف المورتر جنوبي تكريت في حين أن الألغام المزروعةعلى الطريق في الغرب ونيران القناصة قوضت جهود الاقتراب من المدينةالتي حاولت القوات استردادها عدة مرات.وقال سكان في وسط تكريت عبر الهاتف إن مقاتلي الدولة الإسلاميةيسيطرون بثبات على مواقعهم وينظمون دوريات في الشوارع الرئيسية.وكان مقاتلون من السنة تحت قيادة تنظيم الدولة الاسلامية قداجتاحوا مساحات شاسعة الأطراف في شمال العراق وغربه في يونيوحزيران الماضي واستولوا على مدينتي تكريت والموصل بالاضافة إلى سدالموصل الذي يتحكم في امدادات المياه والكهرباء لملايين العراقيينعلى امتداد وادي نهر دجلة.غير أن مقاتلين من إقليم كردستان العراق شبه المستقل قالوا يومالاثنين إنهم استعادوا السيطرة على سد الموصل بدعم من ضربات جويةأمريكية.وكان تنظيم الدولة الاسلامية ركز على الاستيلاء على أراض وأعلنقيام الخلافة في المساحات التي سيطر عليها في سوريا والعراق وذلكعلى النقيض من تنظيم القاعدة الذي انشقت الدولة الاسلامية عليهوالذي استهدف أكثر من مرة أهدافا أمريكية بما في ذلك الهجمات علىنيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر ايلول 2001.غير أن الدولة الاسلامية حذرت الأمريكيين في مقطع فيديو نشربالانجليزية على الانترنت من انها ستغرقهم جميعا في الدماء إذاأصابت الضربات الجوية الامريكية مقاتليها. كما عرض الفيديو صورةلأمريكي ضرب عنقه خلال الاحتلال الامريكي للعراق في أعقاب الاطاحةبصدام عام 2003 وكذلك صور ضحايا عمليات قنص.من ناحية أخرى قالت مفوضية اللاجئين إن جسرا جويا سيبدأ يومالاربعاء إلى اربيل عاصمة إقليم كردستان لنقل خيام وامدادات أخرىمن ميناء العقبة الأردني.وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية إن هذا الجسرستتبعه قوافل برية من تركيا والاردن وشحنات بحرية من دبي عن طريقايران في الايام العشرة المقبلة.وقال في مؤتمر صحفي في جنيف "هذه حملة مساعدات كبيرة جدا جداومن المؤكد أنها من أكبر الحملات التي أتذكرها منذ فترة. هذه أزمةانسانية كبرى وكارثة. وتأثيراتها مستمرة على كثيرين."وتزامنا مع تقدم القوات العراقية والكردية كثفت القواتالحكومية السورية الهجمات على مواقع الدولة الإسلامية في الرقةمعقل التنظيم في شرق سوريا ومحيطها.ويعتقد المحللون أن الرئيس السوري بشار الاسد الذي يحكم سيطرتهعلى العاصمة يستغل الفرصة ليظهر للغرب اهميته. وكانت الدول الغربيةساندت الانتفاضة ضد الاسد التي اندلعت قبل مايزيد على ثلاثة اعوامولكن تلك الدول اضحت الان اكثر قلقا من تهديد الدولة الإسلامية .وقال الصحفي اللبناني سالم زهران المقرب من الحكومة السورية انالاسد يقدم نفسه للامريكيين والغرب كشريك في محاربة الارهاب.وقال المرصد السوري لحقوق الانسان وهي جماعة مراقبة مقرهابريطانيا ان عدد المقاتلين الذين انضموا للدولة الإسلامية زادبوتيرة قياسية في يوليو تموز. وصرح رامي عبد الرحمن مؤسس المرصدلرويترز ان نحو 6300 شخصا انضموا للتنظيم الشهر الماضي وان 80بالمئة من السوريين والبقية من المقاتلين الاجانب.ولم تبد القوات الحكومية العراقية مقاومة جادة تذكر عندما بدأتالدولة الاسلامية هجومها في يونيو حزيران كما مني المقاتلونالأكراد بانتكاسات حتى أمر الرئيس الامريكي باراك أوباما بتنفيذضربات جوية امريكية هذا الشهر.وقال أوباما أنه تحرك من أجل حماية الامريكيين ومنع ابادةجماعية في صراع أجبر مئات الاف العراقيين على النزوح عن ديارهم ومنبينهم اقليات دينية مثل اليزيديين والمسيحيين.ويمثل هجوم تكريت الذي توقف انتكاسة في محاولات بغداد لتحويلدفة الأمور بعد أن قال الأكراد إنهم انتزعوا السيطرة على السد مماخفف من حدة المخاوف من أن يقطع الجهاديون الكهرباء والمياه أو حتىيخربون السد بما قد يودي بحياة أعداد كبيرة ويتسبب في أضرار جسيمةعلى امتداد نهر دجلة.وسببت مكاسب الدولة الاسلامية منذ يونيو حزيران مخاوف لدىالحكومات في الغرب وفي المنطقة.وقال المفتي العام للملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيزبن عبد الله بن محمد آل الشيخ في بيان إن "التطرف والتشدد والإرهابالذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء بلهو عدو الإسلام الأول والمسلمون هم أول ضحاياه كما هو مشاهد فيجرائم ما يسمى بداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) والقاعدة وما تفرععنها من جماعات."وتبذل جهود في بغداد أيضا لتشكيل حكومة جديدة تلم شمل الشيعةوالسنة والأكراد لوقف تقدم الدولة الاسلامية الذي هدد بتمزيقالبلاد.