مريم بوجيري
في جو من الظلام الدامس الذي خيّم على "الفريج"، سطعت خرافة قديمة ارتبطت بتاريخ البحرين قديماً قبل عصور ماضية، كان الأهالي يعتقدون بأن "ظاهرة الخسوف" كانت حدثاً مخيفاً ينشر الرعب والخوف في الأرجاء، ولا يزول إلا بطرق معينه كانوا يتخذونها آنذاك للتخلص من "الحوتة اللي كلت القمر"، حيث كانوا يعتقدون أن اختفاء نور القمر عندما ينطمس وفقاً لظاهرة الخسوف لوجود حوت كبير خرج من أعماق البحر ليبتلع بكل ما أوتي من قوة قرص القمر الذي كان ينير لهم الطرقات.
تحدثت حنان بن عربي "أم جاسم" لـ"الوطن"، واصفةً هذه الظاهرة كونها ترتبط بعادة قديمة في البحرين وحدوث أكبر خسوف في تاريخها اليوم، وقالت: "خرافة "الحوتة كلت القمر"، هي عادة قديمة من الخرافات السابقة قديماً في البحرين والخليج، حيث كان الناس في ذلك الوقت يصابون بالخوف والرهبة في حالة حدوث الخسوف الذين لم يكونوا على دراية بتفسيره، وكانت الفتيات والنساء يجتمعن في فناء المنزل"الحوش" ولا يقمن بالخروج من المنزل حينها كما كان الجيران فيما بينهم يستقرون في منزل واحد خشية الظاهرة المجهولة، فيما يقوم الصبية ورجال الحي "الفريج"، بالمشي على الأقدام يجوبون الحي لتتعالى أصواتهم بالذكر والدعاء والتهليل وترديد بعض الأهازيج، حاملين في أيديهم "الهاوَن" وهو وعاء مجوَّف من الحديد أو النُّحاس يُدَقّ فيه الطَّعام والتَّوابل، يضعون فيه الملح ويضربون به لاعتقادهم بأن الصوت العالي الصادر عن "الهاون" سيرعب الحوت ليترك القمر يعود إلى حالته الطبيعية.
وأضافت حنان: "كانوا يقومون بدق الهاون طوال الليل حتى يطلع القمر كاملاً، وأحياناً يبقون يجوبون الطرقات في الحي حتى ساعات الصباح الأولى من الرهبة التي كانت تصيبهم جراء تلك الظاهرة، في حين كان الرجال الأكبر سناً يتخذون من المساجد مقراً لهم، يصلون الخسوف حيث يبدؤونها بقراءة سورة البقرة وسورة صغيرة، ثم إذا قضيت الصلاة باتوا يكبرون الله ويهللون ويستغفرون ويتصدقون".
وعن الأهزوجة التي كانوا يرددونها، وصفتها أم جاسم بقولها: "يقوم قائد المجموعة بالطواف على بيوت الحي قائلاً: "يا أهل الفريج، الحوتة كلت القمر وزاد ظلام الليل"، ليأخذ أهل الحي وخاصةً النساء والفتيات والأطفال حذرهم بالجلوس في المنزل وعدم مغادرته لحين خروج القمر مرة أخرى".
وقالت: "لم نعرف مصدراً لتلك الخرافة، حيث كان الناس يتخيلون أن الحوت يخرج من البحر ليأكل القمر"، واعتبرت أن تلك العادة كانت تنم عن جهل الناس بالظاهرة حينها، وتوارثت العادة من الأجداد إلى الأحفاد حتى تلاشت بداية القرن الماضي بعد ظهور علم الفلك وتفسير الظاهرة علمياً حتى اندثرت.
يذكر أن سماء المملكة ستشهد الجمعة ظاهرة أطول خسوف كلي للقمر لهذا القرن، على مدى يومين، لتستمر حتى أول ساعات صباح السبت لمدة ست ساعات و17 دقيقة، منها 3 ساعات و55 دقيقة للخسوف المنتظر في البحرين.
في جو من الظلام الدامس الذي خيّم على "الفريج"، سطعت خرافة قديمة ارتبطت بتاريخ البحرين قديماً قبل عصور ماضية، كان الأهالي يعتقدون بأن "ظاهرة الخسوف" كانت حدثاً مخيفاً ينشر الرعب والخوف في الأرجاء، ولا يزول إلا بطرق معينه كانوا يتخذونها آنذاك للتخلص من "الحوتة اللي كلت القمر"، حيث كانوا يعتقدون أن اختفاء نور القمر عندما ينطمس وفقاً لظاهرة الخسوف لوجود حوت كبير خرج من أعماق البحر ليبتلع بكل ما أوتي من قوة قرص القمر الذي كان ينير لهم الطرقات.
تحدثت حنان بن عربي "أم جاسم" لـ"الوطن"، واصفةً هذه الظاهرة كونها ترتبط بعادة قديمة في البحرين وحدوث أكبر خسوف في تاريخها اليوم، وقالت: "خرافة "الحوتة كلت القمر"، هي عادة قديمة من الخرافات السابقة قديماً في البحرين والخليج، حيث كان الناس في ذلك الوقت يصابون بالخوف والرهبة في حالة حدوث الخسوف الذين لم يكونوا على دراية بتفسيره، وكانت الفتيات والنساء يجتمعن في فناء المنزل"الحوش" ولا يقمن بالخروج من المنزل حينها كما كان الجيران فيما بينهم يستقرون في منزل واحد خشية الظاهرة المجهولة، فيما يقوم الصبية ورجال الحي "الفريج"، بالمشي على الأقدام يجوبون الحي لتتعالى أصواتهم بالذكر والدعاء والتهليل وترديد بعض الأهازيج، حاملين في أيديهم "الهاوَن" وهو وعاء مجوَّف من الحديد أو النُّحاس يُدَقّ فيه الطَّعام والتَّوابل، يضعون فيه الملح ويضربون به لاعتقادهم بأن الصوت العالي الصادر عن "الهاون" سيرعب الحوت ليترك القمر يعود إلى حالته الطبيعية.
وأضافت حنان: "كانوا يقومون بدق الهاون طوال الليل حتى يطلع القمر كاملاً، وأحياناً يبقون يجوبون الطرقات في الحي حتى ساعات الصباح الأولى من الرهبة التي كانت تصيبهم جراء تلك الظاهرة، في حين كان الرجال الأكبر سناً يتخذون من المساجد مقراً لهم، يصلون الخسوف حيث يبدؤونها بقراءة سورة البقرة وسورة صغيرة، ثم إذا قضيت الصلاة باتوا يكبرون الله ويهللون ويستغفرون ويتصدقون".
وعن الأهزوجة التي كانوا يرددونها، وصفتها أم جاسم بقولها: "يقوم قائد المجموعة بالطواف على بيوت الحي قائلاً: "يا أهل الفريج، الحوتة كلت القمر وزاد ظلام الليل"، ليأخذ أهل الحي وخاصةً النساء والفتيات والأطفال حذرهم بالجلوس في المنزل وعدم مغادرته لحين خروج القمر مرة أخرى".
وقالت: "لم نعرف مصدراً لتلك الخرافة، حيث كان الناس يتخيلون أن الحوت يخرج من البحر ليأكل القمر"، واعتبرت أن تلك العادة كانت تنم عن جهل الناس بالظاهرة حينها، وتوارثت العادة من الأجداد إلى الأحفاد حتى تلاشت بداية القرن الماضي بعد ظهور علم الفلك وتفسير الظاهرة علمياً حتى اندثرت.
يذكر أن سماء المملكة ستشهد الجمعة ظاهرة أطول خسوف كلي للقمر لهذا القرن، على مدى يومين، لتستمر حتى أول ساعات صباح السبت لمدة ست ساعات و17 دقيقة، منها 3 ساعات و55 دقيقة للخسوف المنتظر في البحرين.