موضوعنا ليس دراسة تكتيكات ملالي إيران للدفاع عن أنفسهم، موضوعنا هو محاولة فهم هذا "القطيع العربي" الذي يساق إلى حتفه وهو مبتسم وراضٍ من أجل مصلحة نظام أجنبي مرفوض دولياً ومرفوض من شعبه، لسؤاله كيف يفكر؟ هذا إن كان يفكر، وتلك هي حكايتنا.

سؤالنا هل نجحت إفاقة أهل الجنوب وصحوته وارتداده على إيران، في إفاقة من هم هنا ومازالوا يؤمنون أن الخميني مخلص؟

وهل صحوة أهلنا في العراق حقيقية ستستمر أم سيعود العراقي الجنوبي بالقبول بالموت غباءً خدمة لملالي إيران؟

الأمر ليس رأياً نختلف عليه أو نتفق عليه، الأمر معلومات مؤكدة أن ملالي إيران يحركون الميليشيات الشيعية العربية التي يسلحونها كالقطيع، يدفعونهم للانتحار، للموت، فالمواقع التي يدفعونها لهم هي مواقع محرمة دولياً وعليها ألف خط أحمر، ومع ذلك يسير هؤلاء إلى حتفهم تماماً كالمفخخة أجسادهم بالمتفجرات، لا فرق بينهما، لا فرق بين من يقف على الحدود مع إسرائيل لا لمواجهتها، فقط يقف صنماً لتتفاوض إيران؟؟؟ على انسحابه!! الاثنان يموتان غباءً.

حدود 67 مع إسرائيل شئنا أم أبينا حافظ عليها نظام الأسد الوالد ثم الابن ببروتوكول شفهي، المسافة ثابتة منذ أربعين عاماً التي تفصل القوات السورية عن الحدود الإسرائيلية، ولم تطلق رصاصة واحدة من الجولان على إسرائيل.

ولأن إيران تحتاج أن تفاوض على الشمال والوسط السوري، اخترقت الحد ودفعت بقرابينها الأغبياء كي تفاوض على انسحابهم مقابل الاحتفاظ بمكتسباتها، ومن هو القطيع الذي ستضحي به من أجل مكاسبها؟ من غير الحشد الشعبي العراقي وحزب الله؟

فوفقاً للمرصد الاستراتيجي "تبدو القوات الإيرانية عازمة على عدم تسليم مناطق سيطرتها في الجنوب السوري: رغم ضمانات موسكو وتحذيرات تل أبيب، حيث تتمركز القوة "الجعفرية" العراقية في مدينة الشيخ مسكين وسط درعا، وميليشيا لواء "أبو الفضل العباس" غربي مدينة داعل، وميليشيات لواء "سيد الشهداء" العراقية التي تنتشر في حي سجنة المجاور لأحياء درعا البلد، متخذة من مناطق انتشار قوات "الغيث" التابعة للفرقة الرابعة قواعد لها، في حين تنتشر في شمال درعا ميليشيا "حزب الله" اللبناني، وخاصة في قريتي دير العدس والهبارية، ويتموضع عناصر من "فرقة الرضوان" حول منطقة دير العدس في القنيطرة، التي تقع على بعد ما يقرب من 15 كيلومتراً من هضبة الجولان. ويدور الحديث عن قيام النظام بإخفاء هوية عناصر تلك الميليشيات بعد منح عناصرها الجنسية السورية وضمهم لصفوف الحرس الجمهوري التابع لقواته، وارتداء عناصرها ملابس جيش النظام، لتفادي أية ردود أفعال دولية وخاصة من إسرائيل، التي لطالما أكدت نيتها إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدودها. في هذه الأثناء؛ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه زعيم ميليشيا "لواء ذو الفقار" حيدر الجبوري المدعوم من الحرس الثوري الإيراني، داخل غرفة العمليات العسكرية للنظام. وظهر الجبوري في الفيديو جالساً إلى جانب العقيد غياث دلة الذي يقود "قوات الغيث" التابعة للفرقة الرابعة، ما يؤكد المعلومات التي تفيد باندماج ميليشيا "لواء ذو الفقار" في بنية الفرقة. كما ظهر في مقطع آخر ماهر عجيب جظه قائد ميليشيا "أبو الفضل العباس" العراقي إلى جانب عناصر من قوات النظام في تخوم بلدة طفس". انتهى

أي غباء هذا الذي زين لهؤلاء وأقنعهم بأن موتهم لتقوية موقف إيران التفاوضي مهمة دينية؟

أي غباء هذا الذي أقنعهم أن مهمتهم الآن هي قمع معارضيهم؟ أصبحت مهمة الحشد الشعبي وحزب الله الآن هي الوقوف عند الحدود والتعرض للقتل والموت والصمود حتى تنتهي إيران من التفاوض على بقية المواقع.

الحشد الشعبي الآن لديه مهمتا قمع الانتفاضة العراقية والقتال إلى جانب بشار الأسد دفاعاً عن المصالح الإيرانية في العراق وسوريا.

وفي اليمن أصدرت إيران أوامرها للحوثي بالتهور والقيام باستهداف الشاحنات النفطية في البحر الأحمر وإثارة غضب المجتمع الدولي برمته، والمجازفة بالحوثيين في مواجهة قوات دولية، كل ذلك حتى تفاوض إيران على أمن وسلامة المياه الإقليمية مقابل الاحتفاظ بميناء الحديدة.

والحوثي لديه مهمتان الآن الأولى قمع الشرعية اليمنية مثلما قمع الحشد الشرعية العراقية وقمع حزب الله الشرعية اللبنانية، إلى جانب المهمة الثانية لكل الوكلاء وهي حماية المصالح الإيرانية.

هل صحا من هم هنا في البحرين من حلم اليقظة الإيراني؟ هل وعى أن تصدير الثورة ما كان ثورة إنما كان تصديراً للغباء واستغفالاً للعرب واستغلالهم وسوقهم كالقطيع لخدمة ملاليهم؟ هل صحوا وأفاقوا مثلما أفاق أهل العراق؟ هل يسمعون غضب كوادر الحشد الشعبي العراقي والكفر بإيران وبمصالح إيران؟

هل اكتفى من آمن بالخميني كمخلص ومن بعده خامنئي بمن مات منهم غباءً؟ أم مازال الغباء مستمراً؟