غزة - عز الدين أبو عيشة
كشف مصدر فلسطيني مطّلع عن تفاصيل الورقة المصرية التي طرحتها المخابرات العامة، على حركتي حماس وفتح مؤخراً، أنّ هناك توافقاً كبيراً بين الطرفين عليها وإجماعاً لتطبيقها بشكل سريع.
وقال المصدر في حديثه مع الوطن إنّ الورقة المصرية تحتوي على خطة كاملة لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة الفلسطينية الموقع عليها في نهاية عام 2017 بإشراف مصري.
وتابع المصدر: "تشمل الخطة المصرية لتطبيق المصالحة ثلاث خطوات متتالية التنفيذ على أرض الواقع، وتبدأ من عودة وزراء حكومة الوفاق الوطني إلى القطاع، وممارسة أعمالهم بشكل كامل"
وأوضح المصدر أنّ مدة تنفيذ الخطوة الأولى خمسة أسابيع، يتمّ خلالها عمل رؤساء الهيئات والسلطات الحكومية لمزاولة عملهم في قطاع غزة كما في الضفة الغربية.
واستكمل المصدر: "في هذه الخطوة، سيزور وفد أمني يمثل السلطة الفلسطينية، وأخر يمثل حركة حماس إلى القاهرة لعقد سلسلة اجتماعات لدراسة تطبيق المصالحة".
وبيّن المصدر أنه سيتم تشكيل لجنة وطنية مهمتها مراقبة تنفيذ اتفاقي القاهرة الموقعين عامي 2011 و2017 ومتابعة خطواتها.
وبحسب المصدر فإنه من المقرر عقد اجتماع بين مسؤولين في وزارة المالية في الضفة وغزة للاتفاق على تسليم جباية غزة لحكومة الوفاق، وتوريد المالية عبر بنوك سلطة النقد الفلسطينية المعتمدة.
وأكّد المصدر أن هناك تعديلات كبيرة ستطرأ على حكومة الوفاق الوطني، يتخللها تعديلات وزارية كبيرة، ويكون فيها أعضاء من حركة حماس.
وحول المرحلة الثانية، كشف المصدر أنها تستغرق أربعة أسابيع، وتتضمن تسليم كامل للجباية، ودفع رواتب الموظفين المدنيين من حكومة حماس السابقة، والذين تمّ دمجهم في السلم الوظيفي الحكومي التابع للسلطة الفلسطينية، بإشراف من اللجنة الإدارية القانونية، التي شكلت بموجب اتفاق عام 2011.
وأظهر المصدر أن هذه الخطوة تتضمن عقد اجتماع لمجلس الوزراء في مقره في مدينة غزة لتقويم تمكين الحكومة وما أُنجز في هاتين المرحلتين، لافتا إلى أن الاجتماع قد يكون بدون مشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني.
وحول الخطوة الثالثة، قال المصدر إنها تتضمن عقد اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من حماس والسلطة الفلسطينية، إضافة لعقد اجتماع للإطار القيادي المؤقت المكلّف إعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، ويضم إلى جانب فصائل المنظمة، حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى المستقلين.
إلى جانب اجتماعات القاهرة المصرية، قال سفير دولة فلسطين لدى المملكة الأردنية الهاشمية عطا الله خيري، إنه من المتوقع عقد قمة فلسطينية - أردنية قريبا في عمان يبحث خلالها الرئيس محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، آخر التطورات والمستجدات على الساحتين الفلسطينية والعربية وما يتصل بالقضية الفلسطينية، والاتصالات السياسية المتعلقة بالشأن الفلسطيني.
وأشار خيري إلى أن فلسطين والأردن تقفان على الأرضية نفسها وتتمسكان بالثوابت نفسها، مؤكدا أن المواقف والثوابت الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني تشكل سندا وظهيرا قويا لفلسطين ودرعا حصينا لقضيتها والأمة العربية جمعاء.
وأكد السفير خيري، أن التنسيق والتشاور المستمران بين القيادتين الشقيقتين في فلسطين والمملكة تشكلان الإطار الحقيقي للعلاقات الأخوية الراسخة والمتينة جدا بين البلدين الشقيقين.
إلى جانب ذلك، أوصى جيش الاحتلال الإسرائيلي بتخفيف القيود الاقتصادية عن قطاع غزة، وفتح معابر القطاع وتوريد بعض الحاجيات الأساسية بدون قيود، إلى جانب السولار والبنزين والغاز.
ونقلت صحيفة إسرائيلية عن مسؤول أمنيّ إسرائيلي قوله في جلسة مغلقة مؤخرًا، إنّ الأولوية حاليًا في غزة هي بناء الجدار، وأنّ حماس لديها الكثير من الرغبة بالتوصل لتسوية سياسية حتى لا تفقد المزيد من رصيدها الاستراتيجي، ولذلك يجب استغلال الفرصة للضغط عليها لكي تقبل بأي نتائج.