خالد الطيب

تعود من جديد معاناة المرضى المراجعين لمجمع السلمانية الطبي من تأخر المواعيد الطبية، إلى فترات طويلة لا تراعي حالاتهم الحرجة ولا نفسياتهم المحبطة من وضعهم الصحي وقد دبت فيهم الأمراض.

فقد شكا العديد منهم مجمع السلمانية الطبي من تأخر المواعيد وتباعدها، وتجاوز بعض الحالات السنة، وهو أمر مقلق للمراجعين، خوفاً من تفاقم الحالات الصحية لبعض المرضى نتيجة التأخر الشديد في الفحص، مطالبين بمواعيد قريبة ومعقولة تناسب على الأقل الحالات.

تذكر سارة العكري وهي إحدى المرضى الذين راجعوا طوارئ السلمانية، حين شعرت بآلام شديدة في القلب، وذلك بسبب النشاط الزائد للغدة الدرقية، ما سبب لها ضغطاً شديداً على عضلة القلب، وبعد مباشرة العلاج الأولي في قسم الطوارئ ، طلب منها أن تحجز موعداً لمراجعة الطبيب الأخصائي، وتم تحديد موعد بعد 8 أشهر من تاريخ الطلب والذي كان في شهر يناير، وشكت العكري من آلام مستمرة ومازالت تنتظر حلول الموعد لتجد ما يخفف عنها.

وقال صالح علي وهو مريض يشتكي من تأخر المواعيد "أجريت عملية استئصال لورم خبيث في الخارج، وعدت للبحرين واحتجت لإجراء فحوص تكميلية للتأكد من عدم تفشي السرطان مرة أخرى. فراجعت مستشفى السلمانية لإجراء فحوصات ما بعد عملية الاستئصال، وصدمت بالموعد المحدد بعد 6 أشهر كاملة من إجرائي لتلك العملية.

ويضيف صالح علي: طلبت من الدكتور المختص أخذ موعد آخر لإجراء عملية منظار لفحص البطن بشكل دقيق للتأكد من عدم وجود أي آثار لأي انعكاسات سرطانية تنذر بعودة السرطان مرة أخرى، وكانت الصدمة مرة أخرى بكون الموعد بعد سنة كاملة من تاريخ الطلب.

وختم كلامه متعجباً: "هل يعقل أن ينتظر مريض مهدد بالإصابة بالسرطان مدة 6 أشهر لإجراء أشعة، أو سنة لإجراء عملية منظار للتأكد من خلو جسمي من أية أورام؟!."

واشتكى عبدالله محمود وهو أحد المرضى المراجعين لمجمع السلمانية الطبي بشكل دوري، فهو يملك كلية واحدة فقط، وقد شعر بوعكة صحية وآلام في الظهر ومشاكل في التبول، فراجع الطوارئ نتيجة تلك الآلام الحادة التي أصيب بها وتفاجأ بالموعد المتأخر بشكل مبالغ فيه تجاوز العشرة أشهر، ولم ينتهِ الأمر عند ذلك بل عندما طلب إجراء أشعة على الأقل ليتأكد من عدم وجود أية مشاكل أخرى في الكلى كان موعد الأشعة بعد 5 أشهر.

وتحدثت شيخة عادل وهي مريضة "بالروموتايزم" وهو مرض يسبب لها الآماً حادة في العظام، وقد طلبت تحديد موعد مع الطبيب وكان الموعد قريباً نسبياً مقارنة بالمواعيد السائدة في مجمع السلمانية، فقد أعطيت موعداً بعد 4 أشهر وطلب الطبيب بعدها صور أشعة للعظام وتم تحديد موعد جديد بعد شهرين لإجراء الأشعة مما يعني 6 أشهر من التأخير الطبي في العلاج ومازالت تعاني من الآلام وقررت اللجوء للمستشفيات الخاصة فوفق تعبيرها "صحتي ما فيها لعب".

وتذكر حور عبدالله كذلك أنها أصيبت قبل سنة بكيس دهني في عينها وكان حجمه كبيراً ما سبب لها آلاماً شديدة في العين وصعوبة في الرؤية، تتطلب عملية جراحية سريعة فالعين متورمة، لافتة أنها عندما قدمت للمجمع الطبي تم تحديد موعد لها لإجراء العملية الجراحية بعد سنة كاملة، وتحملت حور الألم طول تلك المدة وعندما قابلت الطبيب بعد مرور عام كامل قال لها الطبيب تأخرتي في الحضور والكيس الدهني تقلص من تلقاء نفسه وتصعب إزالته، ولو أردتي إزالته فوقعي على إخلاء طرف تتحملين فيه وحدك مسؤولية تلك العملية.