كتب - حذيفة إبراهيم:شبه أطباء في مجمع السلمانية الطبي غرفهم المخصصة لهم أثناء المناوبات بـ«إحدى مساكن العمالة السائبة»، إذ تحوي في بعضها على 5 أسرة متجاورة من دون أي خدمات، بينما ينعم أطباء آخرون بغرف مريحة مخدمة رغم أنهم «يقضون المناوبات في بيوتهم»، بحسب الأطباء الذين أكدوا أن سوء الخدمات المقدمة لـ»الأطباء من دون واسطة» يصل إلى تخزين الطعام في أماكن غير مبردة ما أدى إلى «تسمم غذائي للبعض».وقال الأطباء، في شكاوى تلقتها «الوطن» ودللوا عليها بالصور، إن «محاولة الصحافة مساعدتنا من حيث نشر الأخطاء التي يرتكبها البعض، خاصة من حيث التلاعب بالدوام والمناوبات ينعكس سلباً على الملتزمين، إذ إن الإدارة تبدأ التضييق عليهم ومحاسبتهم على أي دقيقة، في وقت لا يتأثر وضع المتسيب أساساً إذ يبقى مناوباً من منزله وغير ملتزم بالدوام».وأضافوا أن «عدد الأطباء المناوبين في مجمع السلمانية الطبي أكثر من عدد الغرف المخصصة لهم للراحة (مهجع الأطباء)، ما يضطر البعض منهم إلى النوم خلف منضدات الممرضات، أو في غرفة الخزانات، أو في السيارة، أو المصلى أو غيرها من الأماكن المتوفرة».وقالوا إن «بعض الغرف تحتوي على أكثر من 4 أو 5 أسرة لنوم الأطباء، وكأنما هم عمال في شركة أو من العمالة السائبة، فضلاً عن عدم وجود مفاتيح للغرف التي ينامون بها، ما يؤدي لدخول عمال النظافة خلال فترة راحة الطبيبات أحياناً».وأوضح الأطباء أن «بعض الأطباء يحجزون غرفاً لهم ويمنعون الآخرين من النوم في نفس تلك الغرف، وهي تعتمد على درجة واسطة الطبيب في المستشفى، في ظل وجود فوضى وغياب الموظفين المختصين بغرف الأطباء».وتابعوا أن «عدم وجود غرف أثر أيضاً على الأطباء المتدربين، إذ إنهم في السابق كانوا يستمرون لفترات طويلة أثناء المناوبة، أما الآن وفي ظل غياب الغرف الكافية لا يستطيعون الاستمرار لأكثر من 8 ساعات».وتحدث الأطباء حول «عدم وجود كافيتريا خاصة بالأطباء كما هو الحال في أي مستشفى في العالم، إذ يضطر الأطباء للأكل من الكافيتريات الموجودة في المجمع للمرضى، وبعض الأحيان لتناول طعام قديم معد قبل ساعات وبقي في درجات حرارة غير ملائمة، الأمر الذي أدى إلى وقوع حالات تسمم غذائي بين المرضى».وأوضحوا: «يبقى الغداء أحياناً في الخارج منذ الساعة الـ11:30 وحتى ما بعد السادسة، لا توجد أماكن مخصصة لحفظ الطعام، فضلاً عن أن وجبة العشاء يتم إعدادها في الساعة الـ6 مساء، وتبقى حتى الـ7 صباحاً من اليوم التالي»، مشيرين إلى أنه «بسبب ظروف العمل، لا يتمكن الطبيب من تناول طعامه مباشرة ويتأجل مراراً، يجب أن تكون هناك آلية جديدة لحفظ الطعام أو حتى إعداده بالنسبة للأطباء».واشتكى الأطباء من سوء النظافة في الغرف والمرافق، و«هو الأمر الذي ينطبق حاله على باقي أجزاء مجمع السلمانية الطبي، مع قدم البنية التحتية وعدم تجديدها، وأصبحت في كثير من الأحيان غير ملائمة تماماً للأطباء».وتساءلوا: «كيف يمكن للطبيب أن يعمل في ظل كل ذلك الضغط، سواء من إدارة المجمع والقرارات العشوائية، أو في ظل الفوضى التي تعيشها السلمانية من محسوبيات، وعدم تطبيق القرارات المهمة، والمتابعة وغيرها، فضلاً عن سوء الظروف الموجودة».وأكد الأطباء أنهم أبلغوا الإدارة مراراً بالمخالفات التي يرتكبها زملاء لهم، من «تغيب دون حسيب أو رقيب، أو حتى تسرب أثناء الدوام، وعدم الاهتمام بالمتدربين والمرضى وغيرها، دون وجود أي فائدة من تلك الشكاوى».