مريم بوجيري

دعت الباحث السياسي بقسم التدريب والتأهيل السياسي في معهد البحرين للتنمية السياسية دانه بوهزاع ضرورة أن يقييم الناخب المترشحين قبل اختيارهم عبر برامجهم الانتخابية وصفاتهم الاجتماعية. كما حثت المترشحين على الابتعاد عن المثالية والشعارات الرنانة والإيمان بالواقعية



وقالت بوهزاع: "إن للمترشحين صفات سلوكية معينة تمكن الناخب من التقييم بالشكل الصحيح، وهي الصفات السلوكية والخلفية الاجتماعية والاقتصادية والتربوية، ومن ذلك أن يكون في مستوى تعليمي معين يساعده في التعاطي الإيجابي في المجلس إضافة إلى امتلاكه خبرة في العمل البرلماني أو البلدي بحسب تبؤه لمناصب انتخابية سابقة".

وأضافت: "إن إعادة ترشح ممثل الدائرة مرة أخرى يجعل له ميزة أمام منافسيه فقد اكتسب علاقة اجتماعية وكسب ثقة الناخبين في الانتخابات السابقة" لافتاً إلى أن الخبرة التي اكتسبها من تجربته السابقة في المنصب ستمكنه من ممارسة دوره بانسيابيه.

ولفتت إلى أن بعض المترشحين يميلون لوجود أهداف معينه لديهم منها التغيير والتطوير في الوضع القائم، فيما يتميز البعض منهم بالحفاظ على ماهو قائم وعدم تفضيل التطوير.

وأكدت بوهزاع أن المترشحين قد ينقسمون فيما بينهم حول التغيير، حيث يسعى البعض منهم للتغيير من أجل الظهور الإعلامي أو لتحقيق مصالحه الذاتية.

وعن قدرة المترشحين على تحديد الأولويات،قالت إن بعض المترشحين يسعى لتحويل طموحاته أو أهدافه لإنجازات ملموسة وبالتالي فمن الضروري وجود برنامج انتخابي برؤية واضحه كما أن المترشح لابد أن يتميز بخبرته في العمل التطوعي بما يسهم في قدرته المجتمعية على التطوير وتحقيق الأهداف.

وعن أهم الصفات التي يجب أن يتميز بها المترشح، أوضحت بوهزاع أن الإيمان بقيم الدولة المدنية والمواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات بين المواطنين بالإضافة إلى الإيمان بالديمقراطية كنظام سياسي أساسي، هي أهم صفة يجب أن يمتاز بها المترشح، إضافة إلى قدرته الإبداعية على التعامل مع مصادر المعلومات والاستفادة منها في اتخاذ القرارات والابتعاد عن المثالية والشعارات الرنانة والإيمان بالواقعية، بحيث تتسق أفكاره ومثله العليا مع أفعاله على أرض الواقع.

وقسمت بوهزاع المترشحين إلى 4 نماذج أساسية، هي المترشح العملي، والمترشح المحب للظهور الإعلامي، المترشح الاجتماعي والمترشح غير المؤمن بمنصبه الانتخابي، وأوضحت يتميز المترشح العملي بالكفاءة وبإلمامه بالمسؤوليات والمهام التي تقع على عاتقه، بحيث يكون على درجة من الوعي والثقافة والفاعلية، حيث يحرص على استمرار عضويته في الهيئة المنتخبة سواء كانت نيابية أو بلدية، ولذلك يقوم بترشيح نفسه مستقبلاً، بالإضافة إلى أنه يتميز بالتركيز على الجدية في العمل وليس لإحياء الطقوس ذات الطابع الشكلي.

وبينت "يتميز المترشح المحب للظهور الإعلامي بمتابعة الاحتفالات والفعاليات العامة والحرص على المشاركة والمساهمة فيها، حيث أنه لا يقوم بتقديم أي مساهمات في الأعمال الجوهرية أو الأعمال التطوعية ولذلك دائماً ما تكون طموحاته محدودة، في حين يميل النوع الثالث إلى عدم وجود أي نوايا لديه بالبقاء في المنصب، حيث تتميز أعماله بحب الظهور الإعلامي وبناء شبكة واسعة من العلاقات لجذب اهتمام وسائل الإعلام، فيما يتبنى محاولات استراتيجية لتعزيز أهدافه المهنية حيث تأخذ أعماله طابع الإنجاز الشخصي أكثر من الإنجاز لأهداف المجتمع ككل".

وترى بوهزاع أن نموذج المترشح غير المؤمن بمنصبه الانتخابي يتميز بتبنيه لسلوك الانسحاب من التحالفات، حيث يفضل هذا النوع من المرشحين الانسجام والتجانس، ويبتعد دائماً عن المخاطره حيث يغلب عليه الشعور بالواجب والمسؤولية الاجتماعية وما تفرضه عليه من إنحازات معينة، وقالت "إن النموذج الأول يعد المثالي من بين باقي النماذج"، معتبرة أنه يجب على الناخب تحليل المترشح بحسب تلك النماذج بالطريقة التي تمكنه من الاختيار الصحيح.