الملا محمد كان حمالاً في السوق الرئيس والكبير في بغداد القديمة أيام العثمانيين، اعتاد في كل صباح حمل اللحم والخضر والفواكه إلى بيت أحد التجار بحي أو محلة النصارى كما هو اسمه، في صباح يوم من الأيام، لمح شابة جميلة في بيت التاجر، فتعلق بها وأحبها حباً جماً، لكن أنى له الزواج بها وهي أولاً بنت من أشراف الناس وعلية القوم ومن أسرة معروفة وهو حمال مغمور، فالفارق الاجتماعي بينهما كبير جداً، وثانياً هو مسلم وهي مسيحية، يعني كل واحد منهما من دين مختلف، فأخذ يفكر وقرر الذهاب لأحد القساوسة وقال له: «أبونا.. هذي قصتي والبنت أحبها ولا أستطيع العيش بدونها وأنا مستعد لتحمل أعباء الزواج ودفع مهرها»، فقال له يا ولدي المسألة ليست مسألة مهر وأموال وتحمل أعباء الزواج، القضية أكبر لأنه بشرعنا لا يصح لها الزواج إلا بمسيحي مثلها، فقال له الملا محمد: أرجوك ابحث لي عن حل فقد أموت بدونها، فقال له لا يوجد حل إلا إذا أصبحت على دينها، ففرح الملا محمد وقال له: «هذي سهلة»، فأخذه القس إلى الكنيسة وعمده وسماه بطرس، وقال له من اليوم هذا اسمك واترك لي موضوع البنت وأهلها، فرح الملا محمد أو بطرس الجديد وقبل يد القس، وفعلاً نجح القس في مسعاه وزوجه البنت وعاش معها أجمل أيامه، حتى جاء صوم الخمسين، الصوم الذي يحرم على المسيحيين فيه أكل اللحم إلا السمك، لكن أنى لبطرس الجديد الصبر خمسين يوماً عن اللحم وهو المداوم على أكله، فلم يبالِ وذهب إلى القصاب واشترى فخذ الغنم وأتى به إلى البيت وبدأ يقطع اللحم ويضعه في القدر ويطبخ، فإذا بزوجته تدخل وترى منظر اللحم، وهذه تعد مخالفة دينية، فقالت له باستغراب شديد: ماذا تفعل؟! قال: أطبخ اللحم، قالت: وكيف ذلك.. هذا حرام؟ قال: وما الحرام في ذلك؟! قالت له هذا صوم لا نأكل من اللحم غير السمك، قال لها الأمر هين سأقرأ على اللحم وبقدرة الله سيتحول إلى سمك! وبدأ يقرأ وينفخ على القدر.. يا لحم تحول إلى سمك... يا لحم تحول إلى سمك، تعجبت الزوجة وقالت له: أجننت كيف للحم أن يتحول إلى سمك بمجرد القراءة عليه، فقال لها: يا يا بنت الحلال ألم تسألي نفسك كيف تحول الملا محمد إلى بطرس بمجرد القراءة عليه! هل يعقل هذا؟ كل الحكاية أني أحببتك وأردت الزواج بك وانتهى الأمر لكن اعلمي أني مازلت على ديني!
ها هي القصة تتكرر اليوم لكن بمشهد أوسع فالحمالون أو الملالي -وكلا الوصفين ينطبق عليهم- وقعوا قبل سنين في حب السلطة ولم يتمكنوا من العيش بدونها، فذهبوا إلى القس «أمريكا»، فأخذتهم وعمدتهم وزوجتهم أو وضعتهم على رأس السلطة في العراق وعاشوا أجمل 15 سنة في حياتهم، لكن هذه الأيام حل صوم الخمسين «العقوبات الأمريكية على إيران» وبدأ الجميع بنحر الذبائح وأكلها، وها نحن نشاهد أحزاب السلطة وهي تتسابق في إصدار البيانات التي تستنكر وتشجب العقوبات الأمريكية على إيران وتقول لإيران نحن معكم، وللعالم نحن على دين إيران ولم نغير، لكن نسي هؤلاء أن القس الأمريكي لا يشبه القس الذي كان ببغداد قبل أكثر من 100 سنة وسيسكت، هذا القس جاء من ثقافة الكاو بوي، ليعلم هؤلاء أنه لن يتردد في جرهم من رؤوسهم ووضعها في حوض التعميد حتى الغرق.
ها هي القصة تتكرر اليوم لكن بمشهد أوسع فالحمالون أو الملالي -وكلا الوصفين ينطبق عليهم- وقعوا قبل سنين في حب السلطة ولم يتمكنوا من العيش بدونها، فذهبوا إلى القس «أمريكا»، فأخذتهم وعمدتهم وزوجتهم أو وضعتهم على رأس السلطة في العراق وعاشوا أجمل 15 سنة في حياتهم، لكن هذه الأيام حل صوم الخمسين «العقوبات الأمريكية على إيران» وبدأ الجميع بنحر الذبائح وأكلها، وها نحن نشاهد أحزاب السلطة وهي تتسابق في إصدار البيانات التي تستنكر وتشجب العقوبات الأمريكية على إيران وتقول لإيران نحن معكم، وللعالم نحن على دين إيران ولم نغير، لكن نسي هؤلاء أن القس الأمريكي لا يشبه القس الذي كان ببغداد قبل أكثر من 100 سنة وسيسكت، هذا القس جاء من ثقافة الكاو بوي، ليعلم هؤلاء أنه لن يتردد في جرهم من رؤوسهم ووضعها في حوض التعميد حتى الغرق.