* بولتون: لا جدول زمنياً لخطة سلام الشرق الأوسط

* ترامب يتهم كوهن باختلاق "قصص" بعد إدلائه باعترافات تحرج الرئيس

واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "القدس لم تعد مطروحة على طاولة المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو خطوة في الاتجاه الصحيح نحو السلام"، مشيراً إلى أن "إسرائيل ستدفع ثمن هذه الخطوة وسيحصل الفلسطينيون على شيء جيد للغاية في المقابل".

وفي حديث له في تجمع حاشد في مدينة تشارلستون بولاية فيرجينيا الغربية، دافع الرئيس الأمريكي عن قراره بنقل السفارة إلى القدس المحتلة، وأخبر أنصاره بأن "إسرائيل ستدفع ثمناً أعلى في محادثات السلام المستقبلية".

وقال ترامب عن نقل السفارة "إذا كان هناك سلام مع الفلسطينيين، فإن هذا كان شيئاً جيداً فعلته، أخرجناها من على الطاولة، في المفاوضات السابقة، لم يتجاوزوا القدس، الآن سيكون على إسرائيل أن تدفع ثمناً أعلى".

وكان ترامب قد استشهد منذ فترة طويلة بمبدأ "المقايضة" في محادثات السلام المستقبلية، حيث قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير الماضي إن "إسرائيل "فازت بنقطة واحدة" مع الاعتراف بالقدس كعاصمة وعليهم التخلي عن بعض النقاط الأخرى في وقت لاحق في التفاوض".

لكن بالنظر إلى دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل، فإنه من المفهوم كيف سيكون الفلسطينيون متشككين في الوعود الأمريكية.

وكان ترامب قد أعلن عن نيته نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في ديسمبر الماضي، وهي خطوة تحدت الإجماع الدولي وتناقضت مع سياسة الولايات المتحدة الرسمية الخاصة ببقاء الحكام مستقلين في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وأدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار بـ 128 صوتاً مقابل تسعة، مع امتناع 35 عضواً عن التصويت.

وافتتحت السفارة في مايو الماضي، مما أدى إلى مظاهرات حاشدة استشهد فيها 60 متظاهراً فلسطينياً وأصيب فيها الآلاف.

وقال مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، جون بولتون إنه "لا يوجد جدول زمني لخطة سلام الشرق الأوسط".

وقال بولتون في القدس الأربعاء إنه "تم تحقيق الكثير من التقدم" ، لكنه رفض التكهن بما قد تنطوي عليه الخطة أو متى سيتم الإعلان عنها.

وكانت إدارة ترامب قامت مؤخراً بتوظيف فريقها في سياسة الشرق الأوسط قبل إصدار الخطة المتوقع.

ومن المتوقع أن تقترح "صفقة القرن" التي طرحها ترامب حلولاً مفصلة للقضايا الجوهرية في النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مثل الحدود ومستقبل المستوطنات الإسرائيلية ومصير اللاجئين الفلسطينيين والأمن.

وستواجه أي خطة سلام عقبات رئيسة من بينها، الوضع الإنساني المتزايد الخطورة في قطاع غزة والانقسامات الفلسطينية الداخلية والعنف الأخير عبر الحدود بين حماس في غزة والأراضي المحتلة.

في سياق آخر، حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء تقويض مصداقية محاميه السابق بعدما تلقى ضربتين ذات أبعاد قضائية، مع قيام مايكل كوهن بتوريطه مباشرة أمام محكمة عبر اعترافه بانه دفع مبالغ مالية لامرأتين مقابل التزامهما الصمت عن علاقات مفترضة مع الرئيس.

ووجه ترامب انتقادات حادة الى كوهن واتهمه باختلاق "قصص" للحصول على صفقة لتخفيف التهم الموجهة إليه.

ووجه كوهن ضربة سياسية موجعة لترامب بعد أن أقر في محكمة في نيويورك الثلاثاء بتهم تضمنت مساهمات غير قانونية في الحملة الانتخابية مشيراً إلى أن الرئيس كان متواطئاً معه في ذلك.

وأقر كوهن أمام قاض فيدرالي في قاعة محكمة مكتظة بمنطقة مانهاتن بثماني تهم موجهة إليه من ضمنها الاحتيال الضريبي والمصرفي وانتهاك القوانين الخاصة بتمويل الحملات الانتخابية خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016.

وفي هذا السياق اعترف كوهن الذي بدا محبطاً وفي بعض الأحيان متلعثما، بأنه دفع مبلغي 130 و150 ألف دولار لامرأتين تقولان إنهما أقامتا علاقة مع ترامب لقاء التزامهما الصمت، مؤكداً أن ذلك تم "بطلب من المرشح" ترامب وكان الهدف تفادي انتشار معلومات "كانت ستسيء إلى المرشح".

وقال كوهن إنه تصرف "بالتنسيق مع وبتوجيهات من" ترامب مضيفاً "لقد شاركت في هذا السلوك بهدف التأثير على الانتخابات".

في الوقت ذاته تقريباً دانت لجنة محلفين في فيرجينيا رئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت بثماني تهم تتعلق بالضرائب والاحتيال المصرفي.

وفي أول رد فعل على اعترافات كوهن، أكد ترامب في سلسلة من التغريدات أن انتهاكات تمويل حملته "ليست جريمة".

وكتب أن "مايكل كوهن اعترف بذنبه في تهمتين تتعلقان بتمويل الحملة الانتخابية وهما ليستا جريمة"، مضيفاً أن "الرئيس "السابق باراك" أوباما عانى من انتهاك تمويلي كبير لحملته الانتخابية وتمت تسوية الموضوع بسهولة".

وقارن الرئيس بين كوهين وبين مانافورت ووصفه بأنه "رجل شجاع جداً".

وقال "أشعر بالاستياء الشديد حيال بول مانافورت وعائلته الرائعة.. على عكس مايكل كوهين فقد رفض الانكسار واختلاق القصص للتوصل إلى "صفقة"".

وأضاف أن "عدداً كبيراً من التهم، عشر، لم تستطع "هيئة المحلفين" تأكيدها في قضية بول مانفورت. مطاردة واضطهاد" في إشارة إلى التهم التي لم تتمكن هيئة المحلفين من التوصل إلى قرار بشأنها.

وواصل انتقاد محاميه السابق قائلاً "إذا كان أحد يبحث عن محام جيد فأنا أقترح بقوة أن لا تستعينوا بخدمات مايكل كوهن".

ويتم النظر في القضيتين المنفصلتين أمام محكمتين مختلفتين غير أن الظل نفسه يخيم فوق المحاكمتين في ألكسندريا ونيويورك، هو ظل الملياردير الذي تواجه ولايته مسائل قضائية كثيرة تكبلها إذ تطال العديد من المقربين منه وباتت تهدد بتلطيخه مباشرة.

وأفاد ليني ديفيس محامي كوهن في بيان بأن موكله قرر "قول الحقيقة بشأن دونالد ترامب" و"شهد تحت القسم" بأن الرئيس الأمريكي "طلب منه ارتكاب جريمة". وتساءل "إن كان تسديد هذين المبلغين يعتبر جريمة ارتكبها مايكل كوهن، فلم لا يشكل جريمة لدونالد ترامب؟"

وتعاقب التهم الموجهة إلى مايكل كوهن "51 عاماً" بالسجن لفترة إجمالية يمكن أن تصل إلى 65 عاماً وسيصدر الحكم بحقه في 12 ديسمبر وسيكون على الأرجح مخففاً بعدما الإقرار بالذنب والاعتراف.

وقال المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن روبرت خزامي لدى خروجه من المحكمة "إنها اتهامات في غاية الخطورة تنم عن طريقة عمل قائمة على الكذب وقلة النزاهة استمرت لفترة طويلة من الوقت".

وتتضمن إدانة مانافورت رمزية كبرى لأنها تختتم أول محاكمة ناجمة عن التحقيق في الملف الروسي، وهو تحقيق يزداد تشعباً يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول تدخل روسيا في حملة الانتخابات الأمريكية الأخيرة والشبهات بتواطؤ فريق حملة ترامب مع الكرملين بهذا الشأن.

وبقي مانافورت "69 عاماً" صامتاً عند تلاوة الحكم وقال محاميه كيفن داونينغ إن موكله يشعر بـ"خيبة أمل كبيرة" و"يدرس كل الخيارات".

وهو يواجه عقوبة قصوى تصل إلى 80 عاماً في السجن لكن المدعي العام الفيدرالي السابق جاكوب فرينكل أوضح أن القاضي "يمكن أن يصدر عقوبة تتراوح ما بين 7 سنوات و9 سنوات" في حال اتبع التوجيهات الفيدرالية.

لكن بمعزل عن العقوبة، فإن الإدانة تشكل بعد أسبوعين من الشهادات والمداولات التي تابعها الأمريكيون بشكل مكثف، انتصاراً رغم أنه غير مكتمل، للمدعي الخاص مولر وضربة للرئيس.

ولا يزال التحقيق الروسي متواصلاً وقد تلقى زخما جديدا بهاتين المحاكمتين، رغم دعوات البيت الأبيض المتكررة لوضع حد له.