دعا حلف شمال الاطلسي الجمعة روسيا الى "وقف اعمالها العسكرية غير المشروعة" في اوكرانيا منددا "بتصعيد خطير للعدوان العسكري الروسي"، ومؤكدا انه لن يغلق الباب امام اوكرانيا اذا رغبت في الانضمام الى صفوفه.وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في ختام اجتماع طارىء لسفراء الدول الاعضاء "ندين باشد العبارات ازدراء روسيا الدائم بالتزاماتها الدولية".واضاف "ندعو روسيا الى وقف اعمالها العسكرية غير المشروعة ووقف دعمها للانفصاليين المسلحين واتخاذ الاجراءات الفورية التي يمكن التحقق منها بهدف وقف تصعيد هذه الازمة".واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ان لدى فرنسا "مؤشرات مقلقة" على وجود قوات روسية في اوكرانيا، واضاف "هذا اسمه تدخل، هذا غير مقبول"وقال فابيوس "يجب ان يتوقف التهديد الروسي في شرق اوكرانيا".من جهة اخرى، اكد راسموسن ان الحلف لم يغلق الباب امام انضمام اوكرانيا فيما اعلنت كييف نيتها استئناف عملية الانضمام.وقال راسموسن في هذا الصدد "اسمحوا لي ان اذكركم بالقرار الذي اتخذه الحلف في 2008 وينص على امكانية ان تصبح اوكرانيا دولة عضو" مضيفا ان كل دولة "لها الحق بان تقرر بنفسها بدون تدخل خارجي".وكان رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك صرح ان اوكرانيا تنوي اعادة اطلاق عملية انضمامها الى حلف شمال الاطلسي في مواجهة "العدوان الروسي".وقال ياتسينيوك في اجتماع لمجلس الوزراء ان "الحكومة تقدم الى البرلمان مشروع قانون يهدف الى الغاء وضع اوكرانيا كدولة خارج الحلف والعودة الى طريق الانضمام الى الاطلسي".وفي نيسان/ابريل 2008 اتفق قادة دول حلف الاطلسي خلال اجتماع في بوخارست على ان اوكرانيا مؤهلة للانضمام الى الحلف، الامر الذي اثار غضب روسيا. ولكن في 2010 تراجعت الحكومة الاوكرانية الموالية لموسكو عن هذا الهدف، ولكنها حافظت في الوقت ذاته على التنسيق مع الحلف.في غضون ذلك، حذر وزير الخارجية الالماني فرانك-فالتر شتاينماير لدى افتتاح اجتماع مع نظرائه الاوروبيين الجمعة في ميلانو، من خروج الوضع في اوكرانيا "عن السيطرة" في حال اندلاع مواجهات بين القوات الروسية والاوكرانية.وقال شتاينماير "يجب ان نعرف ان الوضع الخطر أصلا في شمال اوكرانيا، قد بلغ بعدا جديدا".ويبحث وزير الخارجية الالماني مع المشاركين في الاجتماع موقف الاتحاد الاوروبي حيال تفاقم الوضع الناجم عن انباء تتحدث عن ارسال قوات روسية الى اوكرانيا.واضاف شتاينماير ان "انتهاكات الحدود التي نلاحظها تحملنا على التخوف من ان يخرج الوضع عن السيطرة. لذلك يجب ان نوقف ذلك اذا ما اردنا ان نمنع حصول مواجهة عسكرية فورية بين القوات الروسية والاوكرانية".ودعا روسيا الى "تحكيم العقل" والى "الوضوح" من خلال التفاوض مع كييف على تسوية سياسية قبل ان يفوت الاوان.واضاف "اذا ما استمر الوضع، فان ايجاد حلول سياسية سيزداد صعوبة ... وتتحمل روسيا مسؤولية كبيرة في المساهمة في اقرار هدنة على الاقل حتى يمكن الاستمرار في النقاش".ودعا عدد من الوزراء الى تشديد العقوبات على الاقتصاد الروسي، خلال الاجتماع غير الرسمي الذي لا يتوقع منه اتخاذ قرارات قبل اجتماع قمة رؤساء ورؤساء حكومات الاتحاد الاوروبي السبت في بروكسل. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن في وقت سابق الجمعة انه يجب "اجبار" كييف على التفاوض حول "جوهر" القضية مع الانفصاليين الموالين لروسيا.وقال خلال قمة للشباب الروسي "يجب اجبار السلطات الاوكرانية على بدء مفاوضات حول جوهر القضية. لا حول مسائل تقنية (...) بل حول الجوهر (...): ماذا ستكون حقوق سكان دونباس ولوغانسك جنوب شرق البلاد".وعبر الرئيس الروسي ايضا عن اسفه لرفض كييف بحسب قوله اجلاء القوات الاوكرانية المحاصرة من قبل المتمردين في شرق اوكرانيا عبر ممر انساني طلب من الانفصاليين فتحه .لكن كيف ردت مؤكدة انها "لن تسلم اسلحتها ولن تركع امام المحتل" بحسب المتحدث العسكري اندريي ليسينكو.وقال بوتين ايضا ان القرم "الموقع المقدس" بالنسبة للروس لن تعود الى سيادة كييف مضيفا ان "الشعب الروسي والشعب الاوكراني هما شعب واحد تقريبا" ما اثار تصفيقا حارا من الحاضرين.الى ذلك، ادى التوتر الى تراجع صرف سعر الروبل الذي هبط الى 37,02 مقابل الدولار، ما يعكس مخاوف المستثمرين من تشديد العقوبات الغربية ضد موسكو.كما حذر وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك في مؤتمر صحافي مشترك مع المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتينغر الجمعة من مخاطر محدقة بامداد اوروبا بالغاز الروسي الشتاء المقبل.وقال ان "الوضع حرج جدا مع اقتراب فصل التدفئة" مضيفا "هناك مخاطر بان تقتطع اوكرانيا بشكل غير شرعي قسما من الغاز الذي تزود به غازبروم اوروبا لاحتياجاتها الخاصة".وقد توقفت روسيا منتصف حزيران/يونيو عن امداد اوكرانيا بالغاز لانها ترفض زيادة الاسعار التي فرضتها شركة غازبروم بعد تولي الموالين لاوروبا الحكم في كييف، وتراكمت تلك الزيادة حتى بلغت 5,3 مليار دولار.ويثير هذا القرار مخاوف من تعطيل امداد اوروبا بالغاز الروسي الذي يعبر حوالى نصفه الاراضي الاوكرانية كما وقع خلال "حربي الغاز" السابقتين في 2006 و2009.على صعيد الميداني، اقرت كييف بخسارتها مدينة نوفوزفوسك قرب الحدود مع روسيا مشيرة الى سقوطها بايدي "جنود روس".وباتت الانظار موجهة الى ماريوبول (460 الف نسمة) المرفا الاستراتيجي المهم على بحر ازوف الذي يصل عبر الشواطىء حدود روسيا مع القرم.ودعا حاكم منطقة دونتيسك سيرغي تاروتا المقرب من كييف السكان الى تشكيل كتيبة للدفاع عن المدينة.ولاحظ صحافيون من وكالة فرانس برس ان المدينة تهيىء نفسها للنزاع بكل هدوء وقد غادرها بعض سكانها بواسطة حافلات ركاب او سيارات في حين يقوم اخرون بحفر خنادق.
International
الأطلسي يدعو روسيا لوقف تحركها غير المشروع
29 أغسطس 2014