زهراء الشيخ

المخدرات آفة اجتماعية فتاكة تهدد الأفراد والعائلات والمجتمعات، لكن للأسف بعض شبابنا لا يعتبرون بما توصلت إليه البحوث الطبية والدراسات العلمية التي شددت على أن المخدرات بأنواعها المختلفة سواء كانت بطريقة الأكل أو الشرب أو التدخين أو الشم أو الحقن، هي السبب الأول للأمراض العقلية والنفسية والاجتماعية.

في هذا الجانب تحدث مدير جمعية التعافي من المخدرات خالد الحسيني عن ظاهرة تعاطي الشباب للمخدرات وانحرافهم، فأرجع الأسباب إلى قلة الوعي الشبابي ومخالطة أصدقاء السوء وانتشارهم بسرعة بين هذا و ذاك، إلى جانب جهل الأسرة بما يجري في البدايات ولا تعلم إلا بعد أن تفجع في ابنها أو ابنتها خارقين في وحل تعاطي المخدرات، مؤكدا أن "الوعي بالمخدرات، أشكالها وأنواعها، وأعراض تعطيها ضعيف جداً، وهذا واحد من أهم أسباب عدم اكتشاف الوالدين للإبن المتعاطي سريعاً، حيث يقع الشباب في الإدمان سريعاً والأهل لا تعلم، وبعد حوالي سنتين ووضوح أعراض التعاطي يكتشف، بعد أن يكون توغل في الإدمان"، ويوضح "وكذلك يعد قلة الوعي السبب الأول لتعاطي المخدرات، ويليه مرافقة الأكبر سناً، وإهمال الأسرة وحب التجربة".

وقال مدير جمعية التعافي من المخدرات خالد الحسيني: "خلال حوالي 6 أعوام، وصلتني 760 حالة إدمان، شفيت منها نسبة من 20 إلى 25%"، ويضيف "تعد نسبة ممتازة وفق الاعتبارات والإمكانات المتاحة للمركز".



ويتابع بأسف شديد: "هناك الكثير من الفتيات مدمنات، ولكن لا يوجد أي مركز يعالجهن، كما أنه يتم استغلالهن بشكل كبير، مع حاجتهن وتذللهن للحصول على المال".

ويواصل "كما أن حالات الإدمان في البحرين كثيرة".

أما بالنسبة للمخدرات الرقمية فيعلق الحسيني: "لم تثبت صحة وجود المخدرات الرقمية، ولا توجد معلومات عنها، ولم تكتشف حالات في الدول العربية، كما لا توجد دراسة واضحة حوله"، لافتا أنه كخبرة حوالي 30 عاماً في مجال المخدرات، لا يتوقع وجود مثل هذا النوع.

يذكر أن المخدرات الرقمية عبارة عن ترددات صوتية مماثلة تقريبا (أي أن الترددات التي يتم الاستماع إليها في الأذن اليمنى تختلف عن الأذن اليسرى بعدد قليل من موجات التردد- الهيرتز، يتم الاستماع إليها من خلال سماعات الأذن أو مكبرات الصوت.



بينما تحدث الحسيني عن مادة مخدرة جديدة تسمى "الفلاكا" وهي مادة مخدرة زهيدة الثمن، يمكن تعاطيها عن طريق الحقن أو الأكل أو الاستنشاق، وتسبب حالة من الهذيان والهلوسة الشديدة، وتؤذي متعاطيها لممارسة العنف، ويبين "سمعت عنها أولاً في الكويت ووصلت المركز لحد الآن حالة واحدة، استمرت لديها الأعراض حتى اليوم الثالث من وصولها، ومن الأعراض البائنة عليه، خياله في مكان آخر ولا يعني بمكان وجوده، ويتعامل ويتصرف وفق المكان والزمان في خياله، كما أنه لا يعلم بوجود حوادث وقعت له، حتى بعد خمسة أيام وخفوت الأعراض".



ولهذا يعتقد الحسيني أنه يجب تجند كل الجهود المجتمعية والأهلية والرسمية وتوعية الشباب سواء عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وإنشاء مواقع للحملة عبر الانترنيت ونشر مقالات في الصحف اليومية وتنظيم ندوات وإطلاق حملات التوعية في المدارس والجامعات وتنظيم زيارات للجهات والمؤسسات ومراكز محاربة المخدرات والعلاج على الإدمان ليكونوا أكثر دراية بخطورة هذه الآفة وعواقبها المرضية والسلوكية، وتكثيف الجهود للقضاء والضرب بكل قوة على مروجيها.

وتوجه الحسيني للشباب قائلا: إن الحياة هبة ربانية وواجبنا الحفاظ عليها، وتسخيرها في ما أمرنا الله سبحانه وتعالى، وذلك بتجنب كل ما قد يؤدي بأنفسنا إلى التهلكة. من خلال الابتعاد عن كل ما يسبب لنا الأذى و الضرر بأجسامنا وعقولنا وكل ما يدمر علاقتنا بأسرنا و مجتمعنا ويعطل من قدراتنا على العمل والإبداع.