* 500 عالم ومفكر من 76 دولة يشاركون في المؤتمر
* مفتي السعودية: المملكة خير أنموذج لمظهر اليسر وانتهاج منهج الوسطية الإسلامية
* الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يؤصل في كلمته للمؤتمرين مفهوم الرحمة والسعة في الإسلام
* د.العيسى: محك السلوك في قيم الرحمة والسعة يكشف مستوى استيعابها ومصداقية العمل بها
* أمين الرابطة: السعةُ أصل ثابت في الإسلام
* مدير جامعة القرآن الكريم بالسودان يدعو لتأسيس مجتمع التآخي
* المؤتمر يدعو لإنشاء منصة تنشر القيم الإسلامية من خلال مؤسسات تعليمية تربوية
مكة المكرمة - كمال إدريس
أكد البيان الختامي لمؤتمر رابطة العالم الإسلامي في منى، بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان "مفهوم الرحمة والسعة فـي الإسلام"، "ضرورة تطوير آليات ووسائل وأساليب الخطاب الديني مع المحافظة على ثوابت الهوية، بما يراعي فوارق الزمان والمكان والأحوال، ويتلاءم مع راسخ الإسلام، ويعالـج مشكلات المجتمعات المعاصرة"، داعياً إلى "إنشاء منصة تنشر القيم الإسلامية من خلال مؤسسات تعليمية تربوية".
وذكر البيان الختامي للمؤتمر الذي اختتم بمشاركة 500 عالم ومفكر مثلوا علماء الأمة الإسلامية من 76 دولة حول العالم، أن "الإسلام برحمته الواسعة والشاملة وتجربته الحضارية الفريدة ومرونته الـمشروعة، يـنسجم زماناً ومكاناً ويـتعايش ويـتعاون مع الجميع بشهادة واقعات التاريخ الموثقة لا المنتحلة على الإسلام والمسلمين"، موصياً "بإبراز جوانب الرحمة والسعة في الإسلام، وذلك بالتصدي لكل من ضيق على الناس في دينهم ومعاشهم، وكل من فتن بعضهم ببعض بفاسد أفكاره ومتطرف أقواله وأفعاله، فأشاع العداوة والبغضاء والكراهية".
ورفع المشاركون في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في منى الذي حمل عنوان "مفهوم الرحمة والسعة فـي الإسلام"، "أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على ما يسر الله لهما من تقديم خدمات إسلامية جليلة للأمة وقضاياها، وللحرمين الشريفين وقاصديهما"، مشيدين "بالرعاية الكريمة والخدمات المتميـزة المقدمة لحجاج بيت الله الحرام من كافة القطاعات الحكومية، الأمر الذي سهل على ضيوف الرحمن أداء نسكهم في أجواء عامرة بالأمن والإيمان والسكينة والاطمئنان في يسر وسهولة".
وأكد المؤتمر في توصياته على "ضرورة تطوير آليات ووسائل وأساليب الخطاب الديني مع المحافظة على ثوابت الهوية، بما يراعي فوارق الزمان والمكان والأحوال، ويتلاءم مع راسخ الإسلام، ويعالـج مشكلات المجتمعات المعاصرة".
ودعا المؤتمر، "لإقرار مادة القيم الإسلامية والمشتركات الإنسانية كمتطلب أكاديمي لجميع التخصصات في الجامعات العربية والإسلامية"، مشدداً على "ضرورة تشـجيع البحوث والدراسات الـتي تؤصل لمبدأ الرحمة والسعة فـي الإسلام وتبـرز أهميته، وتسعى للتعريف به ونشره"، لافتاً إلى أن "الرحمة والسعة هما الميزتان الأكثر تأثيراً في الأحكام الإسلامية، وبها أصبحت منظومته الأخلاقية مختلفة تماماً عن المنظومة النفعية".
وذكر المؤتمر أن "الإسلام برحمته الواسعة والشاملة وتجربته الحضارية الفريدة ومرونته الـمشروعة، يـنسجم زماناً ومكاناً ويـتعايش ويـتعاون مع الجميع بشهادة واقعات التاريخ الموثقة لا المنتحلة على الإسلام والمسلمين"، موصياً "بإبراز جوانب الرحمة والسعة في الإسلام، وذلك بالتصدي لكل من ضيق على الناس في دينهم ومعاشهم، وكل من فتن بعضهم ببعض بفاسد أفكاره ومتطرف أقواله وأفعاله، فأشاع العداوة والبغضاء والكراهية".
وشدد المؤتمر على "ضرورة بيان أن بعض مظاهر الانفلات والفوضى المنتجة للقسوة والتشدد الـتي تعتـري بعض بلدان الأمة المسلمة في الوقت الحاضر لا تعبـر عن تراثها الأصيل وتاريخها الحضاري الـممتد"، مناشداً وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة بأن "ينتجوا ويبثوا برامج نوعية تهدف لتعزيز قيمة الرحمة في الإسلام وإبرازها ودعوة العلماء والمتخصصين إلى إنتاج مواد إعلامية عن قيم الرحمة والسعة في الإسلام لتعزيز حضورها التطبيقي في متلازمة سلوكية".
وكان المؤتمر الذي افتتحه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى انطلقت فعالياته بكلمة لمفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قال فيها إن "الإسلام دين اختاره الله ليكون خاتمة الأديان السماوية وأشملها وأجمعها لمعاني الخير والإحسان والرحمة واليسر والسماحة والسعة للناس أجمعين، ولما جعل الله هذا الدين دين البشرية جمعاء إلى القيامة، جعل هذا الدين صالحاً لكل زمان ومكان ولمختلف البيئات والبلدان وفي جميع الأمصار والأقطار".
وتابع مفتي السعودية أن "من السمات التي جعلت هذا الدين صالحاً لكل زمان ومكان ومقبولاً عند الناس على مر الزمان، أنه دين الرحمة واليسر والسماحة، ليس فيه تشديد، ولا تعسير، ولا تعنيت، بل رسالة اتسمت بالبشارة والتيسير والرحمة، حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدين بأنه يسر، ونهى عن التشديد فيه".
ورأى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن "الاختلاف في العادات والبيئات له أثره حتى في اجتهاد الفقهاء بناء على مراعاة كل فقيه لعوائد القوم الذي عاش بينهم، فأفتى بموجبها ومقتضاها مادام لا تخالف نصاً من كتاب أو سنة، ولا تنقض حكماً شرعياً، فاختلفت الاجتهادات والفتاوى بين الفقهاء المجتهدين بسبب ذلك، وغير ذلك من أوجه ومظاهر اليسر والسعة في الإسلام، والتي لا تخفى على البصير واللبيب والناظر المنصف في شريعة الإسلام وأحكامها وأصولها وقواعدها".
وأكد مفتي السعودية أن "من مظاهر رحمة الإسلام وسعته هي المعاملة الحسنة مع أهل الكتاب الذين اختاروا البقاء في بعض ديار المسلمين، أو الذين دخلوها بعهد وأمان، فإنهم قد عاشوا في ظل دولة الإسلام آمنين مطمئنين، يتمتعون بحقوقهم، ويمارسون شؤون حياتهم بكل يسر وسهولة، وقد حفظ لهم الإسلام دماءهم، وأموالهم، وأعراضهم، والمملكة خير أنموذج لمظهر اليسر وانتهاج منهج الوسطية الإسلامية، حيث كانت قبلة لجميع المسلمين، بل ولغير المسلمين ممن دخل في عهد الدولة وأمانها ليعيشوا على أرضها ويمارسوا أعمالهم بكل أمان واطمئنان وراحة بال".
وثمن مفتي السعودية في ختام كلمته "جهود المؤتمر المبارك للخروج بنتائج إيجابية ومرضية"، كما شكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وسائر العاملين في إدارات ومكاتب رابطة العالم الإسلامي، والمشاركين في هذا المؤتمر من علماء ومشايخ وباحثين على مشاركاتهم العلمية وأبحاثهم القيمة التي أثرت محاور هذا المؤتمر، وموضوعاته المختلفة.
بعد ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة رحب فيها باسم رابطة العالم الإسلامي بالحضور العلمي والفكري، مضيفاً أن "محك السلوك في قيم الرحمة والسعة يكشف مستوى استيعابها ومصداقية العمل بها"، مضيفاً أن "السعة أصل ثابت وقيمة عليا في الإسلام، قيدها البعض "جهلاً أو غلواً" بالضرورة أو الحاجة، حتى احتاط للحرام دون الحلال، فكان التضييق والعنت".
وقد تتابعت جلسات محاور المؤتمر حيث أوضح مدير جامعة القرآن الكريم بالسودان د. أحمد سعيد سلمان أنه "مما يناسب هذا المقام أن أقول شيئاً في حق هذه المملكة وفي حق رابطة العالم الإسلامي، وهو التقدير مع الدعاء بالتوفيق والتأييد لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والتقدير للشعب السعودي الأصيل على بذل الكثير لضيوف الرحمن وهم يؤدون نسكهم في سهولة ويسر، والتقدير لرابطة العالم الإسلامي وأمينها العام".
وتابع قائلاً "لقد رأينا هذه الرابطة في أصقاع الدنيا. هذا العمل الكبير لم يأت من فراغ وله دلالات عدة. الدلالة الأولى هي صدق النية وإخلاص العمل لله عز وجل، والثانية هي الرؤية الواضحة للمنظمة والقائمين عليها في بلوغ أهدافها وآمالها، والثالثة هي النهج العلمي في التخطيط، والرابعة هي الإرادة والتوكل على الله عز وجل، والدلالة الخامسة هي الهمة العالية للقائمين على هذه المنظمة، الذين يحملون النفس حملاً إلى غاية كمالها من العلم والعمل".
ودعا مدير جامعة القرآن الكريم إلى "تأسيس مجتمع الرحمة والتآخي بإشاعة قيمة الرحمة في المجتمع وإغاثة المنكوبين والملهوفين".
فيما تحدث الاستاذ الدكتور هارون الرشيد أيوب عميد كلية أصول الدين بالجامعة العالمية الإسلامية في إسلام آباد منوهاً "بفكرة المؤتمر"، مشيراً إلى أن "الأصل في معاملة الإسلام لسائر الناس هو الرحمة والإحسان، وذلك لأن الله عز وجل حصر علة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم في الرحمة وجعلها شاملة للعالمين وليست خاصة بالمسلمين وحدهم، وليأمر المؤمنين بفعل البر والقسط لمن لم يتقدم إليهم بعداوة في الدين أو إخراج من الديار، بل دعاهم إليه بذكره أنه يحب المقسطين".
وختم كلمته "بالتعبير عن تقديره للجهود العظيمة التي تشكر عليها المملكة وتشكر عليها الرابطة بقيادة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى"، قائلاً إن "جمهورية باكستان الإسلامية بصفة عامة والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بصفة خاصة تستفيد وتقتدي بهذه الجهود القيمة".
كما تحدث د.محمد بلحسان رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة ابن طفيل بالمغرب قائلاً إنه "لما أشرق نور الإسلام تجلى عصر الرحمة، وأظل زمن الرأفة والرقة، فتحررت الإنسانية من سلطان القسوة والغلظة".
ولفت إلى إن "الناظر في المصدرين الأصليين للإسلام "القرآن والسنة"، ومصادر التشريع عموماً، وتاريخ الأمة، وفكرها، وثقافتها، وآدابها، وعادتها، وتقاليدها، يجد الرحمة حاضرة ومسيطرة على مفاصل الثقافة والفكر الإسلاميين، لا تغيب عنهما في أي مجال من مجالات الحياة".
وختم د.بلحسان محوره بأن "اختيار رابطة العالم الإسلامي لموضوع الرحمة والسعة في الإسلام لمؤتمر الحج يعد اختياراً موفقاً، فهو موضوع الساعة يعالج إن شاء الله قضايا ملحة ويجلي بإذن الله رحمة الإسلام لكل العوالم على اختلاف أجناسها وألوانها".
* مفتي السعودية: المملكة خير أنموذج لمظهر اليسر وانتهاج منهج الوسطية الإسلامية
* الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يؤصل في كلمته للمؤتمرين مفهوم الرحمة والسعة في الإسلام
* د.العيسى: محك السلوك في قيم الرحمة والسعة يكشف مستوى استيعابها ومصداقية العمل بها
* أمين الرابطة: السعةُ أصل ثابت في الإسلام
* مدير جامعة القرآن الكريم بالسودان يدعو لتأسيس مجتمع التآخي
* المؤتمر يدعو لإنشاء منصة تنشر القيم الإسلامية من خلال مؤسسات تعليمية تربوية
مكة المكرمة - كمال إدريس
أكد البيان الختامي لمؤتمر رابطة العالم الإسلامي في منى، بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان "مفهوم الرحمة والسعة فـي الإسلام"، "ضرورة تطوير آليات ووسائل وأساليب الخطاب الديني مع المحافظة على ثوابت الهوية، بما يراعي فوارق الزمان والمكان والأحوال، ويتلاءم مع راسخ الإسلام، ويعالـج مشكلات المجتمعات المعاصرة"، داعياً إلى "إنشاء منصة تنشر القيم الإسلامية من خلال مؤسسات تعليمية تربوية".
وذكر البيان الختامي للمؤتمر الذي اختتم بمشاركة 500 عالم ومفكر مثلوا علماء الأمة الإسلامية من 76 دولة حول العالم، أن "الإسلام برحمته الواسعة والشاملة وتجربته الحضارية الفريدة ومرونته الـمشروعة، يـنسجم زماناً ومكاناً ويـتعايش ويـتعاون مع الجميع بشهادة واقعات التاريخ الموثقة لا المنتحلة على الإسلام والمسلمين"، موصياً "بإبراز جوانب الرحمة والسعة في الإسلام، وذلك بالتصدي لكل من ضيق على الناس في دينهم ومعاشهم، وكل من فتن بعضهم ببعض بفاسد أفكاره ومتطرف أقواله وأفعاله، فأشاع العداوة والبغضاء والكراهية".
ورفع المشاركون في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي في منى الذي حمل عنوان "مفهوم الرحمة والسعة فـي الإسلام"، "أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي، صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، على ما يسر الله لهما من تقديم خدمات إسلامية جليلة للأمة وقضاياها، وللحرمين الشريفين وقاصديهما"، مشيدين "بالرعاية الكريمة والخدمات المتميـزة المقدمة لحجاج بيت الله الحرام من كافة القطاعات الحكومية، الأمر الذي سهل على ضيوف الرحمن أداء نسكهم في أجواء عامرة بالأمن والإيمان والسكينة والاطمئنان في يسر وسهولة".
وأكد المؤتمر في توصياته على "ضرورة تطوير آليات ووسائل وأساليب الخطاب الديني مع المحافظة على ثوابت الهوية، بما يراعي فوارق الزمان والمكان والأحوال، ويتلاءم مع راسخ الإسلام، ويعالـج مشكلات المجتمعات المعاصرة".
ودعا المؤتمر، "لإقرار مادة القيم الإسلامية والمشتركات الإنسانية كمتطلب أكاديمي لجميع التخصصات في الجامعات العربية والإسلامية"، مشدداً على "ضرورة تشـجيع البحوث والدراسات الـتي تؤصل لمبدأ الرحمة والسعة فـي الإسلام وتبـرز أهميته، وتسعى للتعريف به ونشره"، لافتاً إلى أن "الرحمة والسعة هما الميزتان الأكثر تأثيراً في الأحكام الإسلامية، وبها أصبحت منظومته الأخلاقية مختلفة تماماً عن المنظومة النفعية".
وذكر المؤتمر أن "الإسلام برحمته الواسعة والشاملة وتجربته الحضارية الفريدة ومرونته الـمشروعة، يـنسجم زماناً ومكاناً ويـتعايش ويـتعاون مع الجميع بشهادة واقعات التاريخ الموثقة لا المنتحلة على الإسلام والمسلمين"، موصياً "بإبراز جوانب الرحمة والسعة في الإسلام، وذلك بالتصدي لكل من ضيق على الناس في دينهم ومعاشهم، وكل من فتن بعضهم ببعض بفاسد أفكاره ومتطرف أقواله وأفعاله، فأشاع العداوة والبغضاء والكراهية".
وشدد المؤتمر على "ضرورة بيان أن بعض مظاهر الانفلات والفوضى المنتجة للقسوة والتشدد الـتي تعتـري بعض بلدان الأمة المسلمة في الوقت الحاضر لا تعبـر عن تراثها الأصيل وتاريخها الحضاري الـممتد"، مناشداً وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة بأن "ينتجوا ويبثوا برامج نوعية تهدف لتعزيز قيمة الرحمة في الإسلام وإبرازها ودعوة العلماء والمتخصصين إلى إنتاج مواد إعلامية عن قيم الرحمة والسعة في الإسلام لتعزيز حضورها التطبيقي في متلازمة سلوكية".
وكان المؤتمر الذي افتتحه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى انطلقت فعالياته بكلمة لمفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قال فيها إن "الإسلام دين اختاره الله ليكون خاتمة الأديان السماوية وأشملها وأجمعها لمعاني الخير والإحسان والرحمة واليسر والسماحة والسعة للناس أجمعين، ولما جعل الله هذا الدين دين البشرية جمعاء إلى القيامة، جعل هذا الدين صالحاً لكل زمان ومكان ولمختلف البيئات والبلدان وفي جميع الأمصار والأقطار".
وتابع مفتي السعودية أن "من السمات التي جعلت هذا الدين صالحاً لكل زمان ومكان ومقبولاً عند الناس على مر الزمان، أنه دين الرحمة واليسر والسماحة، ليس فيه تشديد، ولا تعسير، ولا تعنيت، بل رسالة اتسمت بالبشارة والتيسير والرحمة، حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدين بأنه يسر، ونهى عن التشديد فيه".
ورأى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن "الاختلاف في العادات والبيئات له أثره حتى في اجتهاد الفقهاء بناء على مراعاة كل فقيه لعوائد القوم الذي عاش بينهم، فأفتى بموجبها ومقتضاها مادام لا تخالف نصاً من كتاب أو سنة، ولا تنقض حكماً شرعياً، فاختلفت الاجتهادات والفتاوى بين الفقهاء المجتهدين بسبب ذلك، وغير ذلك من أوجه ومظاهر اليسر والسعة في الإسلام، والتي لا تخفى على البصير واللبيب والناظر المنصف في شريعة الإسلام وأحكامها وأصولها وقواعدها".
وأكد مفتي السعودية أن "من مظاهر رحمة الإسلام وسعته هي المعاملة الحسنة مع أهل الكتاب الذين اختاروا البقاء في بعض ديار المسلمين، أو الذين دخلوها بعهد وأمان، فإنهم قد عاشوا في ظل دولة الإسلام آمنين مطمئنين، يتمتعون بحقوقهم، ويمارسون شؤون حياتهم بكل يسر وسهولة، وقد حفظ لهم الإسلام دماءهم، وأموالهم، وأعراضهم، والمملكة خير أنموذج لمظهر اليسر وانتهاج منهج الوسطية الإسلامية، حيث كانت قبلة لجميع المسلمين، بل ولغير المسلمين ممن دخل في عهد الدولة وأمانها ليعيشوا على أرضها ويمارسوا أعمالهم بكل أمان واطمئنان وراحة بال".
وثمن مفتي السعودية في ختام كلمته "جهود المؤتمر المبارك للخروج بنتائج إيجابية ومرضية"، كما شكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، وسائر العاملين في إدارات ومكاتب رابطة العالم الإسلامي، والمشاركين في هذا المؤتمر من علماء ومشايخ وباحثين على مشاركاتهم العلمية وأبحاثهم القيمة التي أثرت محاور هذا المؤتمر، وموضوعاته المختلفة.
بعد ذلك ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمة رحب فيها باسم رابطة العالم الإسلامي بالحضور العلمي والفكري، مضيفاً أن "محك السلوك في قيم الرحمة والسعة يكشف مستوى استيعابها ومصداقية العمل بها"، مضيفاً أن "السعة أصل ثابت وقيمة عليا في الإسلام، قيدها البعض "جهلاً أو غلواً" بالضرورة أو الحاجة، حتى احتاط للحرام دون الحلال، فكان التضييق والعنت".
وقد تتابعت جلسات محاور المؤتمر حيث أوضح مدير جامعة القرآن الكريم بالسودان د. أحمد سعيد سلمان أنه "مما يناسب هذا المقام أن أقول شيئاً في حق هذه المملكة وفي حق رابطة العالم الإسلامي، وهو التقدير مع الدعاء بالتوفيق والتأييد لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والتقدير للشعب السعودي الأصيل على بذل الكثير لضيوف الرحمن وهم يؤدون نسكهم في سهولة ويسر، والتقدير لرابطة العالم الإسلامي وأمينها العام".
وتابع قائلاً "لقد رأينا هذه الرابطة في أصقاع الدنيا. هذا العمل الكبير لم يأت من فراغ وله دلالات عدة. الدلالة الأولى هي صدق النية وإخلاص العمل لله عز وجل، والثانية هي الرؤية الواضحة للمنظمة والقائمين عليها في بلوغ أهدافها وآمالها، والثالثة هي النهج العلمي في التخطيط، والرابعة هي الإرادة والتوكل على الله عز وجل، والدلالة الخامسة هي الهمة العالية للقائمين على هذه المنظمة، الذين يحملون النفس حملاً إلى غاية كمالها من العلم والعمل".
ودعا مدير جامعة القرآن الكريم إلى "تأسيس مجتمع الرحمة والتآخي بإشاعة قيمة الرحمة في المجتمع وإغاثة المنكوبين والملهوفين".
فيما تحدث الاستاذ الدكتور هارون الرشيد أيوب عميد كلية أصول الدين بالجامعة العالمية الإسلامية في إسلام آباد منوهاً "بفكرة المؤتمر"، مشيراً إلى أن "الأصل في معاملة الإسلام لسائر الناس هو الرحمة والإحسان، وذلك لأن الله عز وجل حصر علة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم في الرحمة وجعلها شاملة للعالمين وليست خاصة بالمسلمين وحدهم، وليأمر المؤمنين بفعل البر والقسط لمن لم يتقدم إليهم بعداوة في الدين أو إخراج من الديار، بل دعاهم إليه بذكره أنه يحب المقسطين".
وختم كلمته "بالتعبير عن تقديره للجهود العظيمة التي تشكر عليها المملكة وتشكر عليها الرابطة بقيادة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى"، قائلاً إن "جمهورية باكستان الإسلامية بصفة عامة والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد بصفة خاصة تستفيد وتقتدي بهذه الجهود القيمة".
كما تحدث د.محمد بلحسان رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة ابن طفيل بالمغرب قائلاً إنه "لما أشرق نور الإسلام تجلى عصر الرحمة، وأظل زمن الرأفة والرقة، فتحررت الإنسانية من سلطان القسوة والغلظة".
ولفت إلى إن "الناظر في المصدرين الأصليين للإسلام "القرآن والسنة"، ومصادر التشريع عموماً، وتاريخ الأمة، وفكرها، وثقافتها، وآدابها، وعادتها، وتقاليدها، يجد الرحمة حاضرة ومسيطرة على مفاصل الثقافة والفكر الإسلاميين، لا تغيب عنهما في أي مجال من مجالات الحياة".
وختم د.بلحسان محوره بأن "اختيار رابطة العالم الإسلامي لموضوع الرحمة والسعة في الإسلام لمؤتمر الحج يعد اختياراً موفقاً، فهو موضوع الساعة يعالج إن شاء الله قضايا ملحة ويجلي بإذن الله رحمة الإسلام لكل العوالم على اختلاف أجناسها وألوانها".