واشنطن - نشأت الإمام

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين أن "بلاده توصلت لاتفاق مع المكسيك" بعد محادثات مثيرة للجدل حول إعادة صياغة اتفاق "نافتا" للتبادل الحر في أمريكا الشمالية.

وذكر ترامب أنه "سيتم إلغاء اتفاقية "نافتا" من أجل تحديث اتفاقية أمريكا الشمالية"، معتبراً أن " لـ "نافتا" دلالات سيئة".

وقال الرئيس الأمريكي للصحافيين في المكتب البيضاوي "أنه يوم عظيم للتجارة، أنه يوم مهم بالنسبة لبلادنا".

وشكك ترامب في ما إذا كانت كندا ستصبح طرفاً في اتفاقية التجارة الجديدة، قائلاً "سنرى ما إذا كانت كندا يمكن أن تكون جزءاً من الصفقة". وقال إن "الدولتين ستبدآن الحديث قريباً".

وذكر ترامب إنه "يعتزم إنهاء اتفاقية "نافتا" الحالية والمضي قدماً في الاتفاق الجديد الناشئ مع المكسيك".

ويرى المراقبون أنه إذا تم استبعاد كندا، فإن ذلك من شأنه أن يحدث تحولًا كبيرًا في السياسة التجارية الأمريكية، والتي استرشدت بها اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية خلال ربع القرن الماضي.

وسيحتاج ترامب إلى الكونغرس للموافقة على تفكيك الاتفاق الثلاثي الأطراف، وهي الخطوة التي من المرجح أن تعارضها في الكونجرس.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن "الإدارة تعتزم إخطار المشرعين بالاتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك، حتى لو لم تكن كندا على متنها".

وذكر المسؤول أنه "من الناحية المثالية أن تضم الاتفاقية الجديدة كندا، إذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف نبلغ بأن لدينا اتفاقية ثنائية وأن كندا مرحب بها للانضمام، ونعتقد أن ذلك يفي بمتطلبات النظام الأساسي".

وقال ترامب إنه "يريد أن يطلق على الاتفاقية الجديدة اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك"، قائلا "أعتقد أنه اسم أنيق".

وذكر الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتايزر في جلسة في المكتب البيضاوي، إنه "إذا تمكنوا من التوصل إلى اتفاق مع كندا بحلول نهاية الأسبوع، فسيبلغ الكونغرس الجمعة بأنه تم استكمال صفقة محدثة".

ومن المقرر أن يبدأ العد التنازلي لتوقيع الاتفاقية الجديدة خلال نحو 90 يوما أي بحلول نهاية نوفمبر.

ويمثل هذا الإعلان أهم تطور في المحادثات التي دارت طوال العام حول إصلاح اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، والتي وصفها ترامب بأنها "كارثة" وهدد مرارا بالخروج منها.

لكن المفاوضين يواجهون عددا من العقبات الرئيسة قبل إتمام الصفقة.

وكندا لم تشارك في محادثات "نافتا" منذ يوليو حيث عملت الولايات المتحدة والمكسيك لوحدهما في صياغة الاتفاق. وسيحتاج المفاوضون الكنديون إلى التوقيع من أجل استكمال إصلاحات اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" التي تشمل البلدان الثلاثة.

وقال ترامب إن "كندا يمكن أن تصبح جزءا من اتفاق الدول الثلاث إذا تفاوضوا بطريقة عادلة".

ويقول المسؤولون الكنديون إنهم يتوقون لبدء المحادثات مع الولايات المتحدة ، ومن المتوقع أن تبدأ تلك المناقشات على الفور.

وقال الرئيس انه سيتحدث في وقت لاحق الاثنين مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

لكن ترامب الذي انتقد تكتيكات التفاوض في أوتاوا والتعريفات المرتفعة على بعض السلع الأمريكية، قال إنه "سيعاقب كندا بتعريفات السيارات إذا ما قاموا بالمناورة".

وتابع ترامب "مع كندا، بصراحة، أسهل ما يمكن أن نفعله هو فرض تعرفة على سياراتهم".

وأضاف"إنها كمية هائلة من المال". وذكر ترامب أن "كندا يمكن أن تصبح جزءا من اتفاق الدول الثلاث إذا تفاوضوا بطريقة عادلة".

ويضع الرئيس الأمريكي تعديل اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية هدفا أساسيا ضمن استراتيجيته التجارية المتشددة، وقد هدد مرارا بإلغائه برمّته.

وبعد عام من المفاوضات الشاقة لانقاذ اتفاق عمره 25 عاما كان وصفه ترامب بأنه "كارثي"، تبدو الولايات المتحدة والمكسيك على وشك إحراز تقدم يتيح انضمام كندا للمفاوضات.

وفي وقت سابق، كتب ترامب على "تويتر" أن "علاقتنا مع المكسيك تتعزز من ساعة الى اخرى. اشخاص جيدون جدا في الحكومتين السابقة والجديدة، الجميع يعملون معا في شكل جيد. ان اتفاقاً تجارياً كبيراً مع المكسيك قد يولد في وقت وشيك".

وتلت تغريدته إيجابية مماثلة أبداها وزير الاقتصاد المكسيكي إيلديفونسو غواخاردو الذي قال الجمعة إن اللقاءات الثنائية مع الولايات المتحدة تشهد توافقاً "إلى حد بعيد".

ولدى توجهه للمشاركة في جلسة محادثات حول الاتفاق نوّه غواخاردو السبت بـ"تفاؤل" الرئيس الأمريكي.

وقال وزير الاقتصاد المكسيكي "أعتقد أنه سيمكننا تأكيد الأمر بناء على ما سيحصل اليوم"، وتابع غواخاردو "لكنني أكرر ما قلته سابقا أننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق"، مضيفا أن "اليوم سيكون يوما مهما".

ومنذ أكثر من شهر، يتنقل غواخاردو ووزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي بين مكسيكو وواشنطن للقاء الممثل الامريكي للتجارة روبرت لايتايزر سعيا لتذليل العقبات الرئيسية أمام التوصل لاتفاق ولا سيما القوانين المتعلقة بقطاع السيارات، قبل انقضاء شهر أغسطس.

من جهته اكتفى فيديغاراي بوصف تعليق ترامب بأنه "مثير للاهتمام".

والأربعاء الماضي قالت وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند إن "التفاؤل الذي عبرت عنه المكسيك والولايات المتحدة مشجع"، وأبدت استعدادها للانضمام إلى المفاوضات فور انتهاء المحادثات الثنائية.

ورفض غواخاردو في وقت سابق تحديد المواضيع التي ما زال يتحتم بحثها مع الولايات المتحدة، مكتفيا بالقول إنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في أي لحظة.

وأشار وزير الاقتصاد المكسيكي إلى أن العقبة الرئيسية في وجه التوصل إلى اتفاق هي "بند الانقضاء" الذي يفرض معاودة المصادقة على الاتفاقية التجارية كل خمس سنوات.

وقال غواخاردو "يجب ضمان أن يكون الجميع مرتاحاً للاتفاق".

وأكد خيسوس سيادي وهو مستشار اقتصادي للرئيس المكسيكي المنتخب أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، شارك في قسم من المفاوضات، "إزالة" بند الانقضاء ووضع بدائل أخرى قيد البحث.

وقال سيادي "لم يعد مطروحاً ما اقترحته الولايات المتحدة، بل مقاربة تقوم على تقييم مستقبلي واستمرارية"، معرباً بدوره عن التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق.

ووصف سيادي ترامب بأنه "رجل يعجبني جداً أسلوبه"، مضيفاً "أعتقد أن "تفاؤله" يعكس الواقع، أعتقد أننا نبلي حسناً".

وتسعى الولايات المتحدة والمكسيك لتوقيع اتفاق جديد قبل تسليم الرئيس المكسيكي انريكيه بينيا نييتو السلطة رسميا إلى خلفه لوبيز أوبرادور في 1 ديسمبر. ويتعين إبلاغ الكونغرس الأمريكي بالاتفاقية الجديدة قبل 90 يوماً من تاريخ توقيع النسخة النهائية.

وبدأت اللقاءات بين غواخاردو ولايتايزر نهاية يوليو بعد توقف المفاوضات الثلاثية في مايو.