من واقع خبرة إدارية ممتدة طوال عقدين، لدي رصيد كبير من الحالات والقصص التي مرت علي، إما كنت طرفاً معنياً فيها، أو نمت لعلمي من أفراد مروا بها، أو اطلعت عليها في تجارب الغير.
علم الإدارة كبير ومتشعب، كتب بشأنه ملايين الكتب والأطروحات، وكلها تتفق في أشياء ثابتة، باعتبار هذا العلم هو «فن» بحد ذاته، فن معني بإدارة البشر وبأذكى الطرق وأبسطها، والشيء الآخر المشترك، هو الكم الكبير من النظريات التي تطرح بأسلوب «وصفات التعامل» مع الحالات المختلفة، سواء في واقع العمل أو مع البشر.
الخطورة في هذا العلم تحديدا، هو التمسك بالنظريات فقط، من ناحية إعادة سردها والحديث عنها وتكرارها على الأسماع، دون أن يتم تطبيقها على الواقع، والاستفادة منها.
لست ملزماً اليوم بـ«حفظ» مئات الآلاف من التوصيات والوصفات الإدارية حتى تطبقها كلها في عملك، خاصة لو كنت في موقع الإدارة، لأن حفظها أصلاً شيء مستحيل ويعجز عنه الجميع. لكن المهم أن تنتقي وتبحث عن أفضل الممارسات والأساليب وتختصرها في نقاط محددة، أهمها تكون معنية بـ«فن التعامل مع البشر» لأن الإدارة في الأساس تقوم على هؤلاء البشر، هم العنصر الأساسي، وهم العنصر المؤثر والحاكم في نجاح العمل أو فشله.
كثير من المسؤولين، حتى لو امتلك سيرة ذاتية ضخمة، ومر بتجارب عديدة، وحصل على شهادات متقدمة، إلا أنك تجده في عملية الإدارة ضعيفاً جداً. بعضهم «يحفظ» كثيراً من النظريات، لكن عند التطبيق لا تجد تطبيقاً لجزئية من هذه النظريات. بعضهم للأسف يتخبط في اتخاذ القرارات، وتصعب عليه عمليات «إدارة الأزمات»، ومع إدارة البشر تجده يتعامل كما المحارب في المعركة، لابد وأن ينتهي به المطاف لإسقاط قتلى وجرحى.
الخبرة لها دور كبير في عمليات الإدارة، وقد تطغى بشكل كبير على حفظ النظريات والإطلاع على العلوم الإدارية، لأن الفيصل في الموضوع ليست تنمية المدارك والتحول لـ«موسوعة علمية إدارية» متنقلة، بل الفيصل هو تطبيق أفضل الممارسات واقعاً على الأرض. لذلك نقول دائماً بأن الحديث عن النظريات، وعن تفاصيلها، وعن أفضل الممارسات، كلها أمور يبرع فيها من يقوم بدور المحاضر أو المدرب، بينما الواقع العملي يحتاج لمنفذين على أعلى مستوى لهذه المبادئ والأسس، أكرر نحتاج «منفذين» ولا نحتاج «أجهزة تسجيل».
تستمتع جداً حين تجلس مع مسؤول له باعه الطويل في الإدارة، حينما يحدثك عن النظريات لكنه في نفس الوقت يقرنها بواقع عملي تحقق بموجبها، والأفضل أن يكون هو صاحب التطبيق وقصة النجاح، هنا يكون الإقناع على أعلى مستوى، ويمكنك بالتالي تحقيق الاستفادة الحقيقية.
أما الاستماع للتنظير وسرد النظريات، والانسياق وراء كثير من القصص الإدارية التي تنشر هنا وهناك، ويتضح أن كثيراً منها ليس حقيقياً البتة، بل قصص من نسج الخيال، نسجها من يريدون الوصول لإثبات نقطة معينة، وبالرهان على أن الناس تصدق فوراً قصص النجاح الجميلة، لأنهم يعانون من قصص فاشلة في المقابل. الاستماع لهؤلاء دون أن تجد لهم إنجازاً فعلياً في إدارة البشر، أو أمثلة حية تثبت وتؤكد نجاحهم في تحقيق الإدارة الصالحة الفعالة، فهو ليس سوى تضييع وقت لا أكثر. لابد وأن تحذر أيها المسؤول، خاصة الجديد الذي تولي مسؤولية معنية بإدارة البشر في وقت قريب ويسعى للنجاح في إدارته. لا تنغمس في النظريات بحيث تغفل عن معرفة قصص النجاح الإداري التي طبق أصحابها هذه النظريات فعلاً قبل أن يروجوا لها قولاً. وهنا احذر من التحول للنوع الثاني، من يشحن رؤوس الناس بالكلام المثالي وأفعاله تدخل في تصنيف «تعذيب البشر» و«الفساد الإداري».
حينما تنصلح الإدارة، وتكون قائمة على النجاح الفعلي في تطبيق النظريات المجربة والمثبة في هذا العلم، حينها ستجد الموظفين «الأسوياء» هم من يشيدون بحسن هذه الإدارة، وأشرت لـ«الأسوياء» هنا، لأن لدينا أيضاً مجموعات و«جوقات» من الموظفين مصنفون كـ«حاشية» و«بطانة» قد يضللون المجتمع وكثيرا من البشر، حينما يهللون بـ«نفاق» و«تملق» لمسؤولين ليصنعوا منهم نماذج «خرافية» في الإدارة، بينما الواقع يقول العكس تماماً.
لكل مسؤول قديم أو جديد، الإدارة فن وذكاء وتراكم خبرات إيجابية، ولم تكن يوماً الإدارة عكس ذلك، لأن العكس لا يخرج عن سياق الديكتاتورية وظلم البشر وهضم الحقوق والفشل في نهاية المطاف.
علم الإدارة كبير ومتشعب، كتب بشأنه ملايين الكتب والأطروحات، وكلها تتفق في أشياء ثابتة، باعتبار هذا العلم هو «فن» بحد ذاته، فن معني بإدارة البشر وبأذكى الطرق وأبسطها، والشيء الآخر المشترك، هو الكم الكبير من النظريات التي تطرح بأسلوب «وصفات التعامل» مع الحالات المختلفة، سواء في واقع العمل أو مع البشر.
الخطورة في هذا العلم تحديدا، هو التمسك بالنظريات فقط، من ناحية إعادة سردها والحديث عنها وتكرارها على الأسماع، دون أن يتم تطبيقها على الواقع، والاستفادة منها.
لست ملزماً اليوم بـ«حفظ» مئات الآلاف من التوصيات والوصفات الإدارية حتى تطبقها كلها في عملك، خاصة لو كنت في موقع الإدارة، لأن حفظها أصلاً شيء مستحيل ويعجز عنه الجميع. لكن المهم أن تنتقي وتبحث عن أفضل الممارسات والأساليب وتختصرها في نقاط محددة، أهمها تكون معنية بـ«فن التعامل مع البشر» لأن الإدارة في الأساس تقوم على هؤلاء البشر، هم العنصر الأساسي، وهم العنصر المؤثر والحاكم في نجاح العمل أو فشله.
كثير من المسؤولين، حتى لو امتلك سيرة ذاتية ضخمة، ومر بتجارب عديدة، وحصل على شهادات متقدمة، إلا أنك تجده في عملية الإدارة ضعيفاً جداً. بعضهم «يحفظ» كثيراً من النظريات، لكن عند التطبيق لا تجد تطبيقاً لجزئية من هذه النظريات. بعضهم للأسف يتخبط في اتخاذ القرارات، وتصعب عليه عمليات «إدارة الأزمات»، ومع إدارة البشر تجده يتعامل كما المحارب في المعركة، لابد وأن ينتهي به المطاف لإسقاط قتلى وجرحى.
الخبرة لها دور كبير في عمليات الإدارة، وقد تطغى بشكل كبير على حفظ النظريات والإطلاع على العلوم الإدارية، لأن الفيصل في الموضوع ليست تنمية المدارك والتحول لـ«موسوعة علمية إدارية» متنقلة، بل الفيصل هو تطبيق أفضل الممارسات واقعاً على الأرض. لذلك نقول دائماً بأن الحديث عن النظريات، وعن تفاصيلها، وعن أفضل الممارسات، كلها أمور يبرع فيها من يقوم بدور المحاضر أو المدرب، بينما الواقع العملي يحتاج لمنفذين على أعلى مستوى لهذه المبادئ والأسس، أكرر نحتاج «منفذين» ولا نحتاج «أجهزة تسجيل».
تستمتع جداً حين تجلس مع مسؤول له باعه الطويل في الإدارة، حينما يحدثك عن النظريات لكنه في نفس الوقت يقرنها بواقع عملي تحقق بموجبها، والأفضل أن يكون هو صاحب التطبيق وقصة النجاح، هنا يكون الإقناع على أعلى مستوى، ويمكنك بالتالي تحقيق الاستفادة الحقيقية.
أما الاستماع للتنظير وسرد النظريات، والانسياق وراء كثير من القصص الإدارية التي تنشر هنا وهناك، ويتضح أن كثيراً منها ليس حقيقياً البتة، بل قصص من نسج الخيال، نسجها من يريدون الوصول لإثبات نقطة معينة، وبالرهان على أن الناس تصدق فوراً قصص النجاح الجميلة، لأنهم يعانون من قصص فاشلة في المقابل. الاستماع لهؤلاء دون أن تجد لهم إنجازاً فعلياً في إدارة البشر، أو أمثلة حية تثبت وتؤكد نجاحهم في تحقيق الإدارة الصالحة الفعالة، فهو ليس سوى تضييع وقت لا أكثر. لابد وأن تحذر أيها المسؤول، خاصة الجديد الذي تولي مسؤولية معنية بإدارة البشر في وقت قريب ويسعى للنجاح في إدارته. لا تنغمس في النظريات بحيث تغفل عن معرفة قصص النجاح الإداري التي طبق أصحابها هذه النظريات فعلاً قبل أن يروجوا لها قولاً. وهنا احذر من التحول للنوع الثاني، من يشحن رؤوس الناس بالكلام المثالي وأفعاله تدخل في تصنيف «تعذيب البشر» و«الفساد الإداري».
حينما تنصلح الإدارة، وتكون قائمة على النجاح الفعلي في تطبيق النظريات المجربة والمثبة في هذا العلم، حينها ستجد الموظفين «الأسوياء» هم من يشيدون بحسن هذه الإدارة، وأشرت لـ«الأسوياء» هنا، لأن لدينا أيضاً مجموعات و«جوقات» من الموظفين مصنفون كـ«حاشية» و«بطانة» قد يضللون المجتمع وكثيرا من البشر، حينما يهللون بـ«نفاق» و«تملق» لمسؤولين ليصنعوا منهم نماذج «خرافية» في الإدارة، بينما الواقع يقول العكس تماماً.
لكل مسؤول قديم أو جديد، الإدارة فن وذكاء وتراكم خبرات إيجابية، ولم تكن يوماً الإدارة عكس ذلك، لأن العكس لا يخرج عن سياق الديكتاتورية وظلم البشر وهضم الحقوق والفشل في نهاية المطاف.