كم رقماً سرياً لديك؟ احسبهم. أهمهم الرقم السري للبريد الإلكتروني والأرقام السرية للبطاقات البنكية، والأرقام السرية للحسابات البنكية الإلكترونية. ثم الأرقام السرية للأجهزة الإلكترونية: الهواتف المحمولة، الحواسيب في العمل والمنزل. ثم الأرقام السرية للحسابات الإلكترونية والتطبيقات الإلكترونية المختلفة، عدا الأرقام السرية للخزائن مختلفة الاستخدامات هنا وهناك. وما ربما قد تسقط الذاكرة ذكره. ومع تكرار استخدام الرقم السري نفسه لأكثر من غرض قد تجد نفسك تمتلك ما لا يقل عن عشرة أرقام سرية.
عندما يفاجئني، صباحاً، جهاز الحاسوب في العمل، بأن الرقم السري للجهاز قد انتهت صلاحيته وأن علي أن أجدده: أشعر بأني أعجز عن إعادة تأليف رقم سري جديد بـ«معادلة يسهل تذكر تركيبتها». فأضطر أحياناً لتأليف أي رقم سري وكتابته في أي مذكرة حتى لا أنساه. وحين يباغتني حساب إلكتروني مهم مثل الحسابات البنكية أو حسابات العمل مع جهة رسمية، بأن علي تغيير الرقم السري، ينتابني الإحباط والغضب، خصوصاً إذا كنت في مكان أو في توقيت ضاغط، لأن علي تأليف رقم سري يتكون من ثمانية رموز متنوعة ما بين الأرقام والحروف الكبيرة والصغيرة، شريطة ألا يكون هذا الرقم قد استخدم سابقاً وألا يكون سهلاً!! ويزداد الأمر تعقيداً وضغطاً على الأعصاب إذا عجزت عن تذكر رقمك السري، وانخرطت في إجراءات «هل نسيت رقمك السري؟» التي تمر بإرسال شفرة خاصة على بريدك الإلكتروني، تمكنك من الشروع في إجراءات تغيير كلمة السر.
هذا الواقع الذي يغرد علينا صباح مساء بأننا نعيش عالماً مفتوحاً منفتحاً. وبأننا نتمتع بخدمات استثنائية تمكننا من إجراء عمليات، كانت معقدة سابقاً، ونحن نجلس على كراسينا في المنزل أو العمل...، هذا العالم لا تستطيع الدخول فيه دون أن تكون محصناً بعشرات الأرقام السرية، التي تحمي سلامة معلوماتك من العبث والتطفل، وتحمي خصوصية هويتك من الاختراق والسرقة! فبالقدر الذي تطورت فيه مجالات خدمتنا وراحتنا وسعادتنا، تطورت ـ كذلك ـ إمكانات الإضرار بنا وإيذائنا وسلب حقوقنا.
في السابق كانت «الشفرات السرية» علماً دقيقاً تستخدم فيه أجهزة خاصة لصناعة الشفرة ولفكها، وكان مقتصراً على المجالات العسكرية والاستخباراتية فقط. وحدها تلك المعلومات التي كان ينظر إليها أنها تحتاج تأميناً خاصاً. ثم صارت صناعة الرقم السري بسيطة وأقل تعقيداً وضرورية لكل معلوماتنا الشخصية. لقد صرنا مهمين كأشخاص كأي قضية عسكرية أو استخباراتية. تخيل لو أن أحداً تمكن من «فك» رقم حسابك لبطاقة الائتمان البنكية وسرقة مدخراتك النقدية إلكترونياً؟ تخيل لو أن أحداً تمكن من «فك» حسابك السري لأي برنامج تواصل اجتماعي وانتحل شخصيتك وبث معلومات وصور قد تسيء لك أو تضعك تحت طائلة المساءلة القانونية أو... الاستخباراتية؟!!
إننا نعود بذلك لمفهوم الأمن الذي يأخذ بالتطور قوة وتهديداً كلما تطورت هذه الحياة. فبقدر ما تحصل على مزايا عصرية بقدر ما عليك أن تؤمنها وتحافظ عليها، وبالقدر نفسه... تكون مهدداً بضرر أمني. إنها سمة العصر المعقدة. التي حولت أدمغتنا إلى لوحة مفاتيح نشطة طوال الوقت. وجعلتنا نقلق من الأشباح المعاصرين. أولئك الذين بإمكانهم اختراق بيوتنا وأجهزتنا دون كسر أبواب أو عبور أسوار. لذلك سنبقى نُدخل أرقامنا السرية، وننساها، ونعيد تأليفها من جديد.
عندما يفاجئني، صباحاً، جهاز الحاسوب في العمل، بأن الرقم السري للجهاز قد انتهت صلاحيته وأن علي أن أجدده: أشعر بأني أعجز عن إعادة تأليف رقم سري جديد بـ«معادلة يسهل تذكر تركيبتها». فأضطر أحياناً لتأليف أي رقم سري وكتابته في أي مذكرة حتى لا أنساه. وحين يباغتني حساب إلكتروني مهم مثل الحسابات البنكية أو حسابات العمل مع جهة رسمية، بأن علي تغيير الرقم السري، ينتابني الإحباط والغضب، خصوصاً إذا كنت في مكان أو في توقيت ضاغط، لأن علي تأليف رقم سري يتكون من ثمانية رموز متنوعة ما بين الأرقام والحروف الكبيرة والصغيرة، شريطة ألا يكون هذا الرقم قد استخدم سابقاً وألا يكون سهلاً!! ويزداد الأمر تعقيداً وضغطاً على الأعصاب إذا عجزت عن تذكر رقمك السري، وانخرطت في إجراءات «هل نسيت رقمك السري؟» التي تمر بإرسال شفرة خاصة على بريدك الإلكتروني، تمكنك من الشروع في إجراءات تغيير كلمة السر.
هذا الواقع الذي يغرد علينا صباح مساء بأننا نعيش عالماً مفتوحاً منفتحاً. وبأننا نتمتع بخدمات استثنائية تمكننا من إجراء عمليات، كانت معقدة سابقاً، ونحن نجلس على كراسينا في المنزل أو العمل...، هذا العالم لا تستطيع الدخول فيه دون أن تكون محصناً بعشرات الأرقام السرية، التي تحمي سلامة معلوماتك من العبث والتطفل، وتحمي خصوصية هويتك من الاختراق والسرقة! فبالقدر الذي تطورت فيه مجالات خدمتنا وراحتنا وسعادتنا، تطورت ـ كذلك ـ إمكانات الإضرار بنا وإيذائنا وسلب حقوقنا.
في السابق كانت «الشفرات السرية» علماً دقيقاً تستخدم فيه أجهزة خاصة لصناعة الشفرة ولفكها، وكان مقتصراً على المجالات العسكرية والاستخباراتية فقط. وحدها تلك المعلومات التي كان ينظر إليها أنها تحتاج تأميناً خاصاً. ثم صارت صناعة الرقم السري بسيطة وأقل تعقيداً وضرورية لكل معلوماتنا الشخصية. لقد صرنا مهمين كأشخاص كأي قضية عسكرية أو استخباراتية. تخيل لو أن أحداً تمكن من «فك» رقم حسابك لبطاقة الائتمان البنكية وسرقة مدخراتك النقدية إلكترونياً؟ تخيل لو أن أحداً تمكن من «فك» حسابك السري لأي برنامج تواصل اجتماعي وانتحل شخصيتك وبث معلومات وصور قد تسيء لك أو تضعك تحت طائلة المساءلة القانونية أو... الاستخباراتية؟!!
إننا نعود بذلك لمفهوم الأمن الذي يأخذ بالتطور قوة وتهديداً كلما تطورت هذه الحياة. فبقدر ما تحصل على مزايا عصرية بقدر ما عليك أن تؤمنها وتحافظ عليها، وبالقدر نفسه... تكون مهدداً بضرر أمني. إنها سمة العصر المعقدة. التي حولت أدمغتنا إلى لوحة مفاتيح نشطة طوال الوقت. وجعلتنا نقلق من الأشباح المعاصرين. أولئك الذين بإمكانهم اختراق بيوتنا وأجهزتنا دون كسر أبواب أو عبور أسوار. لذلك سنبقى نُدخل أرقامنا السرية، وننساها، ونعيد تأليفها من جديد.