ابتعاد المعلم عن العمل السياسي في المدرسة هو الطبيعي، وإبعاده عنه مسؤولية الجهات ذات العلاقة بالتعليم، فدور المعلم هو تعليم الطلبة محتوى المنهج الدراسي، وهم في كل الأحوال ليسوا المساحة التي يمكنه أن يشتغل فيها لو كانت له بالسياسة علاقة، فالمدرسة مهمتها تدريس الأبناء المنهج المقرر الذي به تتحقق مجموعة من الأهداف المحددة مسبقا وتنتج مواطنين صالحين وقادرين على خدمة الوطن والارتقاء بالمجتمع.
في السنوات السابقة تبين نتاج انحراف بعض المعلمين وانكشف جانب من الذي كانوا يقومون به في المدرسة سراً، وهذه حقيقة لم تعد خافية ويتوفر عليها ما يكفي من أدلة. بعض ذلك الانحراف كان سياسياً وبعضه مذهبياً. البعض منهم اعتبر أن من حقه برمجة أو إعادة برمجة عقول الطلبة بجعلهم يؤمنون بما يؤمن به ويتخذون المواقف ذاتها التي يتخذها، فعمل من أجل تحقيق هذا الهدف ونسي المهمة التي ظل يأخذ راتبه أجراً عليها.
هذه المسألة ينبغي الانتباه إليها من الآن وصاعداً، فليس هذا هو دور المعلم، فالمطلوب منه يختلف وهو في كل الأحوال بسيط ويتلخص في تدريس المنهج المقرر. لا يحق للمعلم أن يحول الحصة الدراسية إلى محاضرة يدخل من خلالها ما يشاء في عقول الطلبة، ولا يحق له استغلال أي جزء من اليوم المدرسي لمثل هذا الشيء، ولو حصل فإن على إدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم أن تمنعه وتحاسبه بل وتحيله إلى الجهات ذات العلاقة لأن ما يقوم به يدخل في باب خيانة الأمانة وفي باب الجريمة.
لا علاقة للمعلم بمذهب الطالب وعليه أن يحترمه لو كان على مذهب غير مذهبه، والأمر نفسه فيما يخص اختلاف الديانة، ولا علاقة للمعلم بأصل وفصل وجنسية الطالب ولا بظروف قدومه إلى البلاد، العلاقة بين المعلم والطالب علاقة تربية وتعليم، ولا مفر من التزامه بما يفترض أن يلتزم به وإلا حوسب. تفرغ المعلم لعمله وحرصه على الابتعاد عن كل ما يعكر صفو مهمته نتاجه الطبيعي تمكنه من تخريج طلبة ينفعون وطنهم ومجتمعهم ويرتقون بهما.
كل ما قد يفتح باباً سالباً ينبغي على المعلم أن يبتعد عنه، والأكيد أنه لا يستطيع مهما فعل أن يغير من إيمان الطالب في أي مرحلة من المراحل الدراسية بدينه ومذهبه الذي نشأ عليهما وفيهما ولا يستطيع أن يعيش بدونهما، ولا يستطيع أن يجعله يؤمن بالأفكار التي يؤمن هو بها لأنه ببساطة هناك أفكار تم تغذيته بها من قبل والديه وولاة أمره.
لم يأتِ الطالب إلى المدرسة ليغير دينه أو مذهبه أو ليؤمن بما يؤمن به معلمه وإنما أتى ليتعلم ما يعينه على مواجهة الحياة وصعوباتها ويتعلم كيف يفكر وكيف يواجه المشكلات ويحلها وكيف يخدم مجتمعه ووطنه.
في هذا السياق لعل من المناسب الاستشهاد بكلمة للصحافي إبراهيم بشمي عندما أسس صحيفة «الوقت» حيث ظل يكرر في كل حين بأن على الصحافي أن يضع ما يؤمن به من أفكار وما يتخذه من مواقف في درج السيارة ويقفل عليه جيداً قبل أن يدخل إلى مبنى الصحيفة، أي أن على الصحافي أن يتجرد من كل شيء ويعمل على تحقيق أهداف المؤسسة الصحافية التي يحصل على رزقه من خلالها وألا يسمح لأفكاره ومبادئه ومواقفه بأن تتحكم فيه وتؤذيه وتؤذي عمله.
هذا الأمر ينبغي أن يكون أساس العمل في المدرسة أيضاً والأساس الذي ينطلق منه المعلم، فيضع أفكاره وكل ما يؤمن به في درج السيارة أو في بيته ويدخل المدرسة من دونها وإلا فإن عليه أن يتحمل مسؤولية حرفه لمهمته وانحرافه عنها.
في السنوات السابقة تبين نتاج انحراف بعض المعلمين وانكشف جانب من الذي كانوا يقومون به في المدرسة سراً، وهذه حقيقة لم تعد خافية ويتوفر عليها ما يكفي من أدلة. بعض ذلك الانحراف كان سياسياً وبعضه مذهبياً. البعض منهم اعتبر أن من حقه برمجة أو إعادة برمجة عقول الطلبة بجعلهم يؤمنون بما يؤمن به ويتخذون المواقف ذاتها التي يتخذها، فعمل من أجل تحقيق هذا الهدف ونسي المهمة التي ظل يأخذ راتبه أجراً عليها.
هذه المسألة ينبغي الانتباه إليها من الآن وصاعداً، فليس هذا هو دور المعلم، فالمطلوب منه يختلف وهو في كل الأحوال بسيط ويتلخص في تدريس المنهج المقرر. لا يحق للمعلم أن يحول الحصة الدراسية إلى محاضرة يدخل من خلالها ما يشاء في عقول الطلبة، ولا يحق له استغلال أي جزء من اليوم المدرسي لمثل هذا الشيء، ولو حصل فإن على إدارة المدرسة ووزارة التربية والتعليم أن تمنعه وتحاسبه بل وتحيله إلى الجهات ذات العلاقة لأن ما يقوم به يدخل في باب خيانة الأمانة وفي باب الجريمة.
لا علاقة للمعلم بمذهب الطالب وعليه أن يحترمه لو كان على مذهب غير مذهبه، والأمر نفسه فيما يخص اختلاف الديانة، ولا علاقة للمعلم بأصل وفصل وجنسية الطالب ولا بظروف قدومه إلى البلاد، العلاقة بين المعلم والطالب علاقة تربية وتعليم، ولا مفر من التزامه بما يفترض أن يلتزم به وإلا حوسب. تفرغ المعلم لعمله وحرصه على الابتعاد عن كل ما يعكر صفو مهمته نتاجه الطبيعي تمكنه من تخريج طلبة ينفعون وطنهم ومجتمعهم ويرتقون بهما.
كل ما قد يفتح باباً سالباً ينبغي على المعلم أن يبتعد عنه، والأكيد أنه لا يستطيع مهما فعل أن يغير من إيمان الطالب في أي مرحلة من المراحل الدراسية بدينه ومذهبه الذي نشأ عليهما وفيهما ولا يستطيع أن يعيش بدونهما، ولا يستطيع أن يجعله يؤمن بالأفكار التي يؤمن هو بها لأنه ببساطة هناك أفكار تم تغذيته بها من قبل والديه وولاة أمره.
لم يأتِ الطالب إلى المدرسة ليغير دينه أو مذهبه أو ليؤمن بما يؤمن به معلمه وإنما أتى ليتعلم ما يعينه على مواجهة الحياة وصعوباتها ويتعلم كيف يفكر وكيف يواجه المشكلات ويحلها وكيف يخدم مجتمعه ووطنه.
في هذا السياق لعل من المناسب الاستشهاد بكلمة للصحافي إبراهيم بشمي عندما أسس صحيفة «الوقت» حيث ظل يكرر في كل حين بأن على الصحافي أن يضع ما يؤمن به من أفكار وما يتخذه من مواقف في درج السيارة ويقفل عليه جيداً قبل أن يدخل إلى مبنى الصحيفة، أي أن على الصحافي أن يتجرد من كل شيء ويعمل على تحقيق أهداف المؤسسة الصحافية التي يحصل على رزقه من خلالها وألا يسمح لأفكاره ومبادئه ومواقفه بأن تتحكم فيه وتؤذيه وتؤذي عمله.
هذا الأمر ينبغي أن يكون أساس العمل في المدرسة أيضاً والأساس الذي ينطلق منه المعلم، فيضع أفكاره وكل ما يؤمن به في درج السيارة أو في بيته ويدخل المدرسة من دونها وإلا فإن عليه أن يتحمل مسؤولية حرفه لمهمته وانحرافه عنها.