كل التحركات والأنشطة التي قام بها في الشهور الأخيرة أولئك المقيمون في الخارج والذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» باءت بالفشل، والسبب هو أنه في كل يوم تزداد أعداد الذين يقرون بصحة الخطوات التي اتخذتها الدولة والحكومة لحماية الوطن والحفاظ على المكتسبات ويتأكدون من أن ما قامتا به هو الحد الأدنى الذي يجب أن تقوما به لإنقاذ الوطن من الذي أريد به. البحرين لم تبالغ في ردة الفعل ولم تقسُ وإنما تعاملت مع ما جرى بواقعية، ولعل من الأمور التي لم ينتبه لها البعض الكثير هو أن البحرين حرصت على عدم تضرر العلاقات المجتمعية وإلا فإن السيطرة على أي تمرد مسألة ليست بالصعوبة المتخيلة. حرص الدولة والحكومة على الخروج بأقل الأضرار المجتمعية وحرصهما على ألا تتفتت تلك الأساسات التي هي الوجه الآخر للبحرين من الأمور التي جعلتهما يتريثان ويتعاملان مع الأحداث بطريقة مختلفة عن المتوقعة في مثل هذه الظروف.

لو أن ما حدث في البحرين في ذلك العام الكريه حدث مثله في إيران على سبيل المثال لتم التعامل معه بشكل مختلف ولتم الانتهاء من كل شيء في أيام معدودات، ولو أنه حدث في قطر لكانت النتيجة نفسها بدليل أن الكثير من القطريين اليوم قابعون في السجون فقط لأنهم عبروا عن عدم ارتياح من تصرفات النظام المختطف لبلادهم بالكامل، ولعل المثال الآخر الذي يؤكد هذه الحقيقة هو ما جرى في تركيا قبل عام أو أكثر حيث تم التعامل مع «شكوك» بطريقة سيدونها التاريخ في أحلك صفحاته، وهي الطريقة نفسها التي يتم التعامل بها حالياً في إيران بغية إخماد تحركات الشعب الإيراني الذي وصل حداً لم يعد بعده حد وينذر بالانفجار.

لو أن البحرين تعاملت مع ما جرى في ذلك العام بمثل ما تعاملت وتتعامل به إيران وتركيا وقطر ودول أخرى عديدة لانتهى كل شيء في غضون شهر أو حتى أيام ولما حدثت كل التطورات اللاحقة، لكن لأن البحرين حرصت على عدم تفكك المجتمع البحريني الذي عاش أفراده على الحلوة والمرة طوال السنين والعقود الماضيات لذا استغل البعض ذلك ولعله اعتقد في لحظة أن عدم حسمها للأمور بتلك الطريقة ضعف وقلة حيلة.

البحرين اهتمت أيضاً وهي تتعامل مع ما جرى بأمور أخرى مثل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ومثل التمسك بما وقعت عليه من معاهدات واتفاقيات دولية وحرصت على عدم انتهاك حقوق الإنسان الذي هو أساس المجتمع البحريني. ليس أسهل على دولة مثل البحرين من وضع حد لأي تمرد وليس أسهل من كسب مثل هذه المعركة، لكن البحرين لم تسلك هذا الطريق واختارت الطريق الآخر الذي وإن جاءت نتائجه متأخرة إلا أن المكاسب منه كثيرة، وهو ما يراه العالم كله اليوم حقيقة ماثلة، فالبحرين استقرت ومريدو السوء هزموا شر هزيمة ولم يعد لكل ما يقومون به في الساحات القليلة التي بقيت لهم في الخارج أي تأثير لا على الداخل ولا حتى على الذين لا يزالون مهووسين بالشعارات الفارغة.

اليوم تيقن العالم من أن الحق كان مع البحرين وأن الدولة والحكومة في البحرين تعاملتا مع ما جرى بالعقل والفطنة والحكمة وأنهما حرصتا على خروج الشعب بأقل الخسائر وعلى عدم تضرر المجتمع البحريني بل والخليجي أيضاً. حالة المجتمع البحريني اليوم دليل على صحة قرارات الدولة والحكومة في تلك السنة سيئة الذكر وعلى ما تتمتعان به من حكمة وبعد نظر. اليوم لم يعد لأولئك الذين وضعوا أيديهم في يد الأجنبي قدرة على فعل أي شيء، والدليل أن كل الذي فعلوه في الشهور الأخيرة على وجه الخصوص ضاع في الهواء.