انقطع التيار الكهربائي بشكل كامل عن المناطق الجنوبية والغربية في ليبيا منذ يومين، بعد انهيار محطات توليد الكهرباء التي تعرّضت لأضرار كبيرة نتيجة الاشتباكات المسلّحة الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس، الأمر الذي تسبب في وقف ضخ المياه من جهاز النهر الصناعي.
وعاش الليبيون الليلة الماضية في ظلام دامس، وأصيبت أغلب الخدمات بشلل تام، وترافق معه انقطاع مياه الشرب، بسبب انقطاع الكهرباء عن منظومة النهر الصناعي التي تدير شبكة المياه في ليبيا.
وعزت الشركة العامة للكهرباء في بيان لها، هذا الوضع إلى الاشتباكات الأخيرة التي دارت بين المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، والتي أدت إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة بخطوط التوزيع.
وأعلنت الشركة إصابة ستة خطوط توزيع نتيجة الضرب العشوائي بمناطق متفرقة في عين زارة، وخلة الفرجان، والقرقني، والسدرة، ووادي الربيع، وبئر الأسطى ميلاد، نتج عنه ضعف في مستوى أداء الشبكة ونقص المرونة التشغيلية، بعد مغادرة العاملين بدائرة توزيع "عين زارة" مكاتب عملهم، وهو ما انعكس "سلباً على مستوى الخدمات، وأدى ذلك إلى تأخرّ وتعذّر تنفيذ أعمال الصيانة والتشغيل بالسرعة الممكنة في عدد من المناطق".
وشهدت العاصمة طرابلس منذ الأسبوع الماضي، مواجهات دامية بين ميليشيات مسلحة تتنازع على السلطة، أدت إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً أغلبهم من المدنيين، وألحقت أضراراً جسيمة بالمؤسسات العامة والمنشآت الخاصة، قبل أن تتوقف منتصف الأسبوع الحالي بعد التوصلّ إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بإشراف البعثة الأممية إلى ليبيا.
ونتج عن انقطاع شبكة الكهرباء توقف إمدادات المياه خاصة للمناطق لغربية والعاصمة طرابلس، إذ أعلن جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي، في بيان السبت، أن عودة المياه إلى تدفقها الطبيعي يحتاج إلى ساعات، بعد تعرّض حقول آبار المياه بمنظومة الحساونه سهل الجفاره منذ الخميس إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي.