في مشهد عبقري من مسلسل «سجن النسا» وقفت نيلي كريم «غالية» أمام ضابط السجن توقع أوراق خروجها بعد قضاء مدة عقابها في جريمة قتل.
لاطفها الضابط قائلاً: مش عاوزين نشوفك هنا تاني يا غالية.
التفتت غالية إليه وهي تهم بالخروج من الباب، وقالت: «خليك فاكر يا باشا إني دخلت المرة الأولى هنا وأنا مظلومة»!! خرجت غالية من السجن لتنتقم من زوجها وعشيقته اللذين ورطاها في جريمة القتل زوراً.
وتمكنت فعلاً من العثور عليهما وقتلهما.. وعادت للسجن بجريمة قتل اقترفتها، هذه المرة، بنفسها فعلاً!!
مسلسل «سجن النسا» عرض عدة حالات لشخصيات نسائية تكرر دخولها للسجن لأسباب مختلفة.
إحداهن قبض عليها، خطأ، في ظروف اقتحام وكر دعارة.
وحين خرجت من السجن كانت أسرتها قد تبرأت منها ورفض جميع من كان يعرفها تقبلها والتعامل معها. فلم تجد سبيلاً إلى الانخراط في الدعارة، والتورط في قضايا قانونية في هذا الشأن والعودة للسجن عدة مرات.
شخصية أخرى في المسلسل كانت تتعمد العودة للسجن للحصول على فرص حياة أفضل في السكن والغذاء والعلاج من مرض الفشل الكلوي الذي لا تملك مالاً للتداوي منه.
وشخصيات عديدة كانت تخرج من السجن لتنتقم من الآخرين، فتعود مرة أخرى للسجن.
فكرة الخروج من السجن والعودة إليه، هي في حد ذاتها فكرة الوقوع في الخطأ والعودة إلى تكراره مرة أخرى.
لماذا نعود لتكرار أخطائنا؟!
قليلون هم الذين يعترفون بوقوعهم في الخطأ عمداً، وبتكرار نفس الأخطاء عمداً أيضاً.
لكن غالبية «المعترفين» يلجؤون إلى «التبريرية» التي توفر لهم الأعذار والحجج، التي تخلق عندهم إحساساً بالراحة النفسية.
«المبررون» يغرقون أنفسهم بأسباب الخطأ الأول والإكراهات التي تعرضوا لها.
ثم تتضخم عندهم أسباب «الخطأ الأول» التي تتزاوج وتتوالد وتنتج شعباً غفيراً من الإكراهات والأخطاء التي تجعل هذا الشخص يتعثر بالأخطاء في كل خطوة يخطوها، موهماً نفسه والآخرين بأنه مظلوم وبأنه ضحية لظروف متسلطة عليه.
ولكن.. كذلك، هناك من قد يرفضهم المجتمع لأسباب مختلفة، منها أسباب طبقية، أو لوقوعهم في جرم سابق.
ولا يجد هذا الإنسان «المرفوض» بُداً من مغادرة المجتمع «السوي» المترفع عنه، والاندماج في المجتمع «غير السوي» الذي سيفتح له ذراعيه بكل كرم.
نحن نقترف جرماً، أحياناً، ننبذ الآخرين ونطردهم من محيطنا تحت ذريعة الحفاظ على نقاء الجماعة.
هناك... خارج الجماعة ستتشكل جماعات عشوائية تحاصر الجماعة «النقية» وتعمل على اختراقها وتعكير نقائها.
علينا أن نوسع إنسانيتنا، وتقبلنا للآخرين.
علينا تفهم الكائنات البشرية غير «الذرائعية»، والأخذ بيدها لتعبر جسور الأزمات.
علينا أن نتعلم المغفرة والاحتواء.
فنحن لن نستفيد من انشقاق أهلنا وأصدقائنا والمحيطين بنا عنا.
بل سنخسر من أرصدتنا الإنسانية بشراً أرادوا أن يكونون جزءاً منا.. ولكننا خذلناهم.
لاطفها الضابط قائلاً: مش عاوزين نشوفك هنا تاني يا غالية.
التفتت غالية إليه وهي تهم بالخروج من الباب، وقالت: «خليك فاكر يا باشا إني دخلت المرة الأولى هنا وأنا مظلومة»!! خرجت غالية من السجن لتنتقم من زوجها وعشيقته اللذين ورطاها في جريمة القتل زوراً.
وتمكنت فعلاً من العثور عليهما وقتلهما.. وعادت للسجن بجريمة قتل اقترفتها، هذه المرة، بنفسها فعلاً!!
مسلسل «سجن النسا» عرض عدة حالات لشخصيات نسائية تكرر دخولها للسجن لأسباب مختلفة.
إحداهن قبض عليها، خطأ، في ظروف اقتحام وكر دعارة.
وحين خرجت من السجن كانت أسرتها قد تبرأت منها ورفض جميع من كان يعرفها تقبلها والتعامل معها. فلم تجد سبيلاً إلى الانخراط في الدعارة، والتورط في قضايا قانونية في هذا الشأن والعودة للسجن عدة مرات.
شخصية أخرى في المسلسل كانت تتعمد العودة للسجن للحصول على فرص حياة أفضل في السكن والغذاء والعلاج من مرض الفشل الكلوي الذي لا تملك مالاً للتداوي منه.
وشخصيات عديدة كانت تخرج من السجن لتنتقم من الآخرين، فتعود مرة أخرى للسجن.
فكرة الخروج من السجن والعودة إليه، هي في حد ذاتها فكرة الوقوع في الخطأ والعودة إلى تكراره مرة أخرى.
لماذا نعود لتكرار أخطائنا؟!
قليلون هم الذين يعترفون بوقوعهم في الخطأ عمداً، وبتكرار نفس الأخطاء عمداً أيضاً.
لكن غالبية «المعترفين» يلجؤون إلى «التبريرية» التي توفر لهم الأعذار والحجج، التي تخلق عندهم إحساساً بالراحة النفسية.
«المبررون» يغرقون أنفسهم بأسباب الخطأ الأول والإكراهات التي تعرضوا لها.
ثم تتضخم عندهم أسباب «الخطأ الأول» التي تتزاوج وتتوالد وتنتج شعباً غفيراً من الإكراهات والأخطاء التي تجعل هذا الشخص يتعثر بالأخطاء في كل خطوة يخطوها، موهماً نفسه والآخرين بأنه مظلوم وبأنه ضحية لظروف متسلطة عليه.
ولكن.. كذلك، هناك من قد يرفضهم المجتمع لأسباب مختلفة، منها أسباب طبقية، أو لوقوعهم في جرم سابق.
ولا يجد هذا الإنسان «المرفوض» بُداً من مغادرة المجتمع «السوي» المترفع عنه، والاندماج في المجتمع «غير السوي» الذي سيفتح له ذراعيه بكل كرم.
نحن نقترف جرماً، أحياناً، ننبذ الآخرين ونطردهم من محيطنا تحت ذريعة الحفاظ على نقاء الجماعة.
هناك... خارج الجماعة ستتشكل جماعات عشوائية تحاصر الجماعة «النقية» وتعمل على اختراقها وتعكير نقائها.
علينا أن نوسع إنسانيتنا، وتقبلنا للآخرين.
علينا تفهم الكائنات البشرية غير «الذرائعية»، والأخذ بيدها لتعبر جسور الأزمات.
علينا أن نتعلم المغفرة والاحتواء.
فنحن لن نستفيد من انشقاق أهلنا وأصدقائنا والمحيطين بنا عنا.
بل سنخسر من أرصدتنا الإنسانية بشراً أرادوا أن يكونون جزءاً منا.. ولكننا خذلناهم.