لندن - محمد المصري

حطم المنتخب الإنجليزي كل التوقعات في كأس العالم حين وصل للدور نصف النهائي، بعد تكهنات كانت تقول إنه لن يستطيع المرور حتى من دور الـ16.

لم تصل إنجلترا لنصف النهائي فحسب، بل أحرزت أهدافاً أكثر من أي منتخب آخر في البطولة قبل أن تودع على يد كرواتيا.

في كأس العالم استعادت إنجلترا الهوية الأهم وهي في قوتها في الكرات الثابتة، وكانت أهم سلاح لمرور إنجلترا لنصف النهائي، لكنها مع ذلك كشفت بعض أوجه العجز في صفوف المنتخب الإنجليزي.

الطبيعي في كرة القدم أن يكون الاعتماد على الكرات الثابتة أمراً ثانياً وليس رئيساً، فكرة القدم هي لعبة اللعب المفتوح من الأصل، ونسبة التسجيل من اللعب المفتوح أكثر من الكرات الثابتة.

لكن في كأس العالم وعلى مدار البطولة بأكملها، سددت إنجلترا 10 كرات فقط على مرمى المنافسين من اللعب المفتوح، 4 منهم أمام بلجيكا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

تدل الإحصاءات على قضية قديمة، فليس لإنجلترا تاريخ في إنتاج لاعبين مبدعين، وبينما يستحق ساوثغيت وطاقمه الإداري الفضل في العثور على طرق لاستخدام نقاط قوتهم في روسيا، فإن التحدي الآن هو تحسين نقاط ضعفهم الرئيسة.

***

غياب اللاعب المبدع

للتسجيل من اللعب المفتوح تحتاج للاعبين مبدعين خاصة في مركز صناعة اللعب، وفي الحقيقة فمنذ أسطورة التسعينات بول جاسكوين وإنجلترا لا تمتلك لاعب الوسط القادر على تحقيق الإضافة الهجومية.

في نهائيات كأس العالم، كان خط الوسط يتكون من هندرسون، ديلي علي وجيسي لينغارد، لا يوجد نقص في المواهب بينهم، لكن نقاط قوتهم تكمن في الدفاع أكثر من الهجوم.

***

البريميرليغ يوضح المعاناة

أكبر دلالة على افتقاد إنجلترا لصانع الألعاب المبدع الذي يوفر الفرص من اللعب المفتوح هو البريميرليغ نفسه.

ففي الموسم الماضي كان أفضل 5 لاعبين صناعة للفرص من اللعب المفتوح من دون الإنجليز، وهم هازارد، وأوزيل ودي بروين وإريكسن وسانشيز.

في الموسم الحالي وعندما يتعلق الأمر بالتمريرات الحاسمة، فإن الإنجليزي الوحيد الذي قدم أكثر من تمريرة حاسمة هو جيمس ميلنر، وقد اعتزل اللعب الدولي.

وقد وصف ساوثغيت سابقا آدم لالانا بأنه أكثر لاعبي إنجلترا إبداعاً، لكنه لم يلعب سوى 3 دقائق لليفربول هذا الموسم.

روبن لوفتوس تشيك في وضع مماثل، فاللاعب البالغ من العمر 22 عاماً، والذي اعتبر من قبل الكثير من مدربيه السابقين أحد أفضل المواهب الإنجليزية في جيله، لم يلعب سوى 33 دقيقة في الدوري الإنجليزي مع تشيلسي تحت قيادة ماوريسيو ساري.