أطلقت جوجل شاشة الترحيب التي تتيح معرفة الطقس والأخبار على مدار الساعة، إلى التسوق وأحدث خطوط الموضة، إلى تشكيل معرفتنا بالعالم ومستقبلنا، فما على المرء إلا أن يلقي نظرة على الشاشة التي تجعله على صلة وثية مع العالم كله.
فعندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا فإن الفارق بين التسعينات واليوم كبير جداً، من تبادل ملايين صور السيلفي عبر الوسائط الحديثة في اليوم الواحد، إلى استخدام الهواتف الذكية لإجراء المعاملات المصرفية، وباختصار فإن ثورة التقنية غيّرت الطريقة التي نعيش بها في العالم إلى الأبد، ولكن باسم الحنين إلى الماضي دعونا نعقد مقارنة في أشياء بعينها لنلمح حجم الفارق الذي حصل خلال العشرين سنة الماضية.
ففي مشتريات الموسيقى كان الناس يذهبون إلى الأسواق لشراء الأقراص "السي ديهات" لسماع الموسيقى، وكانت عمليات التسجيل أكثر صعوبة، لكن اليوم فقط تذهب عبر هاتفك إلى اليوتيوب لتسمع ما شئت من الموسيقى عبر تجريب البحث فحسب، بكتابة اسم الأغنية أو الفنان أو الموسيقى المعينة.
وفي عالم السيارات كان علينا أن نضغط على الأقفال من الداخل قبل أن نغلق مقبض الباب من الخارج، ومن ثم يكون دور المفتاح والمعاناة معه أحياناً، كما كان يجب أن تغلق النوافذ بالمقبض الدوار وأنت ترفع الزجاج، اليوم أنت لست بحاجة لكل ذلك، والأهم أنك في حال الذهاب لوجهة معينة لن تحتاج إلى فرد الخرائط الورقية كما في الأمس القريب، لقد تطورت تقنية صناعة السيارات سريعًا في العقدين الأخيرين، من وسائل الحماية إلى الملاحة إلى السرعة والتحرر من المفاتيح التقليدية.
وكانت بدايات الهاتف الجوال بذلك الحجم الكبير والنغمات عالية الضجيج التي يتم اختيارها بطريقة مستعصية، ولم يكن من وظيفة للهاتف سوى الكلام، اليوم هذا الهاتف تحول إلى حياة كاملة، كل شيء تقريباً، حيث لا يمكن لأحد الاستغناء عنه، لا يمكن بأي حال تصور ذلك قبل 20 سنة من اليوم، من استقبال الرسائل النصية إلى إجراء المعاملات البنكية إلى الصور الاحترافية وتسجيل مقاطع الفيديو، ودخول الإنترنت وحتى العثور على شريك الحياة.
الآن تجلس في غرفة الموسيقى مع العائلة، تتنقل بين القنوات التلفزيونية في كل العالم، تسجل ما شئت من البرامج، هذا المشهد لم يكن متاحاً قبل عقدين، كان الناس يجلسون لقنوات محددة هي برامج محلية في الغالب، ولم يكن ثمة خيار آخر سوى الاستسلام للتلفزيونات الوطنية.
اليوم نحن نعيش البرامج اللامحدودة وانتهى زمن الفيديو، وبحيث صار التلفزيون مدمجاً مع الوسائط الأخرى والإنترنت، ويمكن لك أن ترتدي النظارة ثلاثية الأبعاد وأنت مستلقٍ على الأريكة لتعيش المتعة في مشاهدة الأفلام، ويمكن لمن عاصر بدايات الإنترنت، أن يعرف حجم المعاناة في الوصول إلى الشبكة وسماع رنة الدخول للنت، ومن ثم الصبر المضني على تحميل المواقع، وكانت غرف الدردشة في البداية بدائية جدًا لكنها مثلت انقلاباً كبيراً وقتها، كذلك البريد الإلكتروني والمدونات.