دفعت السلوكيات «الإرهابية المستفزة» لتنظيم «الدولة الإسلامية»- وآخرها ذبح الرهينة الأمريكي الثاني ستيفن سوتلوف والتلويح بقتل آخر بريطاني- نحو بدء بلورة ملامح التحالف الدولي ضد الإرهاب، بعد أيام من بدء مساعٍ أمريكية أوروبية لتشكيله، إذ أكدت بريطانيا أنها لا تستبعد استهداف «داعش» بـ«ضربات جوية»، فيما توعدت أمريكا بالقصاص من قتلة الصحافيين جيمس فولي وسوتلوف.الغليان الغربي والعربي جراء «غلو إرهاب داعش»-بحسب محللين- ما زال يقابل بإمعان التنظيم المتطرف بـ«استراتيجية بث الرعب» من خلال قطع الرؤوس من دون تمييز بين صحافيين أو جنود أو معارضين، لكنه أيضاً يستثير غضباً لدى الشريحة الأكبر من المسلمين الرافضين لمحاولات التنظيم الإرهابي فرض حكمه عليهم.بريطانيا سلمت أنها فشلت بإنقاذ الرهينة، كما فعلــت أمريكا من قبلها، إلا أن الرد «سيكــون قاسياً» بحسب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي أكد أن «هذا الأمر لا يسبب أي تعديل في الخطط الإستراتيجية البريطانية»، بينما قال الاتحاد الأوروبي إنه «ملتزم أكثر من أي وقت مضى» بدعم الجهود الدولية لمحاربة تنظيم «داعش»، قبل أن يشدد بيان رئاسي فرنسي على أهمية «الرد سياسياً وإنسانياً وحتى عسكرياً».وفي بيان له قال الاتحاد الأوروبي إن «جريمة القتل البشعة (التي ذهب ضحيتها الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف) هي دليل آخر على تصميم التنظيم على مواصــــــــلة وتوسيع استراتيجيته الإرهابية».وأضاف البيان أن «الاتحاد الأوروبي ملتزم أكثر من أي وقت مضى دعم الجهود الدولية لمحاربة (داعش) وكل المجموعات الإرهابية التي تعرض الاستقرار الإقليمي والعالمي للخطر».وتابع إن «هذه الوحشية، ومثلها العديد الكبير من انتهاكات حقوق الإنسان التي أعلنت (داعش) مسؤوليتها عنها، تشكل تحدياً للقيم والحقوق المعترف بها عالمياً».وشدد الاتحاد «على ضرورة عدم ادخار أي جهد لمحاسبة جميع من ارتكبوا» هذه الأعمال.وفي واشنطن؛ قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان «عندما يقتل إرهابيون في أي مكان من العالم مواطنينا، ستحاسبهم الولايات المتحدة مهما طال الوقت. فليعرف الذين قتلوا جيمس فولي وستيفن سوتلوف في سوريا، أن الولايات المتحدة ستحاسبهــم أيضاً أياً يكن الوقت الذي سيستغــــرقه ذلك».وأضاف كيري «إن صورة الإسلام لا يمثلها العدميون الذين يهدمون ولا يمكنهم البناء. إنهم ليسوا سوى جبناء مقنعين تشكل سلوكياتهم إهانة للدين المسالم الذي ينتهكون تعاليمه يومياً بممارساتهم الوحشية».من جانب آخر؛ هدد تنظيم «داعش» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه سيطيح به «ويحرر» منطقة شمال القوفاز، بسبب دعمه للنظام السوري.