«الزمن لن يتوقف عندك»، هذه من القواعد الإدارية الذهبية، التي تؤكد على الاستمرارية، وأن النجاح الإداري ليس مرتبطاً بشخص واحد، يعمل ويجتهد ويخطط وينجز بأسلوب الرجل الخارق «سوبرمان»، بل النجاح الإداري هو الذي يقوم على «التكاملية»، والذي تكون عملية تحقيق أهدافه نتاج جهود لـ«فريق عمل» كل فرد فيه يكمل عمل الآخر.
المفهوم المغلوط هنا، هو ذاك الذي يقول إن الإنجازات لتتحقق، لا بد وأن يكون التوجيه الإداري، ومسك زمام الأمور من قبل «شخص واحد»، والخطورة هنا تكمن حينما يقتنع هذا «الشخص الواحد» أنه بالفعل لا أحد غيره يمكنه القيام بالمهمة.
بعض الإداريين ممن يكونون على رأس الهرم المؤسساتي، قد يعملون بجد واجتهاد ويحققون الكثير، لكنهم بسبب الفهم أعلاه، قد ينهكون أنفسهم ويجهدون ذواتهم بشكل مبالغ فيه، في حين يكون الموظفون أدناهم في «بحبوحة» و«راحة»، وهذه الحالة تعد من المؤشرات الخاطئة في العملية الإدارية، حتى مع وجود إنجازات!
لذلك فإن هناك عنصراً هاماً يعتبر من أساسيات الإدارة الناجحة، وهو عنصر معني بتطبيقه أصحاب القرار ممن على رأس الهرم، وأعني بذلك عنصر «التفويض»، بحيث تتوزع المهام والصلاحيات على الأعضاء الذين يفترض أن يكونوا «الأدوات» التي تعمل لصالح تحقيق أهداف المنظومة.
وعليه، حينما يختزل المسؤول كل شيء في نفسه، من صناعة القرارات، ومن عمليات التفكير والتخطيط ووضع الاستراتجيات، وصولاً لعمليات التنفيذ، فإنه بالتالي يعمل على «تحطيم» من تحته، حتى وإن كان ما يقوم به منطلقه الحرص الشديد أو السعي لضمان تحقيق الهدف.
صناعة «النجوم» فن لا يتقنه إلا من تشرب علم الإدارة بأدبياته الصحيحة، وأدرك بأنه مهما توسعت مداركه، ومهما تفوق في حنكته الإدارية، إلا أن الزمن لا يتوقف عنده. قد يكون اليوم مضرب الأمثال في الإدارة التي تحقق النتائج، لكن بعد انتهاء فترته، قد يكون هدفا للذم والانتقاد، لأنه لم ينجح في صناعة صفوف ثانية وثالثة، لم ينجح في تحفيز الطاقات والكفاءات، فشل في صناعة نجوم في الإدارة، يمكنهم أن يسيروا العمل كما كان سابقاً، ولربما أفضل.
هذا لو كنت أتحدث أعلاه عن القياديين الذين تجد لديهم الحرص على الإنجاز، لكنهم وسط الانشغالات والتسابق مع الزمن، قد ينسون أهمية عمليات «التفويض» وعملية صنع الصفوف الخلفية، ومن يمكن لهم أن يخلفوهم في الموقع.
لكن النوع الثاني، وهو الخطر على المجتمعات وعلى القطاعات التي وضعت تحت مسؤوليتهم، هم الذين يتعمدون «اختزال» كل شيء فيهم، فلا أحد يخطط معهم، ولا أحد يفكر معهم، ولا أحد يقرر سواهم، ولا أحد توضع فيه الثقة الكاملة للمسك بزمام أمور مهام معينة، ولا أحد قادر بالنسبة لهم لإنجاز المهام على الوجه الأكمل.
هذا النوع ينقسم أيضا لصنفين، الأول قد يمارس هذا الأسلوب الإداري الخاطئ من منطلق «انعدام الثقة» بالآخرين، وأنهم سيوقعونه في كارثة لا محالة إن وثق بهم، وهنا تجد أن بيئة العمل تتجه للخمول والكسل، ومن لديه طموح قد ينقرض مع الأيام، ليتحول وجوده إلى مجرد ممارسة «روتين ممل»، والمحصلة النهائية هي وجود قطاع لا يعمل فيه سوى شخص واحد، إن أصاب حقق إنجازاً الوصول له قد يكلف جهوداً مضاعفة، لأنها نتيجة «عزف انفرادي»، لكن الإخفاق قد يقود لكارثة تداعياتها مؤلمة.
أما الصنف الثاني، وهو من نتمنى أن تتخلص منه قطاعاتنا ومؤسساتنا، يتمثل بوجود من يعاني من «شكوك» في نفسه وفي قدراته، ومن يقتنع بداخله أن وجوده في الموقع كان «ابتسامة قدر» ليس إلا، هنا يتعاظم ما نسميه «الرهاب» أو «الخوف» على المواقع والكراسي، بالتالي يكون العزف انفرادياً «بحتاً» حتى لو كان اللحن «نشازاً» يفجر طبلة الأذن، وبموازاة ذلك تستشري نزعة معاداة كل كفاءة وكل عقل راجح أو ذكي، لأن هؤلاء هم مصدر الخطورة والتهديد، بالتالي يكون الحل بإبعادهم وتقريب من يتحولون لجوقة تطبيل أو متملقين، وهنا لن تجد صناعة لصفوف ثانية مؤهلة، ولن تجد تفويضاً للمهام بحيث تكون لديك منظومة عمل متكاملة، سيكون لديك عمل مركزي بحت، ومن بعدك سيكون القطاع عرضة لـ«طوفان» الفوضى الإدارية، لأن الممارسة ستكون فعلاً تطبيقاً للقول «الأناني» الشهير: «أنا، ومن بعدي الطوفان».
الدنيا لن تقف عندك، الزمن لن يتوقف معك، ولو حققت عشرات الإنجازات، فإن المستقبل سيحمل آلاف الإنجازات التي تتحقق من بعدك، بالتالي الذكاء الإداري بالنسبة للقيادات، يتمثل بصناعة صفوف ثانية وثالثة مؤهلة وقادرة على حمل الراية من بعدهم، بحيث تضمن الاستمرارية، والأهم أن تكون قادرة على التطوير وتحقيق الأفضل.
المفهوم المغلوط هنا، هو ذاك الذي يقول إن الإنجازات لتتحقق، لا بد وأن يكون التوجيه الإداري، ومسك زمام الأمور من قبل «شخص واحد»، والخطورة هنا تكمن حينما يقتنع هذا «الشخص الواحد» أنه بالفعل لا أحد غيره يمكنه القيام بالمهمة.
بعض الإداريين ممن يكونون على رأس الهرم المؤسساتي، قد يعملون بجد واجتهاد ويحققون الكثير، لكنهم بسبب الفهم أعلاه، قد ينهكون أنفسهم ويجهدون ذواتهم بشكل مبالغ فيه، في حين يكون الموظفون أدناهم في «بحبوحة» و«راحة»، وهذه الحالة تعد من المؤشرات الخاطئة في العملية الإدارية، حتى مع وجود إنجازات!
لذلك فإن هناك عنصراً هاماً يعتبر من أساسيات الإدارة الناجحة، وهو عنصر معني بتطبيقه أصحاب القرار ممن على رأس الهرم، وأعني بذلك عنصر «التفويض»، بحيث تتوزع المهام والصلاحيات على الأعضاء الذين يفترض أن يكونوا «الأدوات» التي تعمل لصالح تحقيق أهداف المنظومة.
وعليه، حينما يختزل المسؤول كل شيء في نفسه، من صناعة القرارات، ومن عمليات التفكير والتخطيط ووضع الاستراتجيات، وصولاً لعمليات التنفيذ، فإنه بالتالي يعمل على «تحطيم» من تحته، حتى وإن كان ما يقوم به منطلقه الحرص الشديد أو السعي لضمان تحقيق الهدف.
صناعة «النجوم» فن لا يتقنه إلا من تشرب علم الإدارة بأدبياته الصحيحة، وأدرك بأنه مهما توسعت مداركه، ومهما تفوق في حنكته الإدارية، إلا أن الزمن لا يتوقف عنده. قد يكون اليوم مضرب الأمثال في الإدارة التي تحقق النتائج، لكن بعد انتهاء فترته، قد يكون هدفا للذم والانتقاد، لأنه لم ينجح في صناعة صفوف ثانية وثالثة، لم ينجح في تحفيز الطاقات والكفاءات، فشل في صناعة نجوم في الإدارة، يمكنهم أن يسيروا العمل كما كان سابقاً، ولربما أفضل.
هذا لو كنت أتحدث أعلاه عن القياديين الذين تجد لديهم الحرص على الإنجاز، لكنهم وسط الانشغالات والتسابق مع الزمن، قد ينسون أهمية عمليات «التفويض» وعملية صنع الصفوف الخلفية، ومن يمكن لهم أن يخلفوهم في الموقع.
لكن النوع الثاني، وهو الخطر على المجتمعات وعلى القطاعات التي وضعت تحت مسؤوليتهم، هم الذين يتعمدون «اختزال» كل شيء فيهم، فلا أحد يخطط معهم، ولا أحد يفكر معهم، ولا أحد يقرر سواهم، ولا أحد توضع فيه الثقة الكاملة للمسك بزمام أمور مهام معينة، ولا أحد قادر بالنسبة لهم لإنجاز المهام على الوجه الأكمل.
هذا النوع ينقسم أيضا لصنفين، الأول قد يمارس هذا الأسلوب الإداري الخاطئ من منطلق «انعدام الثقة» بالآخرين، وأنهم سيوقعونه في كارثة لا محالة إن وثق بهم، وهنا تجد أن بيئة العمل تتجه للخمول والكسل، ومن لديه طموح قد ينقرض مع الأيام، ليتحول وجوده إلى مجرد ممارسة «روتين ممل»، والمحصلة النهائية هي وجود قطاع لا يعمل فيه سوى شخص واحد، إن أصاب حقق إنجازاً الوصول له قد يكلف جهوداً مضاعفة، لأنها نتيجة «عزف انفرادي»، لكن الإخفاق قد يقود لكارثة تداعياتها مؤلمة.
أما الصنف الثاني، وهو من نتمنى أن تتخلص منه قطاعاتنا ومؤسساتنا، يتمثل بوجود من يعاني من «شكوك» في نفسه وفي قدراته، ومن يقتنع بداخله أن وجوده في الموقع كان «ابتسامة قدر» ليس إلا، هنا يتعاظم ما نسميه «الرهاب» أو «الخوف» على المواقع والكراسي، بالتالي يكون العزف انفرادياً «بحتاً» حتى لو كان اللحن «نشازاً» يفجر طبلة الأذن، وبموازاة ذلك تستشري نزعة معاداة كل كفاءة وكل عقل راجح أو ذكي، لأن هؤلاء هم مصدر الخطورة والتهديد، بالتالي يكون الحل بإبعادهم وتقريب من يتحولون لجوقة تطبيل أو متملقين، وهنا لن تجد صناعة لصفوف ثانية مؤهلة، ولن تجد تفويضاً للمهام بحيث تكون لديك منظومة عمل متكاملة، سيكون لديك عمل مركزي بحت، ومن بعدك سيكون القطاع عرضة لـ«طوفان» الفوضى الإدارية، لأن الممارسة ستكون فعلاً تطبيقاً للقول «الأناني» الشهير: «أنا، ومن بعدي الطوفان».
الدنيا لن تقف عندك، الزمن لن يتوقف معك، ولو حققت عشرات الإنجازات، فإن المستقبل سيحمل آلاف الإنجازات التي تتحقق من بعدك، بالتالي الذكاء الإداري بالنسبة للقيادات، يتمثل بصناعة صفوف ثانية وثالثة مؤهلة وقادرة على حمل الراية من بعدهم، بحيث تضمن الاستمرارية، والأهم أن تكون قادرة على التطوير وتحقيق الأفضل.