أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء أن مملكة البحرين أدركت منذ مرحلة مبكرة أهمية التنسيق و تكامل الجهود لتدعيم المساعي والخطوات للتصدي الحازم لمخاطر الإرهاب بكافة أشكاله، خاصة مع تزايد أهميته في الفترة الراهنة مع تفاقم مظاهر الإرهاب و تهديده في دول عديدة بالمنطقة والعالم. وقال سموه إن مملكة البحرين ووفق توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه مستمرة في تعزيز التعاون والتنسيق الفاعل مع المنظمات الدولية المختصة مثل منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تغطي عملياتها نطاقاً جغرافياً واسعاً في حفظ الأمن و السلم و استعداد مملكة البحرين لدعم مهامها عبر مختلف القنوات وهو ما يؤطره انضمام مملكة البحرين لمبادرة أسطنبول للتعاون التي توفر منصة رسمية للتعاون مع منظمة الناتو في مثل هذه المجالات الهامة. وأشار سموه إلى تأكيد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله و رعاه على أن إجراءات محاربة الإرهاب بكافة صوره من التزامات البحرين الدولية باعتباره ظاهرة عالمية، مشيراً إلى ما تم إعلانه مؤخراً في العاصمة الفرنسية خلال زيارة جلالته من دعم للتحالف الدولي في مواجهة الإرهاب. وقال سموه إن جلالته أوضح إمكانية إمتداد الإرهاب الإقليمي إلى أراضينا إذا لم تتم مواجهته بحزم وجدية وسرعة بإجراءات صارمة آخذاً في عين الإعتبار أن هناك دول شقيقة وصديقة اتخذت إجراءات حاسمة لحماية أمنها واستقرارها. وأشار سموه إلى أن هناك فرصاً و إمكانيات ترحب مملكة البحرين بتسخيرها لتوثيق عرى التعاون مع منظمة الناتو و الدول الأعضاء فيها بما يدعم الجهود الدولية في مجالات الأمن و الدفاع المشترك، موضحاً أن مملكة البحرين لديها الاستعداد لرفع مستويات إسنادها لهذه الجهود لصون أمن المنطقة و مصالحها التي ترتبط بالعالم ككل. جاء ذلك خلال الجلسة الخاصة بأفغانستان على مستوى رؤساء الدول و الحكومات في قمة منظمة الناتو المنعقدة بكارديف عاصمة ويلز بالمملكة المتحدة التي يرأس سموه وفد مملكة البحرين فيها و يضم العقيد الركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي البحريني و معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية و السيدة أليس سمعان سفيرة مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة و عدد من كبار الضباط الممثلين لقوة دفاع البحرين. وقال سموه ان مشاركة و دعم البحرين في العديد من المهام المتعلقة بحفظ الأمن و السلم إقليمياً بالتعاون مع القوى الدولية مما يدل على التزام المملكة الجاد بالإسهام الفاعل تجاه مواجهة الخطر الداهم للإرهاب بكافة أشكاله، و في هذا الإطار جاءت استضافتها و مشاركتها و دعمها لقوات الواجب المشتركة لأمن الخليج العربي ومكافحة القرصنة في خليج عدن و كذلك مشاركتها في مهام قوة المساعدة الأمنية (إيساف) في أفغانستان حتى العام الماضي. وأضاف سموه خلال الجلسة التي تتزامن مع إنتهاء مهام قوة إيساف في أفغانستان، ان مساهمة منظمة الناتو و جميع المشاركين في هذه القوة هو ما ترك أثراً ملموساً في تحقيق تحسن يلمسه الأفغان في التعامل مع الإرهاب و منحهم حياة أكثر أمناً واستقراراً، وهذا جهد ساهمت فيه مملكة البحرين خلال عقد من مهمة إيساف في أفغانستان بالدعم و التدريب الميداني. ولفت سموه إلى ضرورة الشراكة الدولية في محاربة مخاطر الإرهاب بفعالية وحزم لأنه لا حدود له في تهديداته ومخاطره، مؤكداً سموه أن هذا يستوجب أن تقترن الاستراتيجيات الأمنية و الدفاعية مع استيعاب العوامل و الأسباب التي توفر بيئة خصبة لتفاقم الإرهاب و أن يتم استباق العمل عليها عبر اتخاذ نهج فاعل ومؤثر. وأشار سموه إلى أن منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية شريك فاعل مع المنظمات الدولية والدول الحليفة والصديقة لمكافحة الإرهاب وتدين أعماله بكافة صوره و دوافعه في مختلف دول العالم، وتدعم تكثيف الجهود لمكافحة الأعمال الإرهابية و الخلفيات الفكرية التي تقوم عليها و هو مما تلتزم به مملكة البحرين كمسعى يحافظ على المكتسبات و المصالح المشتركة. وأشاد سموه بقمة منظمة الناتو المنعقدة في كارديف وما تضمه من حضور بارز لرؤساء القوى العظمى وحلفائها ، إذ تمثل قناة حيوية لمزيد من التفعيل و التدعيم لصور التعاون و التنسيق الدفاعي الأمني بما يتسق مع تزايد التهديدات و ما يشهده العالم من تغير ملحوظ في أساليبه بما أصبح يسبب انتهاكات إنسانية خطيرة، و في هذا السياق أشار سموه إلى حرص مملكة البحرين على الإسهام في التخفيف عن معاناة المتضررين من جراء هذه الممارسات. وكانت الجلسة قد بدأت بكلمة من الأمين العام السيد أندرس فوغ راسموسين تحدث فيها عن أهمية قمة الناتو في هذا التوقيت و ما تشكله من محطة مهمة لاتخاذ قرارات هامة تعنى بمسار مهام الناتو في المحافظة على الأمن و الاستقرار بالعمل مع شركاء المنظمة على عدد من المهام، من بينها تشكيل أكبر تحالف دولي في التاريخ الحديث بهدف المحافظة على استقرار أفغانستان و لمنع التشكيلات الارهابية من ممارسة أنشطتها من هناك. وأعرب الأمين العام عن التقدير و الاعتزاز بإسهام الدول الأعضاء و الشركاء و منتسبيها في مهمة أفغانستان خلال العقد الماضي لإحباط مساعي الإرهاب و التطرف في تقويض الأمن و الاستقرار. كما تحدث السيد دايفيد كاميرون رئيس وزراء المملكة المتحدة في نفس السياق حول نجاح مهام الناتو و الشركاء الدوليين في أفغانستان، مما يمثل كنموذج على ما يستطيع الناتو تقديمه كمنظمة دولية متعددة المهام للتصدي للمخاطر الكامنة و التصدي للمتغيرات فيها في عالم اليوم، فقد تمكنت من التعامل مع العديد من التحديات و سوف تواصل العمل الدؤوب من أجل تركيز جهودها على ترسيخ عوامل الأمن و الاستقرار. من جانب آخر، شارك العقيد ركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي البحريني في الاجتماع الذي ترأسه نائب الأمين العام للناتو على مستوى وزراء الدفاع و المشاركين في المجموعة التنسيقية (28+24)، و ضمت عدداً من الدول من بينها أستراليا، فنلندا، النمسا، و دولاً عربية ضمت الإمارات العربية المتحدة و المملكة الأردنية الهاشمية و المملكة المغربية. كما اطلع سمو قائد الحرس الملكي البحريني على المعرض البريطاني الدفاعي الأمني الذي اشتمل على عدد من المعدات و التقنيات العسكرية، إذ استمع سموه إلى شرح حول محتوى المعرض و أشاد بالمستوى المتقدم للتقنيات المستخدمة في خدمة المجالات الدفاعية و الأمنية. وقد حضر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفل الاستقبال الذي أقامه صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، على شرف المشاركين في قمة منظمة الناتو.
Bahrain
سمو ولي العهد يشارك في الجلسة الخاصة بقمة الـناتو في أفغانستان
04 سبتمبر 2014