* قطار الحرمين الأسرع على مستوى المنطقة

* أضخم مشروعات النقل بالمملكة والأكبر في الشرق الأوسط

مكة المكرمة - كمال إدريس

يرعى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الثلاثاء حفل تدشين قطار الحرمين السريع، وفقا لما أعلنه وزير النقل السعودي د. نبيل بن محمد العامودي.

ورفع الوزير السعودي بهذه المناسبة شكره إلى خادم الحرمين الشريفين على تفضّله برعاية حفل التدشين امتداداً لرعايته ودعمه غير المحدود للمشاريع الوطنية الرائدة كافة.

وقال إن هذه الرعاية الكريمة تأتي امتداداً لما يوليه خادم الحرمين الشريفين من اهتمام وعناية كبيرين بمشاريع النقل في وطننا الغالي، كما يمثل ترجمة حية لجهود المملكة ودورها الإسلامي الفاعل في خدمة الحرمين الشريفين وزائريهما من الحجاج والمعتمرين، فضلاً عن حرص المملكة الراسخ على خدمة ضيوف الرحمن، واعتبارهم أولوية يتشرف بخدمتهم كل مواطن سعودي، ولا يتوانى عن تقديم ما ييسر أداء مناسكهم.

وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يوجهان دوماً بتقديم أفضل الخدمات وأعلاها جودة للحجاج والمعتمرين والزوار بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 التي من بين أهم أهدافها مضاعفة أعداد الزوار والمعتمرين والحجاج، لتواصل المملكة أداء مسؤوليتها التي نفاخر بها جميعاً تجاه الحرمين الشريفين، ولتؤكد مكانتها الراسخة لدى الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.

من جهته، أكّد رئيس هيئة النقل العام الرئيس العام المكلف للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية د. رميح بن محمد الرميح أن هذا المشروع يعد أول قطار كهربائي سريع على مستوى المنطقة، ويبلغ طول مساره 450 كلم، بخط مزدوج يربط 5 محطات في كل من مكة المكرمة، جدة، مطار الملك عبدالعزيز الدولي، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، والمدينة المنورة، وتبلغ السرعة التشغيلية للقطار 300 كلم/ الساعة.

وبين د. الرميح أن تنفيذ هذا المشروع العملاق تم على ثلاث مراحل، أولاها مرحلة الأعمال المدنية والأرضية وخلالها تم إنشاء 138 جسراً، و850 عبارة، مع إزاحة 150 مليون متر مكعب من الرمال والصخور لتمهيد المسار، مشيراً إلى أنه قام بتنفيذ هذه المرحلة تحالف من الشركات الوطنية والدولية.

أما المرحلة الثانية فكانت إنشاء 4 محطات في كل من مكة المكرمة، جدة، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمدينة المنورة، وجاء ذلك من خلال شركات محلية وعالمية، وحرصت إدارة المشروع على تصميم المحطات بطابع معماري فريد مستلهم من الطراز المعماري الإسلامي، فيما تم إنشاء محطة القطار بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة لتكون ضمن مشروع المطار، بينما اختصت المرحلة الثالثة ببناء الخط الحديدي، وتوريد أنظمة الإشارات والتحكم والتذاكر والاتصالات، وتصنيع القطارات، والتشغيل والصيانة لمدة 12 عاماً وذلك من خلال تحالف إسباني متخصص في القطارات السريعة.

ولفت إلى أنه لتأمين الكهرباء اللازمة لتشغيل المشروع تم إنشاء 6 محطات تغذية كهربائية على طول المسار، بما يوفر الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل القطارات بأعلى سرعة، مفيداً بأن الطاقة الاستيعابية لقطار الحرمين تبلغ 60 مليون مسافر سنوياً، من خلال أسطول قوامه 35 قطاراً، وسعة كل قطار 417 مقعداً، مجهزة بأحدث وسائل الراحة والتقنيات التي من شأنها أن تيسر على المسافر رحلته، وتعزز ثقته في النقل السككي العالي السرعة بوجه عام.

وسيشهد حفل التدشين عدد مـن أصحاب السمو والمعالي والفضيلة، وكوكبة من الـمسؤولين المحليين والدوليين، وطـيف واسـع مـن الشخصيات الإسلامية وصناع الـقرار وكـبار المستثمرين وممثلي الشـركات المنفذة لمشروع قطار الحرمين، إيذاناً بانطلاق القطار وبدء تشغيله رسـمياً.

ويعد مشروع قطار الحرمين، أضخم مشاريع بالمملكة والأكبر على مستوى الشرق الأوسط، في تصاميم محطاته المستلهمة من معالم مكة المكرمة والمدينة المنورة وطابعهما المعماري الإسلامي الفريد.

وأوضح المدير العام لمشروع قطار الحرمين المهندس محمد فدا أن رمزية المكان وقدسيته لدى المسلمين، وكذلك الموقع الاستراتيجي لكل محطة كان أبرز ما يميز التصاميم في المحطات الأربع، إضافة إلى محطة القطار في مطار الملك عبدالعزيز بجدة، التي تستعد للتشغيل بنهاية مارس 2019.

وقال إن التصاميم المعمارية البديعة لمحطات القطار الخمسة، استخدمت ألوانا مميزة لكل محطة، فمحطة المدينة المنورة بأسقف خضراء فيما تزينت محطة مكة المكرمة باللون الذهبي، أما محطة محافظة جدة فباللون الفضي، كما لوّنت محطة رابغ باللون المعدني، وتتشارك معها في هذا محطة مطار الملك عبدالعزيز بجدة بلون يستلهم من رمال المنطقة الغربية رسوخه ونقاءه.

وأشار إلى أنه بجانب التصاميم المبهرة، اختار القائمون على مشروع القطار مواقع مميزة للمحطات، إذ اختير موقع محطة مكة المكرمة في حي الرصيفة بمسافة لا تزيد عن 4 كيلو مترات عن المسجد الحرام، واتخذت محطة جدة من حي السليمانية وسط المدينة موقعاً لها، مع إضافة محطة أخرى في مطار الملك عبدالعزيز الدولي لتسهيل نقل المسافرين من المعتمرين والزوار، وكان اختيار موقع محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ لخدمة المدينة الاقتصادية الواعدة كمحطة في الطريق من المدينة المنورة وإليها، أما موقع محطة المدينة المنورة التي تخدم مدينة المعرفة فتبعد 9 كيلو مترات عن المسجد النبوي.

وبين المهندس فدا، أن مرافق المحطات أخذت في عين الاعتبار تخصيص مرافق للعائلات خلال انتظارهم، من خلال تجهيز مواقع مخصصة للترفيه وألعاب الأطفال على غرار المتبع في أهم المطارات العالمية، إلى جانب استخدام الإضاءة الطبيعية في أوقات النهار لتوفير استخدام الطاقة الكهربائية، ما سيقلل من الهدر الكهربائي ويحقق مبدأ التوفير في الطاقة.

ولفت إلى أن الخدمات الإلكترونية ستسهم في سهولة الوصول للمحطات والحجز المبكر عبر تطبيق مخصص لقطار الحرمين وأيضا عبر الموقع الإلكتروني، إذ سيتمكن المسافرون من معرفة مواعيد الرحلات وأوقات الذروة، وسيرتبط التطبيق بخرائط "قوقل" لتوفير معلومات إضافية للمسافرين.

ومن المقرر، ابتداءً من 4 أكتوبر 2018، أن تسيّر يومياً 8 رحلات بين مكة المكرمة والمدينة المنورة "في الاتجاهين" بأسعار ترويجية مخفضة لمدة شهرين، وتستوعب الرحلة الواحدة 417 مسافرًا في القطار الواحد، وستكون الرحلات أيام الخميس والجمعة والسبت والأحد، فيما سيترفع عدد الرحلات تدريجياً مطلع عام 2019 إلى 12 رحلة يومية، تتزايد بدورها مع مرور الوقت والاحتياج الموسمي لتلبية الحاجة المتنامية للوصول عالي الكثافة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.