حين قال ولي العهد لحزب الله: "مدوا أيديكم للأطراف الأخرى وتبرأوا من العبث الليلي" حرق آخر الأوراق التي كانوا يراهنون عليها.
سموه يعلم أن حزب الله راهن كثيراً على ورقة الخلافات الأسرية، وراهن على اللعب على تلك الورقة، ثم راهن على طبيعة العلاقة الوطيدة بين سمو ولي العهد وبين العديد من دوائر صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لذلك كان يصر في الآونة الأخيرة على الجلوس مع ولي العهد ظناً منه أنه يمكنه أن ينفرد به على حساب الأطراف السياسية الأخرى.
فقام يوزع الأدوار بين أعضائه؛ فهناك من يفاوض وهناك من يداهن وهناك من يضغط من خلال (الأصدقاء الأمريكيين)، وتولى أعضاء حزب الله المرابطون في لبنان ورقة ضرب الإسفين بين ولي العهد وأقطاب الأسرة؛ تلك الورقة التي تتم برعاية مباشرة من الحزب اللبناني ويتولى تأديتها أشباه الكتاب والصحافيين الفارين من أهل البحرين، والذين نعرفهم فرداً فرداً.
حتى جاءت كلمة ولي العهد بالأمس حاسمة تنصحهم بأن يتقدموا هم خطوة للأطراف السياسية، إذ انتهى وقت العروض التي رفضوها الواحدة تلو الأخرى، جاءت كلمته لتقطع الطريق على كل تلك المحاولات وتحرق ورقة جديدة راهنوا عليها، بل أهم ورقة، فماذا بقي لهم؟ وقد كانت من أهم الأوراق التي أبقوها للجولة الأخيرة، إنما تحرك ولي العهد جعل الصف البحريني والصف الخليجي الآن كله جبهة موحدة في مواجهة حزب الله.
اليوم لابد من الحديث المباشر والصريح للبحرينيين؛ فحزب الله استفاد كثيراً من الصمت الرسمي ومن سياسية التأخر بالأخذ بزمام المبادرة، فترك فراغاً شغله حزب الله بروايته وبمعلوماته المنتقاة، والكل يعلم أن في ذمة حزب الله جموع من البشر سلموهم رقابهم بشكل عمياني إيماناً وقانعة أن قرارات هذا الحزب (معصومة) بحكم رهانها على المرجعية الدينية، حيث رهنت هذه الجموع مستقبلها وحاضرها وتبعت المرجعية وقبلت كل قراراتها بلا نقاش.
في ذات الوقت غابت الرؤية الرسمية عن هذا الجمهور؛ بل غابت تفاصيل الأحداث التي دارت بين المرجعية وبين ولي العهد تحديداً الذي تولى هذا الملف إبان الأزمة.
لا نريد أن تكون زيارة ولي العهد زيارة إبراء ذمة أمام الله وأمام البحرينيين وأمام العالم فحسب؛ بل لابد أن يطلع جمهور حزب الله على خفايا المفاوضات في الأيام الأخيرة ليعلموا ما الذي دار في تلك الأيام التي تلت الإخلاء الأول للدوار، وما هي الفرص التي أتيحت؟ وما هي الخيارات التي كانت بين يدي المرجعيات الدينية؟ وكيف رفضها؟ ولم الآن يقبلها؟ ولم يرفضها ولي العهد الآن؟ ليعرفوا ونعرف جميعنا حقيقة ما دار في مفصل هام من تاريخ شعبنا.
ما (سربه) ولي العهد بالأمس في بيت التجار نزر قليل من جولات مكوكية سمعنا بها كما سمع غيرنا، لكننا لم نطلع على فحواها، وهي ليست أمانة للتاريخ لابد أن توثق فحسب؛ بل هي ضرورة يحتاجها جمهور (معكم معكم).
فهذا الجمهور مغيب لم يسمع من أي طرف حقيقة ما دار، لم يعرف ولم يسأل ماذا قالت المرجعيات وماذا قال حزب الله؟ كيف اتخذت قرارات ترتب عليها نتائج كارثية أخذت بلا استفتاء وبلا استطلاع وبلا حتى علم الناس، فهذه رواية مخفية إلى الآن ولم يعلم أحد بها، لقد كانت هناك وفود أمريكية ووفود من ولي العهد تدخل وتخرج على مرجعيات حزب الله، وكان الأعضاء على اتصال بالعديد من الشخصيات المؤثرة، ماذا عرضوا عليهم؟ كيف اتخذوا القرارات؟ وتلك وحدها معضلة حقيقية، فما هي آلية تحديد المصير؟ هل سأل أهل الدوار؟ هل كان لهم رأي؟ هل وضعت المعلومات أمامهم؟ كيف هي درجة الشفافية؟
هذا الجمهور المغيب وضع رقبته في يد المرجعية، هذا الجمهور بكل شرائحه المتعلمة والمثقفة والمتحدثة بلغات قبلت أن تكون تابعة دون حتى أن تطلب معرفة ما يدور، تنازلت عن حقها صاغرة لفرد يتخذ قراراته منفرداً بلا مراجعة.
لم يبق رهاناً إلا وخسروه، وها هي آخر الأوراق التي يمني بها حزب الله جمهوره تحترق بعد فشل محاولة اللعب عليها.
ألا يستحق هذا الجمهور -من باب الرأفة به على الأقل- أن توفر له أدنى حقوقه؟ أن يستفتى من جديد على من يريد أن يمثله؟ وأن يحسم موقفه من قياداته وأن تتاح له عدة خيارات ينتقي منها وأن يزود بالمعلومات كاملة حول ما جرى من فبراير إلى اليوم وخبايا المفاوضات، وأن يترك له حرية الموافقة أو الرفض، وأن يختار المصير الذي يريده، هذه أبسط الحقوق المدنية التي تقدمها الأحزاب لمنتسبها في الدولة المدنية!!
سموه يعلم أن حزب الله راهن كثيراً على ورقة الخلافات الأسرية، وراهن على اللعب على تلك الورقة، ثم راهن على طبيعة العلاقة الوطيدة بين سمو ولي العهد وبين العديد من دوائر صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لذلك كان يصر في الآونة الأخيرة على الجلوس مع ولي العهد ظناً منه أنه يمكنه أن ينفرد به على حساب الأطراف السياسية الأخرى.
فقام يوزع الأدوار بين أعضائه؛ فهناك من يفاوض وهناك من يداهن وهناك من يضغط من خلال (الأصدقاء الأمريكيين)، وتولى أعضاء حزب الله المرابطون في لبنان ورقة ضرب الإسفين بين ولي العهد وأقطاب الأسرة؛ تلك الورقة التي تتم برعاية مباشرة من الحزب اللبناني ويتولى تأديتها أشباه الكتاب والصحافيين الفارين من أهل البحرين، والذين نعرفهم فرداً فرداً.
حتى جاءت كلمة ولي العهد بالأمس حاسمة تنصحهم بأن يتقدموا هم خطوة للأطراف السياسية، إذ انتهى وقت العروض التي رفضوها الواحدة تلو الأخرى، جاءت كلمته لتقطع الطريق على كل تلك المحاولات وتحرق ورقة جديدة راهنوا عليها، بل أهم ورقة، فماذا بقي لهم؟ وقد كانت من أهم الأوراق التي أبقوها للجولة الأخيرة، إنما تحرك ولي العهد جعل الصف البحريني والصف الخليجي الآن كله جبهة موحدة في مواجهة حزب الله.
اليوم لابد من الحديث المباشر والصريح للبحرينيين؛ فحزب الله استفاد كثيراً من الصمت الرسمي ومن سياسية التأخر بالأخذ بزمام المبادرة، فترك فراغاً شغله حزب الله بروايته وبمعلوماته المنتقاة، والكل يعلم أن في ذمة حزب الله جموع من البشر سلموهم رقابهم بشكل عمياني إيماناً وقانعة أن قرارات هذا الحزب (معصومة) بحكم رهانها على المرجعية الدينية، حيث رهنت هذه الجموع مستقبلها وحاضرها وتبعت المرجعية وقبلت كل قراراتها بلا نقاش.
في ذات الوقت غابت الرؤية الرسمية عن هذا الجمهور؛ بل غابت تفاصيل الأحداث التي دارت بين المرجعية وبين ولي العهد تحديداً الذي تولى هذا الملف إبان الأزمة.
لا نريد أن تكون زيارة ولي العهد زيارة إبراء ذمة أمام الله وأمام البحرينيين وأمام العالم فحسب؛ بل لابد أن يطلع جمهور حزب الله على خفايا المفاوضات في الأيام الأخيرة ليعلموا ما الذي دار في تلك الأيام التي تلت الإخلاء الأول للدوار، وما هي الفرص التي أتيحت؟ وما هي الخيارات التي كانت بين يدي المرجعيات الدينية؟ وكيف رفضها؟ ولم الآن يقبلها؟ ولم يرفضها ولي العهد الآن؟ ليعرفوا ونعرف جميعنا حقيقة ما دار في مفصل هام من تاريخ شعبنا.
ما (سربه) ولي العهد بالأمس في بيت التجار نزر قليل من جولات مكوكية سمعنا بها كما سمع غيرنا، لكننا لم نطلع على فحواها، وهي ليست أمانة للتاريخ لابد أن توثق فحسب؛ بل هي ضرورة يحتاجها جمهور (معكم معكم).
فهذا الجمهور مغيب لم يسمع من أي طرف حقيقة ما دار، لم يعرف ولم يسأل ماذا قالت المرجعيات وماذا قال حزب الله؟ كيف اتخذت قرارات ترتب عليها نتائج كارثية أخذت بلا استفتاء وبلا استطلاع وبلا حتى علم الناس، فهذه رواية مخفية إلى الآن ولم يعلم أحد بها، لقد كانت هناك وفود أمريكية ووفود من ولي العهد تدخل وتخرج على مرجعيات حزب الله، وكان الأعضاء على اتصال بالعديد من الشخصيات المؤثرة، ماذا عرضوا عليهم؟ كيف اتخذوا القرارات؟ وتلك وحدها معضلة حقيقية، فما هي آلية تحديد المصير؟ هل سأل أهل الدوار؟ هل كان لهم رأي؟ هل وضعت المعلومات أمامهم؟ كيف هي درجة الشفافية؟
هذا الجمهور المغيب وضع رقبته في يد المرجعية، هذا الجمهور بكل شرائحه المتعلمة والمثقفة والمتحدثة بلغات قبلت أن تكون تابعة دون حتى أن تطلب معرفة ما يدور، تنازلت عن حقها صاغرة لفرد يتخذ قراراته منفرداً بلا مراجعة.
لم يبق رهاناً إلا وخسروه، وها هي آخر الأوراق التي يمني بها حزب الله جمهوره تحترق بعد فشل محاولة اللعب عليها.
ألا يستحق هذا الجمهور -من باب الرأفة به على الأقل- أن توفر له أدنى حقوقه؟ أن يستفتى من جديد على من يريد أن يمثله؟ وأن يحسم موقفه من قياداته وأن تتاح له عدة خيارات ينتقي منها وأن يزود بالمعلومات كاملة حول ما جرى من فبراير إلى اليوم وخبايا المفاوضات، وأن يترك له حرية الموافقة أو الرفض، وأن يختار المصير الذي يريده، هذه أبسط الحقوق المدنية التي تقدمها الأحزاب لمنتسبها في الدولة المدنية!!