التأم شمل أخوين غير شقيقين، هما فرنسي وأميركي في سن 72 سنة و64 سنة، في منطقة أوماها بيتش في غرب فرنسا، التي وصلها والدهما الجندي الأميركي في يونيو 1944، بعد أن كشفت فحوص الحمض النووي أنهما مولودان للأب نفسه.

وحتى فترة قريبة خلت، كان كلّ منهما يجهل وجود الآخر، إلى أن كشفت فحوص الحمض النووي أن والدهما واحد، وهو بيل هندرسون الذي كان جندياً في الجيش الأميركي، أتى إلى منطقة النورماندي الفرنسية خلال إنزال الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

والتقى أندريه غانتوا "72 عاماً" من منطقة لودر في شرق فرنسا وآلن هندرسون "64 عاماً" من غرينفيل في كارولاينا الجنوبية، الإثنين في مدينة كولفيل سور مير التي وصل إليها والدهما ضمن صفوف 132 ألفاً و700 عسكري من قوات الحلفاء خلال إنزال النورماندي.

وذهب الرجلان إلى الموقع مع أفراد عائلتيهما وشاركا في مراسم تنكيس العلم الأميركي، على وقع عزف الموسيقى العسكرية في الموقع التذكاري للجنود الأميركيين الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية في النورماندي.

وقد علم أندريه غانتوا في سن الخامسة عشرة لدى وفاة والدته إيرين بعلاقة الحب التي كانت تربطها بجندي أميركي التقته خلال عملها مع الجيش الأميركي لكسب قوت عيشها.

وكان أندريه غانتوا في سن العشرين عندما توجه إلى السفارة الأميركية في باريس في محاولة للتعرف على هوية والده، إلا أن الجواب أتى بأن طلبه يشبه "البحث عن إبرة في كومة قش”.

غير أنه لجأ أخيراً إلى معهد أميركي متخصص في بحوث الحمض النووي في محاولة "يائسة” للتعرف على والده، وفي يوليو، سُحبت منه العينة المطلوبة وأرسلت إلى الولايات المتحدة، وقبل ثلاثة أسابيع، كانت هذه الهيئة قد كُلّفت من عائلة هندرسون بإجراء بحث جيني على عينات من الحمض النووي.

وبحسب ما أخبر غانتوا ظهرت النتائج في مطلع أغسطس وقد بيّنت "تقاطعاً في الاختبارات دفع الهيئة إلى الاستخلاص بأن لديّ أخاً في الولايات المتحدة وأنّي من عائلة أميركية”.

وقال ألن مربّتا على كتف أندريه "هذا الأمر غيّر حياتنا إلى الأبد”.

وهذه أول زيارة إلى فرنسا للأميركي الذي حمل معه ميدالية والده الذي توفي عام 1997، وهو مدفون في لوس أنجلس.

وبعد أكثر من سبعة عقود، لا يزال الغموض يكتنف مسألة الأبناء المولودين من أمهات فرنسيات وجنود من قوات الحلفاء، بحسب إيمانويل تييبو المؤرخ في مركز كاين التذكاري.

وأشار المؤرخ إلى وجود حوالي مئتي ألف فرنسي ولدوا لجنود ألمان، لكن لا دراسات جدية حتى اليوم تظهر العدد الرسمي للأطفال المولودين لجنود من قوات الحلفاء.